معاناة المرضي في البحث عن رعاية مركزة أو قسم مخ وأعصاب بالمستشفيات لا تنتهي قد يظل المريض محشوراً في سيارة اسعاف لساعات بسبب غياب التنسيق بين هيئة الإسعاف وبين المستشفيات فمرفق الاسعاف يقوم فقط بنقل المريض من مسكنه أو مكان الحادث إلي أقرب مستشفي أو حسب رغبة أهل المريض دون خارطة طريق للمستشفيات المؤهلة لاستقبال الحالة أو التي تملك أماكن خالية. يقول رجب قرني إن ابنه تعرض لنزيف مفاجئ بالمخ واستدعينا الاسعاف تنقل بين أكثر خمس مستشفيات لم نجد بها غرفة عناية مركزة خالية ومنهم من لا يوجد به قسم مخ وأعصاب أساساً وبعد جولة طويلة جداً استمرت لأكثر من 5 ساعات وجدنا مكاناً بمستشفي خاص. غياب التنسيق أما تهاني معوض فتقول : إن والدتها كانت تحتاج إلي عناية مركزة وبعد عناء البحث تليفونيا وجدنا مكاناً بمستشفي أحمد ماهر التعليمي وتمكنا من توفير سيارة اسعاف وعندما وصلنا إلي المستشفي أخبرونا بحدوث عطل بالتكييف الخاص بالعناية المركزة ولم يستطع المستشفي استقبال الحالة بسبب غياب التنسيق بين المستشفيات والاسعاف. ويضيف محمد السيد يوسف من محافظة الشرقية أنه أصيب بحادث أثناء تأدية عمله وحدث له حروق شديدة وطلب له زملاءه في العمل الإسعاف لنقله إلي أقرب مستشفي وهي مستشفي الخليفة ولكن عندما وصلوا أخبروهم بعدم وجود قسم للحروق. ويتضرر مدحت أحمد مليحي من عدم وجود قاعدة بيانات بسيارات الاسعاف تضم قوائم للأقسام الحيوية مثل العناية المركزة والحروق والأماكن المتوافرة بها فكثيراً ما تحدث قبل الوصول إلي المستشفي. طوارئ الصحة رفعت أحمد عيد من محافظة البحيرة أن طوارئ وزارة الصحة غير مفعلة بالاضافة إلي أن الكثير من المواطنين لا يعرفونها ولا يلجأون إليها في حين أنه إذا تم تطويرها وربطها بهيئة الاسعاف ستحدث تغييراً ملحوظاً في كفاءة خدمة المريض ومشكلة أخري تحدث بسبب عدم التنسيق بين المستشفيات والاسعاف وهي مكوث سيارة الاسعاف مع المريض ساعات طويلة لحين البحث عن سرير رعاية خال مما يؤدي إلي نقص سيارات اسعاف وتأخير خدمة المرضي ووضعهم في حالة انتظار حتي تأتي سيارة خالية. ويتساءل سيد عباس إذا كانت طوارئ وزارة الصحة بها قاعدة بيانات تضم غرف العناية المركزة الخالية ولماذا لا يتم ربطها بهيئة الاسعاف الأمر الذي قد ينقذ حياة الكثير من المرضي لأن الإسعاف هي التي تتولي نقل المريض فإذا كانت علي علم بمكان يقبل المريض ستقوم بتوفير الكثير عليهم. ويطالب عبدالمنعم بضرورة وجود قاعدة بيانات كاملة عن غرف العناية المركزة بالمستشفيات الحكومية كلها وربطها بهيئة الاسعاف بحيث يتولي المسعف توصيل المريض إلي المستشفي التي تقبله لأن هناك وقتاً ومجهوداً كبيراً يضيعان وقد يفقد المريض حياته لعدم وجود مكان يقبله وهذا ما حدث مع والدي الذي كان يعاني من غيبوبة كبدية ونزيف وتوفي بسيارة الإسعاف أثناء البحث عن سرير رعاية مركزة. قاعدة البيانات الدكتور خالد أباظة مدير اسعاف القاهرة أننا نعمل وفق بيانات طوارئ الصحة وهي تضم معلومات عن المستشفيات التابعة للوزارة ولكن المشكلة تظهر عندما يصر أهالي المريض علي الذهاب إلي مستشفي معين دون الرجوع لطوارئ الوزارة. أما الدكتور عادل عزوز مدير هيئة الاسعاف سابقاً يشير إلي أن نقص عدد أسرة الرعاية المركزة والحضانات أدي إلي إشغال الكثير من سيارات الإسعاف موضحاً أن قرار احتياج المريض لسرير رعاية يكون قرار طبيب بمستشفي وليس طبيباً بمنزل وما أن يصل المريض إلي أقرب مستشفي تتولي البحث عن سرير رعاية من خلال طوارئ وزارة الصحة وفي كثير من الحالات تظل سيارة الاسعاف مع المريض حتي يجد مكان. ويوضح أن المشكلة تظهر أيضا في عدم دقة البيانات بطوارئ الوزارة بالإضافة إلي عدم تغطيتها للمستشفيات الجامعية والتعليمية لذا لابد من ربط طوارئ الوزارة بجميع مستشفيات الحكومة قبل ربطها بهيئة الاسعاف حتي نستطيع تكوين معلومات صحيحة وضرورة تحديثها بصورة سريعة لأن سرير الرعاية قد يشغل في أي وقت وعدم وجود معلومة صحيحة قد تؤدي إلي إشغال السيارات أكثر من 5 ساعات.