الحقيقة التي يعلمها الجميع أن القرآن حينما نزل علي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نزل ليناسب جميع العصور ونزل علي جميع الأشخاص. لا يخاطب فئة بعينها بل خاطب الجميع. حتي ولو كان القرآن فرق في بعض الآيات بين المسلمين وذلك لأن هناك درجات في الإيمان وليس تمييزاً عنصرياً بل هذا هو التمييز المطالب به وهو إعطاء كل ذي حق حقه. فالمشكلة ليست في تمييز شخص عن آخر بل التمييز مطلوب في العمل الصالح. وكما قال الله تعالي: "ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب". فهذا هو التمييز المطالب به وهذا هو الحق في أسمي معانيه وآيات الله كلها تتحدث عن ذلك الحق. فالحقيقة أن القرآن لم ينزل مرة واحدة. بل كل آية كانت لموقف وحدث. ولنعلم أن ما حدث في الماضي هو ما يحدث في الحاضر وسوف يحدث في المستقبل فليس الأمر بجديد. وكما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي" ويقول صلي الله عليه وسلم: "إنها ستكون فتنة. قالوا: وما نصنع يا رسول الله. قال: ترجعون إلي أمركم الأول". كما قال رسول الله: "تعلموا العلم وعلموه الناس. وتعلموا القرآن وعلموه الناس. وتعلموا الفرائض وعلموها الناس. فإني امرؤ مقبوض. وإن العلم سيقبض. وتظهر الفتن حتي يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان أحداً يفصل بينهما". صدقت يا رسول الله فبعد أن اهملنا قرآن الله وسنة رسوله. وقبض العلم بموت العلماء كالشيخ الشعراوي والعالم مصطفي محمود. وظهرت الفتن وانتشرت العديد من الفتاوي المنبتة الصلة عن الإسلام. وأصبح الناس في متاهة ويحتاجون لمن يعطيهم الفتاوي ولو رجعوا لكتاب الله لما احتاجوا لفتاوي. فمع انتشار بعض الفتاوي الضالة والتي تسيئ للإسلام والدين. أصبح من الأهمية الرجوع لكلام الله وسنة رسوله. فالبعض يقوم بفعل أشياء نهي الله عنها ثم يزعمون أنهم أخذوا فتوي من الأزهر والدعاة. فالبعض يعطي ويأخذ فتاوي علي هواه. وأصبح البعض يتخذ الدين ستاراً ودعاية لعمل برنامج. فنجد هناك العديد من الدعاة وليس جميعهم يطلق عليهم لفظ دعاة. فالداعي هو ما تتطابق كلامه مع أفعاله وليس كما يحدث اليوم. فنجد البعض يقوم بعمل برنامج للربح ويطلق علي نفسه لقب داع. ومن ثم يبدأ يتكلم في الدين وهو غير أهل له وهو ما أدي إلي ما نحن عليه اليوم. حتي وضع حد لهذا الموضوع فتم منع الكثير ممن أساءوا للإسلام ببعض الفتاوي التي يطلقونها بحكم انتمائهم للأزهر أو الحصول علي لقب داع بعد عمل برنامج. فتم منع 55 شخصاً ممن يظهرون علي وسائل الإعلام واعتبر أنها خطوة إيجابية لوقف تلك المهزلة التي تسببت في ضياع العديد من القيم والمبادئ والإساءة للإسلام.