علي الرغم من وجود أكثر من 69 مستشفي للطوارئ علي مستوي الجمهورية إلا ان أقسام الطوارئ مازالت تعاني من قلة عدد الأطباء والأدوية وآسرة غرف العناية. بخلاف ما يقابله أطباء الطوارئ من سوء معاملة أهل المريض لهم والتعدي عليهم بالسب والضرب في ظل ضعف الامكانيات والعمل في بيئة صعبة. في البداية يقول علي السيد - موظف - والدتي تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وتم نقلها لقسم الطوارئ بمستشفي مدينة نصر في حالة إعياء شديدة. وعلي الفور قام طبيب الطوارئ بقياس الضغط والسكر فوجده مرتفعاً جداً. فقام بالاتصال بالعناية المركزة لادخالها ولكن طبيب الرعاية رفض لعدم وجود سرير خال. واضطرينا إلي قضاء الليل كله في الاستقبال حتي خرجت حالة من الرعاية وتم ادخال والدتي العناية وظلت بها لمدة أسبوع حتي تماثلت للشفاء. وتضيف سناء محمد - ربة منزل - توجهت مع ابني المصاب بكسر في ذراعه الأيمن لقسم الاستقبال. وقام الطبيب بتحويل نجلي لقسم العظام. وبعد الكشف عليه طلب أشعة وقمت بدفع 25 جنيهاً ثم 75 جنيهاً للجبس. وقام الطبيب بكتابة "روشتة" تم صرفها من خارج المستشفي بمبلغ 125 جنيهاً بحجة عدم توفر الأدوية. كل هذا رغم وجود قرار وزاري بمعاملة المرضي في أقسام الطوارئ بالمجان. وتروي سعاد علي - مدرسة - أنها توجهت مع والدتها إلي قسم الطوارئ باحد المستشفيات التعليمية بالقاهرة. وكانت تعاني من نزيف في المخ وبعد عمل الأشعة اللازمة والكشف عليها قرر طبيب الطوارئ نقلها إلي العناية المركزة. ولكن المستشفي لم يكن به عناية مركزة للمخ والأعصاب. فطلب الطبيب منها سرعة نقل والدتها إلي أي مستشفي به عناية مركزة للمخ والأعصاب حتي يتم السيطرة علي النزيف وحتي لا تسوء الحالة. وظلت تبحث في المستشفيات المجاورة واتصلت برقم "137" طوارئ الوزارة. وظلت أكثر من 4 ساعات في الاستقبال دون ان يقدم لها الطبيب شيئاً وبعد بحث طويل توصلت إلي مستشفي خاص وتم نقل والدتها بعد 5 ساعات. والغريب ان طوارئ الوزارة اتصلت بها في الواحدة والنصف ليلاً بعد نقل الحالة ب 6 ساعات لتخبرها بوجود سرير شاغر في العناية بإحدي المستشفيات!! إمكانيات قليلة أحمد محمد - طبيب - يؤكد ان طبيب الطوارئ يعمل في بيئة صعبة جداً من حيث قلة الامكانيات وتوفير مراكز العناية والأدوية. فهو يستقبل جميع أنواع الحالات بدءاً من المغص الكلوي حتي الجلطات والنزيف الداخلي. وكل حالة لها تعاملها وأجهزتها الخاصة. ونستقبل كل يوم حالات مختلفة ويجب تقديم الخدمة الطبية المناسبة لها حتي تسقر الحالة. مشيراً إلي وجود صعوبات عند استقبال الحالات خاصة إذا كان المريض بصحبة ذويه. حيث يطالبون بسرعة التدخل واسعاف المريض دون مراعاة ان لكل حالة متطلباتها في الكشف والتشخيص وعمل ما يلزم من إجراء الأشعة والتحاليل لتحويل الحالة للقسم المناسب. ويضيف محمد أن أطباء الطوارئ كثير ما يعانون من سوء التعامل مع أهل المرضي. الذين يظنون ان الأطباء لا يريدون أن يقوموا بواجبهم تجاه المريض وهنا تحدث المشادات والمشاجرات والتعدي علي طاقم الطوارئ بالسب والضرب مما ينعكس بالسلب علي أداء الطبيب ويخرجه عن شعوره. لذلك فدخول أهل المريض معه لقسم الطوارئ في غير صالح الحالة والطبيب. موضحاً ان عدم وجود آسرة شاغرة في العناية المركزة من أهم المعوقات التي تقابل طبيب الطوارئ بسبب كثرة الحالات التي تحتاج هذه الخدمة الطبية الفائقة. مما يضطر الطبيب لتوفير سرير في أي مستشفي والاتصال بطوارئ الوزارة وشرح الحالة لتوفير عناية وهذا يمثل عبئاً إضافياً لا يستطيع تحمله في ظل عدم وجود آسرة. فرغم وجود 69 مستشفي طوارئ علي مستوي الجمهورية إلا أنها غير كافية في ظل الأعداد الكبيرة التي تستقبلها يومياً. الدكتور عماد أبوالخير - اخصائي مخ وأعصاب - يري ان طبيب الطوارئ يلعب دوراً هاماً في إنقاذ حياة المريض. فهو يتعامل مع مختلف الحالات وعليه تشخيص الحالة جيداً ووصف ما يلزم من علاج للحالة. ثم يقرر دخوله المستشفي أم لا. ففي حالات الجلطات والنزيف الداخلي تكون نسبة الشفاء كبيرة جداً في حالة التشخيص الصحيح للحالة وسرعة نقل المريض للعناية المركزة لتلقي العلاج والمتابعة. لذا يجب ان يتم صقل أطباء الطوارئ بالخبرة والمعرفة وتوفير ما يلزم لهم من أجهزة ومعدات طبية. وعلي الجمهور ترك الطبيب يعمل في هدوء حتي يقدم الخدمة الطبية الجيدة للحالة. ويشير أبوالخير إلي قلة أعداد الأطباء المتخصصين في أقسام الطوارئ نظراً لعدم وجود تخصص للطوارئ في كليات الطب. ورغم افتتاح قسم لهذا التخصص في جامعة الإسكندرية. قناة السويس. طنطا والمنصورة عام 2013 الا انه لم يحظ بتوافد الطلبة عليه لأن معظمهم يرغب في تخصصات مثل النساء والولادة. المخ والأعصاب. القلب وغيرها من التخصصات. لذا يجب تشجيع طلبة الطب في الالتحاق بالقسم. واظهار الدور الحيوي والمحوري لطبيب الطوارئ في إنقاذ حياة المرضي.