مسكن بسيط ومكان للمذاكرة أبسط تحدت به الطالبة مريم فتح الباب كل الصعاب المادية وأعلت من قيمة العلم والعمل وأثبتت أن الإرادة القوية والعزيمة أهم العناصر لتحقيق الحلم والنجاح. رغم تواضع الإمكانيات المتاحة وبساطة المعيشة إلا أن المحيطين بها من أب وأم وشقيقتين عملوا جميعاً من أجل توفير كافة سبل الراحة لتحقيق التفوق في رسالة مفادها أن نجاحها نجاح ومثار فخر لجميع أفراد الأسرة. هذا ما أكده الحاج فتح الباب والد الطالبة مريم في الثانوية العامة التي حققت 99% قائلاً: أنا فخور بما حققته ابنتي من نجاح وتفوق كخطوة للالتحاق بكلية الطب وتصبح أول طبيبة في العائلة والقرية التي ننتمي إليها بالفيوم والتي تتجاهل دور الفتاة وأضاف رزقني الله بخمس بنات منهم مريم صاحبة الترتيب الثاني بين شقيقاتها أخذت علي عاتقي أن أبذل كل ما في وسعي نحو إتمامهن للتعليم لما وجدت فيهن من مثابرة وإصرار علي التفوق الأمر الذي وضع علي كاهلي توفير كافة السبل والإمكانيات اللازمة لتحقيق الهدف المنشود. تلتقط طرف الحوار الحاجة مني سعد والدة مريم قائلة: تفوق مريم ليس وليد الصدفة وإنما ثمرة التزامها في مختلف مناحي الحياة وليس قاصراً علي الاستذكار وتحصيل الدروس فقط مشيرة إلي حرص نجلتها الدائم علي أداء الصلاة في أوقاتها مع حرصها أيضاً علي تذكير شقيقاتها بمواعيد الصلاة واستغلال الوقت بالشكل الأمثل بعيداً عن متسابقة شاشات التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فضلاً عن التزامها ببعض الواجبات المنزلية والعائلية حيث أصرت مريم علي اصطحابي لزيارة الطبيب أثناء مرضي خلال فترة الامتحان للاطمئنان بنفسها علي حالتي الصحية. بينما أكدت مريم أن تفوقها يعود الفضل له في المرتبة الأولي إلي الله عز وجل ثم والديها وشقيقاتها ومعلميها حيث توجهت بالشكر لجميع مدرسي مدرسة نبوية موسي الثانوية بنات بمدينة نصر لتشجيعهم ودعمهم المتواصل مضيفة أن الحياة عبارة عن معادلة يجب أن تدار بإتقان العمل الدءوب للوصول إلي الحلم كما أكدت أهمية تطوير التعليم الأساسي حيث إن التعليم في الصغر كالنقش علي الحجر لذا فلابد من الاهتمام بتطوير المعامل والأدوات والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تنمي من قدرات الطالب وتظهر المواهب وروح الإبداع والتميز. وقد آن الأوان أن يتخذ المسئولون القرارات التي تعفي الطلاب من استنزاف طاقاتهم في الحفظ والتحصيل دون النظر لمهاراتهم وقدراتهم علي تحقيق طموحاتهم وأهدافهم. كما أكدت مريم أن المجتمع بشكل عام تغيرت نظرته للمرأة باستثناء بعض الأماكن النائية كالصعيد والأرياف كما اعتبرت تفوقها نجاح لكل فتاة ذات طموح وقدرة وإرادة للتغلب علي صعوبات الحياة مهما كانت الظروف وأكدت مريم علي أهمية الدور الذي قامت به شقيقتها الصغري إيمان حيث كانت بمثابة مديرة لأعمالها ومنظمة لأوقاتها وجداولها الخاصة بمواعيد المذاكرة والدروس الخصوصية الأمر الذي أعفاني من الانشغال بأية تفاصيل قد تستهلكه ولو جزءاً بسيطاً من وقتي أو تفكيري فضلاً عن رعايتها لأطفال العائلة لتوفير المناخ الملائم من هدوء لتحقيق النجاح والتفوق. كما أكدت شقيقتها الكبري أن مريم قد حققت النجاح بمجهود فردي بخلاف أقرانها من الطلاب المتفوقين الذين يعتمدون علي معاونة والديهم في الاستذكار والتحصيل وإدارة الوقت. ويوضح عادل محمد ابن عم مريم تفوقها منذ الشهادة الإعدادية حيث حصلت علي العديد من الأوسمة وشهادات التقدير خلال دراستها الابتدائية والإعدادية فضلاً عن الثناء الدائم والمستمر من جميع مدرسيها فأصبحت نموذجاً ومثالاً يحتذي لجميع الفتيات وكللت مجهوداتها وتضحياتها بتحقيق حلمها بالالتحاق بكلية الطب. يشاركه الرأي سلامة مصطفي ابن عمها قائلاً: إن المكان الذي كانت تذاكر به مريم تحول لما يشبه المركز الإعلامي لاستقبال الصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية الأمر الذي يعد تكريماً لكافة أفراد الأسرة حيث أصبحت مثار فخر لنا جميعاً مما دفع الكثيرين من أفراد العائلة للحضور للمشاركة في فرحة النجاح. شهد سكن مريم زيارة الكابتن أحمد حسن "الصقر" عميد لاعبي العالم لتقديم التهنئة لمريم وأسرتها قائلاً: إنها نموذج مشرف وأمل لكل الأجيال أن يتخذوها نموذجاً مشرفاً وأملاً لكل الأجيال أن يحذوا حذوها متمنياً من كافة وسائل الإعلام والأجهزة المعنية التركيز علي إيجابيات المجتمع وإظهارها للجميع لتقديم النموذج لكل من يمر بظروف وصعوبات كالتي مرت بها مريم وتغلبت عليها وقهرتها محققة النجاح والتفوق مشيراً لضرورة تغيير نظرة المجتمع لتلك النماذج المشرفة مؤكداً أن أولاد الأصول هم فقط من يقومون بتشريف أهاليهم بنجاحاتهم ويتشرفون بوالديهم دون أي خجل من المكانة الاجتماعية كما أكد فخره بالتواجد معها ومقابلة والدها الذي استطاع التغلب علي الظروف العصيبة محققاً أمله في تفوق نجلته وأعربت عن استعدادها لرحلة الأوائل التي تنظمها الجمهورية بعد أن وافق والداها متمنين لها الاستمتاع بالرحلة.