برغم تسارع وتيرة الانجاز علي الأرض. وما تنطق به الجداول الزمنية لتنفيذ المشروعات التنموية. والخدمية.. وفيما تسابق الدولة عقارب الساعة في مشروعات قومية عملاقة. في شتي المجالات. وكأنها في ماراثون عليها أن تقطعه في وقت قياسي.. إلا أن إحساس. وإدراك قطاع لا يستهان به من المواطنين بما يجري علي الأرض لا يزال رهن التشويش الممنهج عبر الفضاء الالكتروني.!! في تصوري. لا بد وأن تكون هذه القضية الخطيرة حاضرة وبقوة في ذهن الدولة التي لا بديل أمامها سوي تكثيف جهودها. وتفكيرها ليس فقط فيما يخص إنجاز المشاريع. والمضي قدماً في برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي يستهدف وضع مصر في المكانة التي تليق بها علي خريطة المستقبل.. ولكن أيضاً في إلقاء الضوء بشكل كاف. وكاشف علي تفاصيل. وحجم. ومردود تلك المشروعات. وارتباط ذلك بشكل مباشر. وغير مباشر بحياة الناس. ووضع الدولة. نعمپينبغي أن نعترف أن هناك فجوة بين ما تنجزه الدولة بالفعل. ودرجة الوعي العام به.. الخطر القائم. والقادم. والمتزايد يكمن فيمن يحاول كل يوم. وكل ساعة. بل وكل دقيقة أن يزيد تلك الفجوة اتساعاً. ويملأها بالكذب. والتضليل. والتهوين في سبيل تشكيل رأي عام مُحبَط. وسلبي في وقت تحتاج مسيرة التنمية. من بين أهم ما تحتاج. إلي الالتفاف الشعبي الجمعي الواعي حول هدف. وخطة. وأمل. مَن يحاربون مصر يسعون بشكل محموم لوأد حلمها في بناء دولة حديثة. قادرة اقتصادياً. بقدر امتلاكها لكل أدواتها العسكرية. والسياسية. والتاريخية. مضافاً إلي ذلك قوتها الناعمة متمثلة في رصيدها. وتأثيرها الثقافي. والفكري. والفني. والأدبي. والعلمي .. وإذا كان الارهاب سلاحاً هدفه أولاً. وأخيراً إشاعة حالة كاذبة من عدم الاستقرار تضر بالاقتصاد. سواء فيما يتعلق باستعادة السياحة. أو جذب الاستثمارات الخارجية .. فسلاح آخر يبدو لي هو الأخطر.. "حرب الفضاء" التي تدور رحاها منذ اندلعت شرارة "ثورة يناير¢.. پلا زالوا يراهنون ب "الكتائب الالكترونية"پ علي أسر المزيد من العقول. وسحبها بعيداً عن معركة التنمية التي تخوضها الدولة الآن. بروح التحدي .. التركيز هنا علي إيقاع ضحايا أكثر من بيننا.. نشر عدوي الاحباط بين صفوف المجتمع "وسيلة" .. و"الغاية" هدم بلد قرر أن يبني.. طريقتهم اختطاف العقول. والاستحواذ عليها.. ومهمتنا تحرير هذه العقول من "الأسر الالكتروني". پپ هنا أري ضرورة أن تولي الدولة عناية أكبر. وأهمية قصوي بما يدور في العالم الافتراضي. والفضاء الالكتروني. بقدر اهتمامها بالواقع الفعلي. والانجاز علي الأرض.. بمعني آخر. لا بديل عن الدخول في حرب شاملة. ومواجهة الكترونية مسلحة. عبر إطلاق قذائف مضادة للافتراءات. وذخيرة حية من المعلومات المتواصلة. المدعومة بحقائق. وأرقام بمقدورها تصفية الأكاذيب. ونسف مخططات مروجيها. ومَن يمولونهم. ويقفون وراءهم. من الداخل. والخارج. من المهم أيضاً ألا تجد الصحافة القومية نفسها. ومعها التليفزيون الرسمي للدولة علي الجبهة بمفردهما. في مواجهة عدو يدير حرباً إعلامية شرسة من خارج الحدود.. مطلوب من كل الصحف الخاصة. والحزبية. وبذات القدر من جميع الفضائيات غير المملوكة للدولة. أن تدخل أجواء المعركة بكل طاقتها. وأن تعلم أن أداء واجبها الوطني تجاه مصر في هذه المرحلة الحساسة من تاريخها "قضية أمن قومي".