* فعل يوسف زيدان فعلته واتهم الزعيم عرابي بالخيانة وأنه السبب في احتلال الإنجليز لمصر عام 1882 مثلما فعل مع البطل صلاح الدين الأيوبي الذي يدعي أنه سلم القدس للصليبيين وهو الذي تصدي لهم وطردهم منها وهكذا لا نجد من بعض قراء التاريخ إن كانوا كذلك إلا التفاسير المسطحة والاستنتاجات المغلوطة والحقيقة أنهم اناس يعشقون الوقوف تحت الأضواء واطلاق صيحات الافك. وأقول لزيدان إن كان في كلامك حقيقة وهو ليس كذلك فدعنا يا أخي نعيش علي بطولات ترسخت لدينا علي أنها كذلك لأنها تخلق لدينا الأمل وتقدم لنا النموذج الذي نستلهم منه البطولات والمقاومة. وسوف تمر الأيام وتنسحق تفاسير زيدان أما أسماء عرابي وصلاح الدين وبطولاتهم الخالدة فسوف تبقي ليس بلوي الذراع أو غطرسة الذين اكتفوا بقشور الكلمات ولكن بالحجج والأدلة الدامغة التي ترويها وثائق بريطانيا التاريخية نفسها صانعة الاحتلال وغيرها من الوثائق وشهادات المعاصرين لهذه الفترة ثم إن هذا "الخائن" كما يدعي زيدان نفته بريطانيا وصحبه من "الخونة" إلي سيلان عشرين عاماً مكافأة له "لعدم وطنيته". وجعل احتلالهم لمصر نزهة بل إن هروب الخائن توفيق إلي رأس التين لكي يحميه اسطول بريطانيا في البحر كان بترتيب مع عرابي. يا سادة إن كان المتحدث عاقلاً فلا تتصوروا أن كل المستمعين "مجانين". لقد عاش الرجل في منفاه يعلم المحيطين به العربية وأسلم الكثيرون علي يديه وتزوج منهم وأنجب وعاد بأبنائه بعد "العفو" عنه إلي أرض الوطن. وهنا نشكك فيما قاله أمير الشعراء عنه. ثم ألا تذكرون ذلك الكاتب الكبير الذي وصف حرب أكتوبر بالتمثيلية والسادات بالممثل العظيم. * إن بعض الإعلاميين يدعون إلي تشجيع الحوار وتبادل الآراء وتشجيع من ينقبون في التاريخ وطرح أفكارهم والرد عليهم من قبيل حرية الرأي ولكن ماذا نفعل مع هؤلاء إن كان كل توجههم هدم رموزنا وتشويه أبطالنا. ولا نكاد نري أحداً منهم يتحدث عن بريطانيا التي دلعوها بأنها الإمبراطورية العظمي التي لا تغيب عنها الشمس افتخاراً وهي رمز الاحتلال الأول في العالم وسالبة خيرات وموارد الشعوب الفقيرة والتي حرك رموز الصهاينة من غلاة اليهود حكامها وسيطروا عليها حتي احتلت مصر ونهبت خيراتها أكثر من سبعين عاماً وأوراق الوثائق البريطانية تروي ذلك بوضوح ولا تجد كاتباً مثل زيدان يكتب سلسلة مقالات يطالب فيها بريطانيا بالاعتذار أو دفع التعويضات المناسبة عن الأضرار التي لحقت بنا ومساندتهم حتي انتصروا في الحرب العالمية. وتلك الدولة التي لاتزال تحاربنا إلي الآن وعندما أفرجت عن رحلات السياحة إلينا كان ذلك بخلع الضرس. ثم إنني لم أقرأ هجوماً من زيدان ضد بلفور الوزير البريطاني "الخائن" ووعده المشئوم بانشاء وطن لليهود في فلسطين علي حساب شعبها الأصيل ولم ينقب في التاريخ ليخرج لنا بمقالات تدينه بل إنه لم يدن حكومة تريزا ماي الحالية التي تحتفل بالذكري المئوية لهذا الوعد وتعتبره انتصاراً لدبلوماسيتها وهذه الحفاوة تعكس سيطرة صهاينة اليهود التي لاتزال مفروضة علي بريطانيا وازدادت بعد قرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي وحاجة اقتصادها إلي الحليف الأمريكي الذي يسيطر عليه اللوبي اليهودي لنيل الدعم في مواجهة باقي دول أوروبا ولضمان سوق كبري لتصريف منتجاتها ولم تسع تلك الدبلوماسية يوماً واحداً ولو بتصريح يتيم يدعم اقامة وطن مستقل للفلسطينيين مثل وطن بني إسرائيل الذي لوث منطقتنا المقدسة بل انها تجهض أي مساع لذلك. * إنني أدعو إلي "تقنين" التعامل مع من يتحدث عن أبطالنا ورموزنا وتفنيد ما يطرحونه من أفكار وإدانتهم أو حملهم علي الأعناق ومراجعة كتب التاريخ التي "زيفت" عقولنا لأن الأمر يتعلق بهوية الوطن المقدسة. كفانا عبثاً ولا تغرنكم تداعيات 25 يناير التي غذي افرازاتها المتآمرون وضعوها في حجمها المحدد وعلي "الباحثين" التوقف عن العبث بتاريخ الوطن ورموزه وبنيانه الأصيل.