كان قيام الدولة اليهودية خاضعا لاتفاقات وتفاهمات سياسية صاغها أصحاب المال مع المستعمر الأوروبي من أجل تحقيق أهداف امبريالية. دون أدني اعتبار للكيان الفلسطيني صاحب الأرض والتاريخ فظهرت اسرائيل الي الوجود بتنازل ممن لا يملك لمن لا يستحق. استغل الصهاينة الحالة الاقتصادية الصعبة لبريطانيا بعد الحرب العالمية الأولي وقاموا بالضغط علي الحكومة الانجليزية من أجل انشاء وطن قومي لهم. فجاء اعلان بلفور بعد عام واحد من اتفاقية سايكس- بيكو التي أبرمت سراً عام 1916 بين بريطانياوفرنسا من أجل تقسيم الشرق الأوسط بعد هزيمة الدولة العثمانية وألمانيا في الحرب. لعبت عائلة "روتشيلد" دورا كبيرا في اصدار هذا الإعلان المشؤوم.فبعد أن أخبر آرثر بلفور اللورد ليونيل روتشيلد- زعيم الطائفة اليهودية في انجلترا - بمباركة الإنجليز للمشروع اليهودي بدأت العائلة في تمويل هجرة اليهود الي فلسطين.. وقدم ثمن ذلك للإنجليز من خلال جمع المتطوعين اليهود لانشاء فيلق يهودي لمساعدة الجيش البريطاني خلالپالحرب العالمية الأولي. بالاضافة الي منح عائلته التي لها فروع في عدد من الدول الأوروبية قروضا لبريطانيا أثناء الحرب وبعدها. وصف جاكوب روتشيلد.أحد أحفاد العائلة التي تمتلك كيانات اقتصادية ضخمة علي مستوي العالم. في مقال كتبه في جريدة "التايمز" البريطانية بمناسبة مئوية بلفور. أن ليونيل روتشيلد الذي خاطبه وزير الخارجية البريطاني وصف الإعلان بأنة لحظة فارقة في التاريخ اليهودي علي مدي ثلاثة آلاف عام. وكشف أن هذا الإعلان مر بخمس مسودات قبل أن يعتمد بصورته النهائية عام 1917. استكمالا لحديث "آل روتشيلد" التي أرست دعائم الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط والعالم. قال سنوج هونج بينج أحد الاقتصاديين الأمريكان من اصول صينية. في كتابه " حرب العملات" أن پهذه العائلة لعبت دورا مؤثرا في إدارة الاقتصاديات الغربية والتحكم بسياساتها النقدية منذ عهد مؤسسها "ماير آمشيل روتشيلد" عمل "ماير" في المجال المصرفي ودرب أولاده الخمسة علي هذا المجال تدريبا دقيقا.ثم أرسلهم جميعا بعد ذلك الي أوروبا من أجل تشكيل امبراطوريات مالية كبيرة. فبعث ابنه "ناثان" إلي إنجلترا للسيطره علي بورصتها المالية و "سولومون" إلي النمسا و "شارل" إلي ايطاليا و "جيمس" إلي فرنسا. في حين بقي ابنه "انسلم" في ألمانيا. فسرعان ما أصبح هؤلاء الخمسة من أباطرة المال و الذهب في العالم ثم خلفهم أحفادهم وأعوانهم حتي يومنا هذاپ. كما تولّي والده تمويل بناء المستوطنات والمشاريع المساعدة لاستقرار اليهود في فلسطين. ومن أهم المشروعات القائمة حتي اليوم مبني الكنيست الإسرائيلي في القدسالمحتلة وقد اشتري روتشيلد أرضاً في فلسطين أواخر عام 1883 لإقامة مستوطنة زراعية لحسابه الخاص أطلق عليها اسم والدته. كما أسس عدة صناعات للمستوطنين الصهاينة مثل صناعة الزجاج وزيت الزيتون. وعدداً من المطاحن في حيفا. ووصل حجم رعاية روتشيلد ودعمه للمستوطنات إلي الحد الذي أكسبه لقب "أبو اليشوف" أي أبو المُستوطَن الصهيوني. وفي شكل من أشكال الفجاجة السياسية. قامت المملكة المتحدة باستثارة مشاعر الاستياء لدي الشعوب العربية وفلسطين بعد اعلان رئيسة الوزراء البريطانية. تريزا ماي. خلال إحدي جلسات البرلمان. الاحتفال بمئوية بلفور مع عدد من كبار المسئولين اليهود الذين من المرجح أن يكون بينهم رئيس الوزراء. بنيامين نتنياهو.