يوماً بعد يوم يثبت الشعب المصري أصالته وحبه الجارف وانتماءه اللا محدود لبلده.. هذا الشعب العظيم الذي تحمل الكثير ومازال يتحمل تبعات حالة الاقتصاد الصعبة وما نتج من آثار عن قرارات تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه.. وفي ظل غياب واضح للرقابة الحكومية علي الارتفاع الجنوني للأسعار.. هذا الشعب طار من الفرح وخرج في شوارع القاهرة ومختلف المحافظات رافعاً أعلام النصر رغم برد الشتاء القارس للتعبير عن سعادته عقب فوز المنتخب المصري لكرة القدم علي نظيره المغربي في مباراة دور الثمانية ببطولة الأمم الأفريقية بالجابون وصعوده للمربع الذهبي. هذا الشعب البطل يحلم بالفرحة ويبحث عنها حتي وإن كانت في فوز فريق مصري أو منتخب قومي في مباراة لكرة القدم حتي وإن لم يحصل علي البطولة. هذا الشعب المحب لاسم بلده ويسعد برفع علمها تتعلق أنظاره مساء اليوم وتحتبس أنفاسه حينما يواجه منتخبنا الليلة منتخب بوركينا فاسو في المواجهة المرتقبة والصعبة والتي ستحدد من سيصعد للمباراة النهائية لملاقاة الفائز من غانا والكاميرون علي لقب كأس البطولة والذي نتمناه أن يكون مصرياً وتحقيق الإنجاز الثامن واستعادة عرش الكرة الأفريقية المفقود بعد غياب عن التتويج أو حتي المشاركة منذ 6 سنوات. الفريق المصري بقيادة الأرجنتيني كوبر قادر بمشيئة الله بدعوات الجماهير المصرية المخلصة وجهود لاعبيه الكبار علي عبور بوركينا فاسو الفريق المرعب الذي تطور أداؤه كثيراً وظهر بشكل متميز فنياً وبدنياً واستطاع الفوز علي فرق كبيرة.. كان آخرها تونس في مباراة دور ال 16.. بشرط أن يضعوا أمامهم اسم مصر الكبير وتطلع جماهيرها الغفيرة لمواصلة المسيرة والفوز بالبطولة. كل الشواهد تؤكد أن منتخبنا الأكثر قدرة والأقرب حظاً لحصد اللقب.. لما يضمه من لاعبين علي مستوي عال في كل الخطوط والمراكز.. حارس مرمي عملاق صاحب تاريخ وخبرات لم تسبق لأي من اللاعبين المشاركين في البطولة وهو عصام الحضري.. دفاع صلد ومتين أجاد في كل المباريات وحافظ علي شباك مرماه نظيفة حتي الآن وينال لقب أفضل دفاع.. خط وسط مقاتل لا يكل ولا يهدأ ولا يترك فرصة لمنافس لتهديد مرمي الحضري.. مهاجمون متميزون يجيدون استغلال أقل الفرص لإحراز الأهداف.. لاعبون احتياطيون لا يقلون كفاءة عن الأساسيين يصنعون الفارق عند مشاركتهم مثل محمود كهربا.. بالإضافة إلي إدارة فنية تعلم جيداً قدرات لاعبيها وتجيد توظيفها خلال مجريات اللقاء لتحقيق أفضل النتائج. لكل ذلك نتمني أن يكون النصر حليفنا وأن يكون التوفيق من نصيبنا وكلنا ثقة في كل لاعبي مصر الرجال في تحقيق الفوز وإسعاد جماهير الشعب المصري بمشيئة الله. برواز محمود كهربا "نور" سماء مصر بعد هدفه التاريخي في مرمي منتخب المغرب الشقيق والذي أنهي عقدة الفريق المصري أمام المغرب والتي امتدت لأكثر من 31 عاماً.. وذلك بعد نزوله كبديل.. فهل يعيد إلي الأذهان ما حققه "جدو" في أمم أفريقيا 2010 بأنجولا ويحصل علي لقب هداف البطولة وأفضل بديل.. ويعود مع زملائه بكأس البطولة؟ وقتها ستغطي "أنواره" سماء القاهرةوالمحافظات أكثر وأكثروستحملهم الجماهير فوق الأعناق وسيقيمون لهم الأفراح والليالي الملاح.