كشفت الولاياتالمتحدةالأمريكية النقاب عن وجهها المتآمر علي منطقتنا وأمتنا وقد جاء الفيتو الأمريكي بمجلس الأمن ضد مشروع القرار المصري برفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها لتسقط ورقة التوت ويكشف الوجه الحقيقي بلا أدني مواربة فلطالما كان الفيتو الأمريكي حجر عثرة في وجه عدالة القضية الفلسطينية. ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تستخدم فيها واشنطن حق النقض "الفيتو" ضد قرارات مع القضية الفلسطينيةفالولاياتالمتحدة تستخدمه كمظلة لحماية إسرائيل مهما ارتكبت من جرائم ضد الإنسانية كما لو أن إسرائيل هي التي تملك حق "الفيتو". وفي محاولة دبلوماسية لإجهاض قرار ترامب الظالم بنقل السفارة الأمريكية للقدس. سعت مصر جاهدة لإقناع أعضاء مجلس الأمن باستصدار قرار يرفض التحرك الأمريكي الفردي تجاه القضية الفلسطينية التاريخية. إلا أن حق واشنطن في "البلطجة" علي العالم أحبط الحراك المصري. ليبقي الوضع علي ما تريده أمريكا وعلي العرب اللجوء إلي الدعاء.. أو الصمت والبكاء.. كما يفعل الشخص الضعيف في مواجهة الأزمات وحسبما توقعت ردود الأفعال أن واشنطن بما لديها من عضلات تستطيع مواجهة التفكك العربي الذي نمر به حالياً. بسبب المخططات الصهيونية التي مرت بها المنطقة العربية خلال سنوات الخراب والتمزق والمسماة خلطاً للأوراق بالربيع العربي. الولاياتالمتحدة حسمت تعاملها مع منطقة الشرق الأوسط وفقاً لرؤية استراتيجية اتضحت معالمها بعد أحداث 2001 المشكوك في تخطيطها ثم 2003 بعد إسقاط نظام صدام حسين وتقوم علي تعبئة دول المنطقة لصالح واشنطن وخلق بيئة سياسية غير مستقرة واستخدام التطرف كورقة للعب وعدم وجود قوي إقليمية في المنطقة. إن القدس لم تضع اليوم بل ضاعت منذ زمن في ظل الصمت غير المبرر يصل لاتهام الجميع شعوباً وقادة لسنوات عديدة استغلتها إسرائيل في تهويد القدس. حيث أصبح الطريق إلي القدسالشرقية محاطاً بالمستوطنات والكتل الأسمنتية علي مرأي ومسمع من العالم العربي والإسلامي دون أن يحرك ذلك لهم ساكناً. بل وأصبح الوصول إليها شبه مستحيل إلا عن طريق إسرائيل لقد ضاعت القدس يوم أن هاجر إليها اليهود أفواجاً بعد وعد "بلفور" عام 1917م ضاعت القدس يوم أن تآمر الأمريكان في مؤتمر المائدة المستديرة لتقسيم فلسطين عام 1947م وأصبح من يريد دخول القدس لابد أن يختم جواز سفره بتأشيرة تل أبيب. ضاعت القدس منذ أن تصارعت فتح وحماس علي السلطة من منهم يحكم القدس ضاعت يوم أن أدركت الشعوب العربية أن حكامها لا يملكون مقاطعة أمريكا خوفاً علي عروشهم القدس ضاعت يوم أن اشتعل القتال في سوريا وليبيا واليمن والعراق. وتحولت البلدان العربية إلي فتات يأكل بعضها البعض. ومولت أمريكا الإرهاب وقادته إسرائيل والعملاء من الدول العربية لتقف مصر وحدها في مواجهة هذا الإرهاب نيابة عن العالم كله. المشروع المصري في منتهي الذكاء والجرأة.. مصر تدرك يقيناً أن الفيتو الأمريكي في انتظارها وأن مشروعها سيتم رفضه حتي لو حصل علي موافقة ال 14 عضواً الآخرين.. لكن سيسجل التاريخ وستسجل الأممالمتحدة أن اقتراحاً بالنص السابق تم رفضه وهو يثبت الجريمة علي أمريكا ولا ينفيها وهو في ذاته وثيقة في أي معارك دبلوماسية أو تاريخية أو قضائية دولية. رغم إدراكنا أن العدو الإسرائيلي لا يعرف إلا لغة القوة.. لكن المشروع يثبت انتهاء زمن "الخواطر" السياسية وربما انتهاء عصر تشابكات السياسة.. ويؤكد أيضاً وهو خلاصة الأمر انتماء مصر لقضاياها الحقيقية وأن لهذه القضايا الأولوية علي سواها وإن ما يربطها بأمتها العربية وبأمنها القومي هو أكبر التحديات. مصر وهي عفية لا تنسي أمتها ولا أمنها الحقيقي ولا أولوياتها.. ومصر وهي منهكة لم تنس وقدمت ما تتحمله ظروفها ومصر وهي منشغلة تبني نفسها من جديد وتعوض ما فاتها تقدم كل ما تستطيعه وكل ما يمكنها أن تقدمه. إن قرار ترامب بشأن القدس يتسبب في زيادة وتيرة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وقد يحول الصراع السياسي إلي صراع ديني. لا نطلب من الدول فتح جبهات حرب وقتال ضد الاحتلال الإسرائيلي. وإنما إجراءات عقابية ضد إسرائيل وأمريكا. بدلاً من التطبيع والسعي لإقامة العلاقات معها. والعمل علي دعم قضية الشعب الفلسطيني. والدفاع عن القدس العربية. وهي أهم قضية في الوقت الحاضر ولابد من الاتحاد والتكامل اقتصادياً وسياسياً والتماسك تحت راية واحدة من أجل نصرة القضية الفلسطينية وإرغام أمريكا وإسرائيل علي الانصياع للقرارات والمواثيق الدولية. ووقف الجرائم المتواصلة منذ سبعة عقود دون توقف ضد جماهير الشعب الفلسطيني. علي جميع الفصائل الفلسطينية التوحد والاصطفاف لمواجهة العدوان الإسرائيلي وأهمية تكريس الوحدة الوطنية. والعمل من أجل مصلحة الوطن ونبذ الخلافات الشخصية جانباً نطالب بموقف عربي وإسلامي موحد ضد قرار ترامب. وتقديم كافة أشكال الدعم المعنوي والمادي لأبناء الشعب الفلسطيني البطل والذي هو وحده القادر علي استرداد حقه المسلوب ولكل أصحاب الحناجر القوية والشعارات الرنانة خلف الميكروفونات ندعوهم مع أصحاب الرايات السود والتنظيمات المقاتلة فالقدس تناديكم رجاء اضبطوا بوصلتكم في الاتجاه الصحيح حفظ الله مصر.