لا يتوقف خطر الإدمان علي المواد المخدرة فقط بدأ ينتشر مؤخراً نوع جديد من الإدمان وهو إدمان الأدوية التي لها تأثير مخدر علي الجسم فقد رصد الخبراء زيادة بيع أدوية معينة وبشكل كبير للمراهقين محذرين من هذا النوع من الإدمان لأنه إدمان لأدوية غير مدرجة بالجدول ومباحة للجميع وبأسعار رخيصة والأدهي من ذلك لا يتعرض متعاطوها للمساءلة القانونية مما يؤكد أننا أمام خطر من نوع جديد. في البداية يقول الدكتور علي عبدالله مدير مركز الدراسات الدوائية إن إساءة استخدام الأدوية ظاهرة في منتهي الخطورة لما لها من آثار صحية وسلوكية والأخطر من هذا أن الشخص الذي يبدأ بهذا النوع من الإدمان يتحول بعد فترة لمدمن يبحث عن شيء أقوي آخر للحصول علي الاحساس المطلوب فيظهر ما يسمي بالإدمان المشترك. وإذا تحدثنا عن هذه الأدوية نبدأ ب "المسكنات الأفيونية" وأدوية الكحة التي تنتشر بين المراهقين والتي لها تأثير المخدرات إذا ما تم أخذها بجرعات عالية. وفي الفترة الأخيرة تم رصد استخدام حقن "الأمتركس" كمخدرات من خلال أخذها بجرعات مرتفعة بصورة مستمرة. موضحاً أنها تستخدم لعلاج القيء ولكن لها قابلية شديدة للإدمان ورصدنا زيادة مبيعات هذه الحقن في الفترة الأخيرة لأنها رخيصة السعر حيث يصل ثمن الحقنة 8 جنيهات فقط وغير مدرجة في جدول المخدرات والمدمن يلجأ لأخذ أكثر من حقنة من الأمتركس في أوقات مختلفة. وللحصول علي النشوة ومفعولها يستمر لقرابة من 30 إلي 180 دقيقة. ثم يتحول إلي اكتئاب وحزن وقلق فيضطر إلي أخذ حقنة أخري وقد تسبب هذه الحقن وفاة المدمن لأنه يلجأ لاستخدام جرعات كبيرة منها والتي تؤثر علي مراكز معينة بالمخ فتسبب له الوفاة. محذراً الأطباء والصيادلة من وصف أو صرف هذه الحقن حيث يستخدمها المراهقون عن طريق الحقن الوريدي وبجرعات عالية. ويضيف عبدالله أن هناك منتجات دوائية أخري يساء استخدامها وتستخدم للتعاطي فقطرة "ميدربد" بعد خلطها بالبودرة ويتم حقنها بالشريان الوركي وهذا النوع من الإدمان تسبب في حدوث حالات وفاة لخطورته. وأيضا دواء "الثيرونون" ودواء "رويسان" باسط للعضلات ودواء ثيرونول وأدوية منومات ومهدئات أخري مؤكداً أنه تم رصد ارتفاعا ملحوظاً في مبيعات السرنجات في الصيدليات بشكل كبير. مؤكداً أنه لابد من التصدي لهذه الظاهرة من خلال إدراج بعض هذه الأدوية في جدول المخدرات لخطورتها والبعض الآخر يتطلب وعياً من الطبيب والصيدلي لتحديد الجرعة ومدة العلاج. ويوضح الدكتور هشام عطية الشخيبي مدير معهد السموم أنه يوجد العديد من الأدوية والتي مع كثرة الاستخدام تتحول إلي إدمان ومنها بعض المسكنات والأدوية المنومة والتي تعمل علي المستقبلات وبمرور الوقت يصبح تعود ومع التكرار فلابد من زيادة الجرعة لتعطي نفس التأثير. كذلك بعض أدوية البرد والتي بها بعض المركبات التي تصيب بالإدمان وخاصة أدوية الكحة وأدوية مضادات الاكتئاب. موضحاً أن وصول المريض لدرجة الإدمان يرجع إلي الجرعة والحالة المرضية للمريض خاصة مرضي الأورام المعالجين بالكيماوي فيضطرون إلي تناول المسكنات لفترات طويلة لذا يحذر بعدم استخدام أي دواء بدون استشارة الطبيب وتحديد الجرعة والمدة الزمنية وعدم تكرار أي دواء دون الرجوع إليه. ويضيف عمرو توفيق صيدلي ذلك يسمي سوء استخدام للدواء وطرقها كثيرة جداً فهناك قطرات للعين تستخدم في الحصول علي تأثير إدماني وكذلك أدوية البرد التي تحتوي علي مادة "دكسترميثورفان" مؤكداً أنها بالفعل أدوية متوافرة بالصيدليات ولكن هذا يرجع لضمير الصيدلي لأنه يعرف جيداً إذا ما كان الشخص مدمن أو مريض. ويشير الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان لدينا اللجنة الثلاثية والمشكلة من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ووزارة العدل ووزارة الصحة وهي الجهة المختصة بتحديد الأدوية التي تسبب إدمان وإدراجها ضمن جدول الأدوية المخدرة موضحاً أنه وردت له العديد من الحالات وخاصة من السيدات ممن تتناولن المهدئات ووصل بهن الأمر إلي الإدمان وقد تم تحويلهن إلي المستشفيات لتلقي العلاج ويرجع السبب في ذلك إلي الاستخدام العشوائي والتناول الذاتي لهذه الأدوية دون استشارة طبيب وحينئذ يتم التواصل مع اللجنة الثلاثية والتنسيق مع وزارة الصحة والتي تقوم بتشديد الرقابة علي الصيدليات بأن هذا الدواء أسيئ استخدامه ويتم التعامل حياله.