الله سبحانه وتعالي شر ع لنا في محكم كتابه كل شيء لم يترك لنا مسألة إلا وتطرق لها ووضحها, لم يترك مشكلة إلا وأوجد لها حلا, فالقوانين الثابتة غير القابلة للنقاش هي القوانين التي وضعها الله سبحانه وتعالي لعباده وليست القوانين التي وضعها البشر فدائما يشوبها النقص. يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: إنك إذا رأيت عورة يشكو منها المجتمع فأعلم أن حدا من حدود الله قد عطل وإن وجدت امة متخلفة فاعلم أنها عطلت شر ع الله وأن وجدت أمة تعاني من أمراض اجتماعية وجسمية فاعلم أنها لا تطبق منهح الله وهذا مايحدث اليوم فسبب مشكلاتنا عدم فهم أحكام الله وبالتالي عدم تطبيق ما أمرنا الله به لذا نحن دائما في شقاء, هذا الأمر سواء بالنسبة للمشكلات الداخلية أو الدولية, فإذا رجعنا لسبب أي مشكلة تصادفنا لوجدنا أن99% من سبب المشكلة هو البعد عن أحكام الله, فالقرآن هادي البشرية ومرشدها ونور الحياة ودستورها, ما من شيء احتاجه البشر إلا بينه الله فيه نصا أو إشارة أو إيماء علمه من علمه وجهله من جهله, فالقرآن تناول جميع المشاكل التي من الممكن أن تصادفنا والقرآن ليس لزمان أومكان معين بل نزله الله ليناسب جميع الناس ويصلح لجميع الأزمنة والأمكنة, فالدين كلمة تقال وسلوك يفعل فإذا انفصلت الكلمة عن السلوك ضاعت الدعوة, وهذا مانشاهده اليوم الكثير من الدعاة ينادون بشيء ويفعلون شيئا آخر لذا سقط عنهم أهم شرط من شروط الدعوة ألا وهو يطبق الداعي مايدعو به اي يتطابق كلامه مع أفعاله, فالغرب قد لا يعلم الكثير عن ديننا بل يحكمون علي الدين والإسلام, من أفعال المسلمين, فإذا لم يتمكنوا أن يقرأوا عن الإسلام فيجب علي الأقل أن نريهم الإسلام, نحن نريد من يشرع لنا دون أن ينتفع بما شر ع ولا توجد من تتطابق معه هذه المواصفات إلا الحق سبحانه وتعالي هو الذي يشرع فقط ولفائدة الخلق فقط, لذا لن نجد العدل المطلق الا عند الله اما ما نشاهده اليوم من عدل فهو عدل نسبي لأنه من صنع البشر, فما فائدة أن يكون سيفا بتارا دون أن توجد اليد القوية التي ستضرب به ونحن غالبا نكون مضيعين للحق لأننا لا نوفر له القوة التي ينتصر بها, فمن أين تأتي القوة التي ينتصر بها الحق, البعض قد يعتقد القوة في القوانين ولكن أخطأ من اعتقد ذلك فالقوة تأتي بداية من علم الناس بالقوانين, ثانيا القائمون علي تنفيذ القانون مرورا بتوافر الأدوات الازمة لتطبيق القانون, نهاية بتطبيق القانون علي أرض الواقع ولا نكتفي بإصدارها فقط فالبعض تنتابه الفرحة عند إصدار القانون ولكن العبرة بتطبيقه وليس بإصداره, فالطفل يجب أن يري قضايا الدين مفعولة قبل أن يسمعها مقولة لأن التربية ليست درسا نظريا وإنما هي أسوة سلوكية وحين يري أن الدين محقق أسلوبا تطبيقيا لما كلا نظريا في سلوك من يعلمونه ويربونه سيصبح سلوكه الإيماني طابعا خلقيا فيه, وهذا ما نفتقده اليوم فنحن نعلم أطفالنا منذ الصغر عادات وتقاليد خاطئة وننقل لهم أفكارا خاطئة عن الدين والحياة, سواء اكتسبها من المنزل أم من التلفاز أم من المدرسة أم من المجتمع الذي يعيش فيه, ثم نحاسبهم عندما يكبرون علي سلوكهم الخاطئ وأفكارهم الخاطئة, ونسينا أن ما بني علي باطل فهو باطل, فالطفل ضحية المجتمع والقول الأدق كلنا؟؟ جميعا جناة وضحايا في آن واحد, فنحن أهملنا الدين منذ الصغر ودفعنا الثمن عندما كبرنا, فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما حثنا علي التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله حتي لا نضل وفرطنا في كتاب الله وسنة رسوله لذا نحن في ضلال إلي أن نفهم أحكام الله ونطبقها فعليا!.