* دور عائلة "روتشيلد" اليهودية في استصدار وعد "بلفور" عام 1917 * تعرف على سبب تبني العائلة فكرة إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يحيي العالم اليوم، الثلاثاء، ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع شعب فلسطين، والذي يتم الاحتفال به في 29 نوفمبر من كل عام للتذكير بالقرار 181، الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في حق فلسطين عام 1947، وعُرف باسم "قرار تقسيم فلسطين"؛ ونص ذلك القرار، الذي يعد أول محاولات الأممالمتحدة لحل القضية الفلسطينية، على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وتقسيم أراضيها إلى 3 كيانات جديدة، وهي: 1. دولة عربية: تبلغ مساحتها نحو 11 ألف كيلو متر مربع، وتقع على الجليل الغربي ومدينة "عكا" والضفة الغربية والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة "أسدود" وجنوبا حتى "رفح"، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر. 2. دولة يهودية: تبلغ مساحتها 15 ألف كيلو متر مربع، وتمتد على السهل الساحلي من "حيفا" وحتى جنوب "تل أبيب"، والجليل الشرقي، بما في ذلك بحيرة "طبريا" وإصبع الجليل وصحراء النقب بما فيها "أم الرشراس" أو "إيلات" حاليا. 3. أما القدس وبيت لحم والأراضي المجاورة فتم وضعها تحت وصاية دولية. - بداية فكرة "الدولة اليهودية" ودور عائلة "روتشيلد" اليهودية في استصدار وعد "بلفور" ومن ثم قيام الصراع العربي الإسرئيلي: بشكل عام لم تكن فكرة "الدولة" بمفهومها السياسي موجودة لدى اليهود على مدار ما يقرب من ألفي عام، حتى نشأت الحركة الصهيونية، التي نجحت في إقناع جزء من اليهود حول العالم بأن اليهودية هي "هوية قومية"، وبدأت تطالب بإنشاء وطن قومي لليهود. وكان أول إنجاز للحركة الصهيونية في ذلك الصدد هو ما يعرف ب"وعد بلفور" أو "تصريح بلفور"، وهو الاسم الشائع للرسالة التي أرسلها وزير الخارجية البريطاني "آرثر جيمس بلفور" في 2 نوفمبر عام 1917، إلى اللورد "ليونيل وولتر دي روتشيلد"، أكد فيها عن تأييد الحكومة البريطانية لفكرة إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين. وتم إرسال تلك الرسالة، التي يطلق عليها اسم "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني لفلسطين، وكانت نسبة اليهود في فلسطين آنذاك لا تتجاوز ال5% من مجموع السكان. كان لعائلة "روتشيلد" اليهودية فضل كبير في استصدار ذلك الوعد الذي تسبب في صراع مازال قائما حتى اليوم، وفيما يلي رصد لبعض المعلومات التي ربما لا يعرفها الكثيرون عن تلك العائلة: 1. أغنى عائلة على وجه الأرض: عائلة "روتشيلد" هي عائلة ذات أصول ألمانية يهودية وهي واحدة من أغنى العائلات في التاريخ الإنساني، وقيل عنها أنها تمتلك نصف ثروة العالم؛ ومن الصعب تحديد حجم ثروة تلك العائلة بشكل دقيق، خاصة وأنه تم توزيعها بين المئات من أفرادها على مدار التاريخ، لكن موقع "The Richest" ذكر في تقرير له أن الأصول التي تمتلكها الأسرة بأكملها تقدر بأكثر من 350 مليار دولار موزعة في أماكن متفرقة من العالم، مضيفا أن قيمة الثروة التي تمتلكها الأسرة يقدر بأكثر من تريليون دولار، فيما أفادت تقارير أخرى بأنها تصل إلى 500 تريليون، إلا أن تلك الأرقام مجرد تكهنات ولا توجد أرقام أوإحصائيات رسمية حول ثروتها. 2. مؤسس العائلة: مؤسس تلك العائلة هو "ماير أمشيل روتشيلد"، الذي ولد في مدينة "فرانكفورت" الألمانية، والذي قام بتأسيس مؤسسة مالية لها فروع في خمس دول أوربية هي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والنمسا، وأوكل إلى أولاده الخمسة مهمة العمل في تلك الدول؛ وكانت مؤسسات "روتشيلد" تعمل بشكل أساسي في مجال التجارة والسمسرة، ذلك بالإضافة إلى شركات بناء السكك الحديدية ومصانع السفن والأسلحة والأدوية وغيرها من المجالات. 3. مولت شراء بريطانيا لأسهم قناة السويس: قدمت العائلة تمويلا لرئيس الحكومة البريطانية "بنيامين دزرائيلي" لشراء أسهم قناة السويس عام 1875؛ وكذلك كانت ترسل مندوبيها إلى مصر وتونس وتركيا لتشجيعها على الاقتراض من مؤسساتها للقيام بالمشاريع. 4. السبب وراء تنبني عائلة "روتشيلد" فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين: لم تكن عائلة "روتشيلد" في البداية مقتنعة بفكرة الوطن القومي لليهود التي ظهرت على يد "تيودر هرتزل"، لكن توجهها تغير لسببين: الأول: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى بلاد الغرب الأوروبي، ورفض تلك المجموعات الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل تجاه اليهود، وبين اليهود أنفسهم، ولذلك احتاجت العائلة لحل لدفع تلك المجموعات بعيدا عن مناطق مصالحها الاستثمارية. الثاني: صدور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى في عام 1907، والمعروف باسم تقرير "بانرمان"، رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، والذي أفاد بأن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة، لكن تلك المنطقة تتسم بالعداء للحضارة الغربية، ومن ثم يجب العمل على تقسيمها وعدم نقل التكنولوجيا الحديثة إليها، وإثارة العداوة بين طوائفها وأيضا زرع جسم غريب عنها يفصل بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي. 5. كيف تبنت عائلة "روتشيلد" فكرة إقامة دولة يهودية على أرض فلسطين؟ كانت عائلة "روتشيلد" على علاقة وطيدة مع البيت الملكي البريطاني، وكذلك مع رؤساء الحكومات الإنجليزية؛ وكان "ليونيل روتشيلد"، المسئول عن فروع مؤسسات "روتشيلد" في إنجلترا، وأيضا زعيم الطائفة اليهودية هناك، مقربا من كل من "حاييم وايزمان"، أول رئيس لإسرائيل لاحقا، وأيضا "ناحوم سولوكوف"، أحد زعماء الحركة الصهيونية والمؤرخ الرسمي لها، وقد تمكنا من إقناعه في مطالبة الحكومة البريطانية بمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، وبالفعل سعى "ليونيل" لاستصدار وعد "بلفور"، وأيضا لإنشاء قوة حربية يهودية داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى. تولى "جيمس أرماند روتشيلد" رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين، وتولى والده تمويل المشاريع الاقتصادية في إسرائيل وأبرزها مبنى الكنيست الإسرائيلي. وتم إعلان وعد "بلفور" بعد تقديم عائلة "روتشيلد" مساعدات مالية ضخمة لبريطانيا التي كانت على وشك إعلان هزيمتها في الحرب العالمية الأولى أمام القوات الألمانية.