اكتمل نصاب منتخبات الدور ربع النهائي ببطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة في الجابون حاليا بعد أن لعب ال 16 منتخبا 24 مباراة في البطولة وقد ترك كل منها بصمة سواء ايجابية أو سلبية خلال دوري المجموعات ومن خلال هذا التقييم السريع نوضح أبرز نقاط الضعف والقوة بكل فريق. الجابون يمكن أن يطلق عليه فريق النجم الواحد حيث تأثر سلبا بتراجع مستوي مهاجمه الشهير أوباميانج ولم يلفت منه أي لاعب متميز باستثناء بوانجا الجناح الأيسر في المباراة الأخيرة امام الكاميرون وقد سجل الفهود هدفين فقط أحرزهما أوباميانج احدهما من ركلة جزاء ودخل في مرماه هدفان ومنتخب البلد المنظم فشل في استغلال كل الظروف لصالحه والمثير للدهشة أنه لم يحظ بالتشجيع القوي من جمهوره وكانت ردود الفعل بعد الخسارة هادئة وكأنه متوقع أن يخرج سريعا. الكاميرون يدين لحارسه أندوا بالفضل الكبير في تأهل الأسود التي لا تقهر إلي الدور ربع النهائي بفضل تصديه الرائع والبطولي في الوقت المحتسب بدلا من الضائع في لقاء الجابون عندما منع هدفا اكيدا للمهاجم الجابوني بوانجا ثم بعده ندونج في نفس اللعبة لتكون هذه الثواني فاصلة في مشوار الكاميرون ولو كان اندوا دون المستوي لتبدل الحال وصعد اصحاب الأرض للدور الثاني بدلا من الاسود والكاميرون بصفة عامة أقل من مستواها المعهود ويمكن أن يطلق عليه فريق الشوط الثاني فبداياته في المباريات الثلاث متواضعة علي عكس نهاياتها. بوركينا فاسو يحصد نتاج مشاركاته المتتالية في البطولة ويشارك للمرة ال 11 منها خمس مرات الأخيرة ومن الطبيعي أن يصبح لاعبوه اكثر خبرة وحنكة هذه المرة خصوصا انهم يقدمون كرة جيدة فرديا وجماعيا ولكن الاختبار الحقيقي هو تخطي الدور ربع النهائي وقد تخطي الدور الأول مرتين فقط في 1998 حين استضاف البطولة ووصل إلي دور الأربعة وفي 2013 بلغ النهائي. غينيا بيساو يشارك للمرة الأولي وترك بصمة بأدائه الجيد وتعادل مع البلد المنظم في الافتتاح وكان متساويا مع الكاميرون حتي الوقت بدل الضائع وهي لحظة فارقة جعلته يتراجع في مواجهته الثالثة أمام بوركينا فاسو ليخسر ويخرج مبكرا كأول فريق يعود إلي بلاده. الجزائر أكبر الخاسرين فقد سبقته سمعته الكبيرة بعد أدائه الرائع في مونديال البرازيل وارتفاع مستوي نجومه الكبار رياض محرز افضل لاعب في القارة والمهاجم اسلام سليماني وياسين براهيمي ونبيل بن طالب ولكن محاربي الصحراء خيبوا الآمال ولم يحققوا فوزا واحدا وتعادلوا في مبارياتهم الثلاث والواضح أن المنتخب الجزائري يتراجع وليس في افضل حالاته كمرحلة تبدو طبيعية فنيا وبدنيا بعد أن وصل إلي القمة في كأس العالم وبعدها هبط المنحي العام للفريق وجاءت البطولة الأفريقية في غير موعدها المناسب لمحاربي الصحراء. السنغال حقق المتوقع منه فهو أول من تأهل إلي ربع النهائي وأكد بذلك انه يستحق أن يكون الأول في تصنيف الفيفا للمنتخبات الأفريقية ومستواه يؤهله لتخطي الكاميرون والوصول إلي نصف النهائي ويعب أسود التيرانجا الاستهتار عند التفوق وامتلاك الكرة ولكن هو اقوي المرشحين للفوز باللقب إذا استمر علي ادائه القوي الذي قدمه بالدور الأول. زيمبابوي تعادل مرة واحدة وخسر مرتين ودخل مرماه 8 أهداف ليكون صاحب أسوأ دفاع وبالتأكيد لم يكن في حالة جيدة وكان حصالة المجموعة الثانية والمثير انه من احبط الجزائر في اول مباراة بالتعادل معه بهدفين لكل فريق وحظه سييء بالوقوع في مجموعة الموت وخروجه يعد أمرا طبيعيا بالقياس لمستوي وقوة منافسيه. تونس خسر في المباراة الأولي من السنغال ولكنه انتفض بقوة وهزم الجزائروزيمبابوي بجدارة وهو صاحب اعلي معدل تهديف في البطولة حتي الآن واكثر المنتخبات توازنا في ادائه التكتيكي بحسن تنظيمه الدفاعي وأسلوبه الهجومي الذي يعتمد علي الارتداد السريع بالتمرير الطولي ووجود لاعبين يمتازون بالسرعة مثل يوسف المساكني والخرزي والخنيسي ونعيم السليتي ونسور قرطاج في امتحان صعب بربع النهائي امام جياد بوركينا فاسو. الكونغو الديمقراطية الحصان الأسود للبطولة فجر المفاجآت الكبري بتصدره المجموعة الثالثة بجدارة بسبع نقاط متفوقا علي المغرب الوصيف وكوت ديفوار حامل اللقب وتوجو ويبدو انه في طريقه لاستعادة بريقه الأفريقي عندما حصل علي اللقب مرتين عندما كان تحت اسم "زائير" والفريق يمتاز بالقوة البدنية والاندفاع الهجومي ويمتلك حارس مرمي جيداً ويضم بين صفوفه هداف الدورة حتي الآن جونيور كابيانجا "4 أهداف". المغرب تأهل اسود الأطلسي انهي قطيعة متواصلة للمغرب مع الدور الثاني في البطولة حيث كان آخر تأهل للمغرب لهذا الدور في البطولة التي اقيمت في تونس 2004 وقد خسر أولا أمام الكونغو ثم فاز في مباراتيه التاليتين علي توجو وساحل العاج.. مدربه الفرنسي رينارد يلعب علي قدر المنافس وافضل من طبق اسلوب دفاع المنطقة مع الهجوم المرتد السريع دفاعه قوي بقيادة مهدي بن عطية صخرة اليوفنتوس ووسطه واع باشراف مبارك بوصوفة وهجومه قناص بوجود بو هدوز والناصيري ولكن استمراره بهذا الأسلوب لن ينفع مع الأدوار الاقصائية وقد صادفه توفيق كبير في لقائه مع كوت ديفوار. توجو كان ضيف شرف سريعا لم يقدم ما يشفع له بالاستمرار علي الرغم من وجود لاعب كبير في صفوفه بحجم اديبايور ولكن لاعبا واحدا لا يكفي وواضح أن المنتخب لم يستعد جيدا للبطولة ومدربه كلود لوروا فشل في الاستفادة من الأوراق الرابحة بفريقه ولعب باداء مفتوح لم ينفعه. كوت ديفوار خروجه المبكر مفاجأة بكل المقاييس وكان يتوقع له ان يدافع بشراسة عن لقبه خصوصا أنه يضم مجموعة من خيرة لاعبي افريقيا من اصحاب الخبرة ولكنه سقط بسهولة في فخ التعادلات.. وخسارة مؤلمة من المغرب في اللقاء الحاسم بالجولة الثالثة وكان الافيال يفتقدون بقوة لوجود يايا توريه و جيرفينيو المستبعدين برؤية فنية من المدرب الفرنسي دوساييه وبالتأكيد المنتخب الايفواري أقل بكثير من مستواه في البطولات الأفريقية الثلاث الأخيرة. مالي امتاز بالقوة الجسمانية والسرعة ورغم انه يضم مهاجمين من الطراز الرفيع منهم باكاري ساكو لاعب كريستال بالاس وماريجا نجم جيماريش البرتغالي وأداما تراوري لاعب موناكو الفرنسي إلا أنه كان فاشلا في التكتيك الهجومي وتعادل ثلاث مرات وسجل مرة واحدة فقط في مرمي أوغندا وكان طبيعيا أن عجزه الهجومي يؤدي إلي خروجه السريع وهو ما اعترف به مدربه الفرنسي آلان جريس الذي رمي ايضا باللائمة علي أرضية الملاعب السيئة بأنها تسببت في خروج فريقه. أوغندا كان يفترض أن يظهر بشكل افضل مما ظهر عليه في دوري المجموعات بعد ان اختاره الاتحاد الافريقي لكرة القدم افضل منتخب في القارة عام 2016 ولكنه خسر من غانا ومصر وخرج فعليا بعدها من المنافسة ولكن بحسب له تأهله إلي كأس الأمم لأول مرة بعد غياب 39 عاما ويتوقع له التحسن في المرات المقبلة لصغر متوسط أعمار لاعبيه. غانا هو منتخب الشوط الأول ففي مباراتيه الأوليين أمام أوغندا ثم مالي سجل هدفا واحدا في البداية ثم فشل في تعزيزه ولكنه حقق هدفه بالتأهل السريع وفي مباراته الثالثة لم يستطع الوصول بسهولة إلي مرمي منتخب مصر وخصوصا أن الفراعنة نجحوا في فرض تكتيك دفاعي قوي حرم البلاك ستارز من هز شباك عصام الحضري والفريق الغاني يجيد السيطرة والاستحواذ ولكن يعيبه الانفرادية وسوء اللمسة الأخيرة وأفضل لاعبيه أندريه أيو وأتسو وايفواري ومباراة النجوم السوداء مع الكونغو الديمقراطية في ربع النهائي ستكون بين مواجهة بين القوة والمهارة. مصر لم يظهر بأفضل ما عنده من امكانيات فنية فردية وجماعية ولكنه منضبط تكتيكيا ويلعب بتوازن ملحوظ يميل للاداء الدفاعي ومدربه الارجنتيني كوبر يهدف أولا إلي عدم تلقي أي أهداف وخطف الفوز بالهجوم المرتد وهي خطة ثبت نجاحها أكثر من مرة ويساعده علي ذلك كفاءة عدد من نجوم الفراعنة منهم محمد صلاح وعبدالله السعيد والحارس عصام الحضري كما ان قلبي دفاعه في أفضل حالاتهما حاليا وهما علي جبر وأحمد حجازي والفراعنة هم أصحاب أقوي خط دفاع بالبطولة حتي الآن وشباكه عذراء.