عندما نتحدث عنها فلابد وأن نتخطي الحدود العادية للزمان والمكان وعندما يحضر ذكره يجب علينا أن نستبعد القواعد التقليدية للحكم علي الاشخاص أما عندما يجتمع الاستثناءان ان يكون الحدث هي مكتبة الاسكندرية العريقة الضاربة بفكرها التنويري في أعماق التاريخ وهو الفقيه السياسي والعلامة الثقافي الدكتور مصطفي الفقي رئيس المكتبة وأما إذ اقترن اسم الثاني بالأول فذلك هو الحدث. لعلي وان اسهبت في المقدمة فذلك لن يجزي المكتبة حقها ولا الفقيه الدكتور مصطفي ما يستحق. أما السبب الذي استدعي كتابة هذا المقال فهو لقاء النخبة الذي دعا إليه الدكتور مصطفي الفقي فاتحا دائرة الحوار البناء بحضور باقة من المثقفين والأكاديميين والنخبة السياسية والإعلاميين وقيادات العمل الأهلي وذلك بهدف الاستماع إلي آرائهم ومقترحاتهم بشأن مستقبل مكتبة الاسكندرية وهو اللقاء الذي يأتي ضمن لقاءات أخري يزمع أن ينظمها لاستطلاع الرأي والاستماع إلي المقترحات والآراء المتنوعة بشأن مستقبل مكتبة الاسكندرية في دعوة ذكية من الفقيه العلامة لضخ دماء التطوير في شرايين هذا الكيان الثري بمعطيات الحضارة والفكر الإنساني محدثا بذلك روافد الابداع ومستكملا به ما تحقق في المكتبة من انجازات طيلة السنوات الماضية مبهرة محليا واقليميا ودوليا وهو ما يستدعي الحفاظ علي ما تحقق ومواجهة التحديات القائمة وإطلاق مبادرات جديدة. ثم تجيء القضايا التي اثارتها نقاشات تلك الكوكبة من رموز الفكر لتتخطي تطوير رؤية المكتبة لتتناول ارساء رؤية مبدعة للوطن حيث نوقشت موضوعات هامة منها دور المكتبة المؤثرة في اتاحة الفرصة للمفكرين ان يتحدثوا وينفتحوا علي الآخرين وأن تقدم جميع الكتب المؤيدة أو المخالفة للتيارات إلي جانب دورها في التركيز علي قيمة الإنسان الذي هو خليفة الله علي الأرض مع التأكيد علي ضرورة طرح مفاهيم احترام الإنسان والحياة وان قيمة الحياة هي هبة من الله. ثم نجد تشعبا آخر للحوار تمثل في ضرورة تعزيز دور المكتبة لاستكمال ما ينقص من الأداء العام داخل المجتمع المصري لكن الجميع اجمعوا علي ان المكتبة في عهد الدكتور مصطفي الفقي بما له من ثقل يجب أن يكون لها صوت مباشر وفاعل مع الدولة وان هذا يجب ان يكون الدور الحقيقي لها وان تقوم المكتبة باعلان شعار خاص بها يحدد منهجها الثقافي لمواجهة حملة السفه الفكري الذي تمارسه الفضائيات. ثم تطرق الحديث لدورها في قضايا الوطن الحيوية ومنها تجديد الخطاب الديني لأنه يجب ان يكون هناك شجاعة في كشف الخطاب الديني القديم لأن المدعوين إلي تجديده هم من الجيل القديم ويجب علي المكتبة أخذ ذلك الدور ثم تناول الحوار اشكالية الإرهاب التي تحتاج إلي جهد شعبي حيث يتوجب علي المكتبة أن تقوم بالدور الريادي المأمول منها في التصويب الحقيقي لتلك الضلالات الفكرية عبر طرح للمساهمات الفكرية والثقافية في مكافحة التطرف والإرهاب. لقد أجمع الحضور علي ان دور مكتبة الاسكندرية في الوقت الحاضر يجب أن يكون استثنائيا علي أقصي مدي لإعادة الهوية الثقافية المعتدلة في مواجهة جحافل الفكر المتطرف المستورد والذي سيطر علي عقول شبابنا لسنوات رغم ان مصر التي علمت الدنيا من خلال منارة الأزهر الوسطية والكنيسة الأرثوذكسية الوطنية. أعزائي القراء.. هذا الحراك الثقافي يأتي ضمن باقة من الانشطة التي دعا إليها الدكتور الفقي منها برنامج محاربة التطرف الفكري ومهرجان الصيف للتثقيف الشبابي وغيرها من الفعاليات التي تسعي حثيثا لاستعادة الهوية الثقافية للإنسان المصري ولم لا والكيان هو مكتبة الاسكندرية والإنسان هو الفقيه السياسي الدكتور مصطفي الفقي.