بعد استخدام الولاياتالمتحدةالأمريكية حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، تكون أمريكا قد أثبتت بما لا يدع مجالا للشك انحيازها منقطع النظير للاحتلال الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية. وصوت لصالح مشروع القرار 14 دولة، ولم يتم تبينه بسبب معارضة الولاياتالمتحدة التي بدت معزولة عن الإجماع الدولي. وعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، جلسة خاصة لمناقشة مشروع القرار بناء على طلب من جمهورية مصر العربية. وتاريخ الولاياتالمتحدة حافل باستخدام "الفيتو" ضد القضية الفلسطينية، فلطالما رفضت مشاريع قرارات تدين إسرائيل بشأن الجرائم التي ترتكبها ضد شعبنا، وهي تقوم بالدفاع عنها وحمايتها. وتظهر أمريكا رفضها لإدانة العنف وعمليات الاغتيال الذي تقوم بها إسرائيل وتستهدف بها قادة الشعب الفلسطيني، كما رفضت أن تدين العنف ضد المسجد الأقصى، ووقفت ضد القرارات التي تطالب إسرائيل بوقف الاستيطان وبالانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ورفضت قرارات تدين إسرائيل في حروبها ضد لبنان عام 2006، وفي حربها ضد غزة عام 2008، الأمر الذي يؤكد أن إسرائيل ليست بحاجة لأن تنضم أو تكون من ضمن أعضاء "الفيتو"، فالولاياتالمتحدة تقوم بحماية إسرائيل على الوجه الأكمل كما لو أن إسرائيل هي التي تملك حق "الفيتو". وفيما يلي تاريخ "الفيتو" التي استخدمته الولاياتالمتحدةالأمريكية لصالح الاحتلال الإسرائيلي ضد القضية الفلسطينية. عام 1973 26/7: الولاياتالمتحدة تعترض على مشروع قرار تقدمت به: الهند واندونيسيا بنما وبيرو والسودان ويوغسلافيا وغينيا، يؤكد على حق الفلسطينيين ويطالب بالانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها. عام 1976 25/1: واشنطن تستعين بالفيتو لمنع قرار تقدمت به: باكستان وبنما وتنزانيا ورومانيا ينص على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حق تقرير المصير وفي إقامة دولة مستقلة وفقاً لميثاق الأممالمتحدة ، وضرورة انسحاب (إسرائيل) من الأراضي المحتلة منذ يونيو1967 م ويدين إقامة المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة. 25/3: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به مجموعة من دول العالم الثالث يطلب من (إسرائيل) الامتناع عن أي أعمال ضد السكان العرب في الأراضي المحتلة. 29/6: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد قرار تقدمت به كل من: جويانا وباكستان وبنما وتنزانيا يؤكد على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة إلى وطنه وحقه في الاستقلال والسيادة. عام 1980 30/4: فيتو أمريكي ضد مشروع قرار تقدمت به تونس ينص على ممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة. عام 1982 استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو(7) مرات على النحو التالي: 20/1: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد مشروع قرار يقضي بفرض عقوبات على (إسرائيل)؛ لضمها مرتفعات الجولان السورية. 25/2: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو على مشروع قرار أردني يطالب السلطات المحلية في فلسطين بممارسة وظائفها وإلغاء كل الإجراءات المطبقة في الضفة الغربية. 2/4: فيتو أميركي يبطل مشروع قرار يدين (إسرائيل) في محاولة اغتيال رئيس بلدية نابلس "بسام الشكعة". 20/4: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد مشروع قرار عربي بإدانة حادث الهجوم على المسجد الأقصى. 9/6 استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد مشروع قرار اسباني بإدانة الغزو الإسرائيلي للبنان. 25/6: فيتو أميركي ضد مشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن بشأن الاجتياح الإسرائيلي للبنان. 6/8: الولاياتالمتحدة تعرقل صدور قرار يدين إسرائيل جراء سياستها التصعيدية في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان. عام 1983 15/2: صوتت الولاياتالمتحدة ضد قرار يستنكر مذابح مخيمي اللاجئين الفلسطينيين في «صبرا وشاتيلا» بلبنان. عام 1984 6/9: الولاياتالمتحدة تصوت ضد إصدار قرار يؤكد أن نصوص اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطبق على الأقاليم المحتلة في لبنان بسبب اعتراض الولاياتالمتحدة. عام 1985 12/3: الولاياتالمتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لبناني في مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الجنوباللبناني. 13/9: واشنطن تستخدم الفيتو لإعاقة مشروع قرار أمام مجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية القمعية ضد الفلسطينيين. عام 1986 17/1: الولاياتالمتحدة تعيق بالفيتو مشروع قرار في مجلس الأمن يطالب (إسرائيل) بسحب قواتها من لبنان. 30/1: فيتو أميركي ضد مشروع قانون لمجلس الأمن يدين الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى ويرفض مزاعم (إسرائيل) باعتبار القدس عاصمة لها. 7/2: الولاياتالمتحدة تستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع إصدار قرار يدين اختطاف (إسرائيل) لطائرة الركاب الليبية. عام 1987 20/2: الولاياتالمتحدة تعترض بالفيتو على قرار يستنكر سياسة "القبضة الحديدية" وسياسة تكسير عظام الأطفال الذين يرمون الحجارة خلال الانتفاضة الأولى. عام 1988 18/1: واشنطن تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوبلبنان ويطالبها بوقف أعمال التعدي على الأراضي اللبنانية والإجراءات ضد المدنيين. 1/2: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد اقتراح في مجلس الأمن يطالب بالحد من عمليات الانتقام الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. 15/4: فيتو أميركي ضد قرار لمجلس الأمن يدين (إسرائيل)؛ لاستخدامها سياسة القبضة الحديدية تجاه الانتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة في أعقاب طردها ثمانية فلسطينيين. 10/5: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو لنقض مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي؛ لإدانة الاجتياح الإسرائيلي لجنوبلبنان. 14/12: استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو لمنع استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي الجوي والبري على الأراضي اللبنانية. عام 1989 1/2: أوقفت الولاياتالمتحدة باستخدامها الفيتو جهود مجلس الأمن لإصدار بيان يرفض ممارسات (إسرائيل) في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ويدعوها إلى الالتزام باتفاقية جنيف الخاصة بحقوق المدنيين في زمن الحرب . 18/2 : فيتو أمريكي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي بإدانة (إسرائيل)؛ لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة . 9/6: الولاياتالمتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار لدول عدم الانحياز يدين (إسرائيل)؛ لسياستها القمعية في الأراضي المحتلة . 7/11: الولاياتالمتحدة تعترض بالفيتو على قرار قدم لمجلس الأمن يدين الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة. عام 1990 1/6: فيتو أميركي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي تقدمت به دول عدم الانحياز بإرسال لجنة دولية إلى الأراضي العربية المحتلة لتقصي الحقائق حول الممارسات القمعية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني. عام 1995 17/3: مجلس الأمن يفشل في التوصل إلى قرار يطالب إسرائيل بوقف قراراتها بمصادرة(53 دونما) - الدونم يعادل ألف متر مربع - من الأراضي العربية في القدسالشرقية. عام 1997 7/3: واشنطن تعيق صدور قرار يطالب (إسرائيل) بوقف أنشطتها الاستيطانية في شرق القدسالمحتلة. 21/3: الولاياتالمتحدة تستخدم الفيتو عندما اعترضت على مشروع قرار يدين بناء (إسرائيل) للمستوطنات اليهودية في جبل "أبو غنيم" شرق مدينة القدسالمحتلة. عام 2001 27/3: الولاياتالمتحدة تستخدم الفيتو لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار يسمح بإنشاء قوة مراقبين دوليين؛ لحماية الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة . 14/12: واشنطن تجهض مشروع قرار يطالب بانسحاب (إسرائيل) من الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية ويدين التعرض للمدنيين. عام 2002: 20/12: واشنطن تحبط مشروع قرار اقترحته سورية لإدانة قتل القوات الإسرائيلية عدة موظفين من موظفي الأممالمتحدة. فضلاً عن تدميرها المتعمد لمستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني. عام 2003 16/7: الولاياتالمتحدة تستخدم الفيتو ضد مشروع قرار؛ لحماية الرئيس الفلسطيني "ياسر عرفات" عقب قرار الكنيست الإسرائيلي بالتخلص منه. 14/7: فيتو أمريكي ضد قرار يطالب بإزالة الجدار العازل الذي تبنيه (إسرائيل) والذي يقوم بتقطيع أراضي وأوصال السلطة الفلسطينية وينتهك أراضي المواطنين الفلسطينيين. عام 2004 25/3: صوتت الولايات لإسقاط مشروع قرار يدين (إسرائيل) على قيامها باغتيال مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين. 5/10: واشنطن تسقط مشروع قرار يطالب (إسرائيل) بوقف عدوانها على شمال قطاع غزة والانسحاب من المنطقة. عام 2006 13/7: مجلس الأمن يفشل في تبني قرار يطالب بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ويطالب بوقف الحصار والتوغل الإسرائيلي في قطاع غزة ، وذلك بسبب تصويت الولاياتالمتحدة ضد القرار. عام 2014 31/12/2014 رغم أن أميركا لم تكن بحاجة لاستعماله نتيجة عدم حصول فلسطين على 9 أصوات كي يتم قبول المشروع الفلسطيني بإنهاء الاحتلال. عام 2017 آخر "فيتو" أميركي ضد القضية الفلسطينية (18/12/2017)، فقد استخدمته ضد قرار يرفض إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب، الذي حاز على تأييد 14 دولة من أصل 15. وجدد رئيس دولة فلسطين محمود عباس رفضه وساطة أميركا في عملية السلام، وأعلن عن اتخاذ "رزمة" من الاجراءات ضد إعلان ترمب بشأن القدس، والانضمام الى 22 منظمة دولية جديدة.