شهدت الاراضي المحتلة امس مسيرات حاشدة في ذكري مرور 100 عام علي وعد بلفور المشئوم . حيث رفع المشاركون أعلام فلسطين. والأعلام السوداء بقطاع غزة. فيما نظم عدد آخر وقفة أمام السفارة البريطانية في مدينة القدسالمحتلة للمطالبة بالاعتذار عن هذا الوعد. في محافظة جنين. نظمت المؤسسات الرسمية والشعبية أكثر من 30 فعالية في العديد من مدارس المحافظة بهدف تعريف طلبة المدارس بتفاصيل وعد بلفور المشئوم علي الشعب الفلسطيني. كما تظاهر آلاف المواطنين أمام مقر الأممالمتحدة في قطاع غزة تنديدا بمرور مائة عام علي وعد بلفور الذي أعطي وعد من لا يملك لمن لا يستحق. في السياق اكتست وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا". باللون الأسود للمرة الأولي تنديدا بوعد بلفور الذي وعد بإنشاء وطن "قومي" لليهود في فلسطين. من جانبه جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبته بريطانيا بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بإصدارها وعد بلفور. قال عباس في مقال نشرته صحيفة "الرأي" الأردنية بعنوان "وعد بلفور ليس مناسبة للاحتفال". "ان التوقيع علي وعد بلفور هو فعل حصل في الماضي - وهو أمر لا يمكن تغييره - لكنه أمر يجب تصحيحه وهذا يتطلب التواضع والشجاعة. ويتطلب تقبل الماضي. والاعتراف بالأخطاء واتخاذ خطوات ملموسة لتصحيح تلك الأخطاء". يذكر ان الرئاسة الفلسطينية قد طالبت في وقت سابق لندن بالاعتذار العلني للشعب الفلسطيني. والاعتراف بدولة فلسطين. كما جدد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله مطالبته للحكومة البريطانية بمراجعة نفسها وتحمل مسئولية خطئها التاريخي الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني وتصويبه. بدل الاحتفال به من خلال الاعتذار والاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم إقامتها وتعويض الشعب الفلسطيني عما لحق به نتيجة هذه الكارثة الإنسانية. أكد الحمد الله حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه بكافة الوسائل التي كفلتها المواثيق الدولية وحقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس. ياتي ذلك في الوقت الذي ادانت فيه وزارة الخارجية الفلسطينية هذا الوعد المشئوم وتداعياته ونتائجه الكارثية علي الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه السياسية المشروعة. قالت الوزارة إن تصرف وأداء الحكومة البريطانية حيال احتفالاتها بذكري هذا الوعد دون إظهار أي حساسية اتجاه ما يشعر به الفلسطينيون في هذه الذكري ينم عن غياب الحكمة وتحمل المسئولية. من ناحية أخري حث برلمانيون بريطانيون وأعضاء في مجلس اللوردات. وشخصيات مرموقة من المجتمع المدني البريطاني الحكومة البريطانية علي الاعتراف الفوري بدولة فلسطين إلي جانب دولة إسرائيل علي أساس حدود ما قبل عام 1967. في غضون ذلك استقبلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمناسبة الذكري المئوية لوعد بلفور الذي مهد الطريق أمام إقامة دولة إسرائيل. من المقرر أن تجري ماي محادثات مع نتنياهو علي أن يشاركا في مأدبة عشاء بحضور رودريك بلفور أحد اقارب اللورد آرثر وزير الخارجية البريطاني آنذاك. وجاء في مقتطفات من الكلمة التي ستلقيها ماي ونشرها مكتبها مسبقا "نشعر بالفخر لأننا لعبنا دورا رياديا في إقامة دولة إسرائيل". كما ستحذر من "شكل خبيث لمعاداة السامية يستغل انتقاد أفعال الحكومة الإسرائيلية ذريعة مقيتة للتشكيك في حق إسرائيل في الوجود".