ألا تخجل الولاياتالمتحدةالأمريكية من نفسها عندما وقفت أمام كل دول العالم في مجلس الأمن واستخدمت حق الفيتو في الاعتراض علي مشروع القرار الذي تقدمت به مصر والذي ينص علي أن أي تغيير في وضع القدس يعد باطلاً ومرفوضا؟! كيف لدولة تدعي أنها حامية حمي الحرية والديمقراطية في العالم. ثم تشذ عن إجماع الدول كلها وتقف منفردة لتبطل مشروع القرار المصري باستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن؟! هل هي قيم الحرية والديمقراطية من وجهة نظرها التي تدافع عنها وتتباهي بها وأنها الحارس الأمين عليها ويجب علي الجميع الالتزام بثوابتها؟! 14 عضواً بمجلس الأمن.. منهم أربعة أعضاء دائمون وافقوا علي القرار المصري عدا أمريكا وحدها وقفت ضده!! الأربعة الدائمون هم روسيا والصين وفرنسا وإنجلترا.. ومعهم العشرة الآخرون الذين يتم انتخابهم لمدة سنتين. مشروع القرار المصري الذي تقدمت به إلي مجلس الأمن جاء بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها!! صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية قالت في تقرير لها نشرته إن استخدام الولاياتالمتحدة لحق الفيتو ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي لرفض إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل أكد عزلة الولاياتالمتحدة في هذه القضية. نيكي هايلي مندوبة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن توعدت العالم وقالت إن التصويت في مجلس الأمن علي مشروع قرار يدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو إهانة لن ننساها أبدا!! ورفضت الاتهامات بأن الولاياتالمتحدة تعرقل عملية السلام. قال أفيجور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي إن بلاده علي استعداد لدفع ثمن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.. وأن المهم الآن هو تعزيز موضوع القدس والتصميم الأمريكي علي إنهاء الجدل المر الجاري منذ سنوات!! أضاف ليبرمان: لقد أوضحنا أن القدس عاصمة لإسرائيل. وليست للتفاوض أو المساومة. وأن قرار الرئيس ترامب تاريخي وكان واضحاً لنا أنه سيكون هناك ثمن لإعلان ترامب ونحن علي استعداد لدفعه!! معني كلام ليبرمان أن القدس عاصمة لإسرائيل وليست للتفاوض أو المساهمة أنه قضي علي عملية السلام. وأن بدء عملية سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكا انتهت تماماً وسيبقي التوتر قائماً في الشرق الأوسط بعد استخدام أمريكا لحق الفيتو في مجلس الأمن لينهي بذلك وعد ترامب بإحلال سلام دائم وعادل في المنطقة. السؤال الآن: هل هناك فائدة من قيام نائب الرئيس الأمريكي مايك بيتس بزيارة كل من القاهرة وإسرائيل وهو الذي كان من مشجعي ترامب ومعه أم قويق نيكي هايلي للتفاهم حول السلام؟! الجواب بالطبع: لا.. ولذلك قرر بيتس أن يؤجل زيارته للمنطقة التي كانت مقررة هذا الأسبوع إلي منتصف يناير القادم حتي يهدأ العالم خاصة العربي والإسلامي من الغضب الذي اجتاحه بعد قرار ترامب!! أعتقد أن أمريكا واهمة في شعورها هذا بأن العالمين العربي والإسلامي ستخمد ثورتهما ضد قرار ترامب.. الأزمة ستشتعل أكثر وستأخذ سبلاً متعددة لإبطال قرار أمريكا. أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ندد بإجهاض الولاياتالمتحدة لمشروع القرار المصري في مجلس الأمن والخاص بحماية وضع القدس. وقال إن استخدام أمريكا للفيتو سيزيد من عزلتها ويكشف عن تحد أمريكي صارخ لحالة و اضحة وربما تكون نادرة من الإجماع الدولي. أضاف أن الدول العربية سوف تتوجه إلي الجمعية العامة من أجل تمرير القرار تحت بند "الاتحاد من أجل السلم" ليصير قراراً ملزماً لكل مؤسسات الأممالمتحدة. لم تنته القضية بعد.. ولن تنتهي.. فهناك صراع علي حق الفلسطينيين في بلادهم وهناك مغتصبون لهذا الحق تحميهم وتدافع عنهم أقوي دولة في العالم.. فهل هذا الحق سيضيع؟!.. أبداً.