فضلاً عن كون الإمام الصادق المهدي أحد أهم الفاعلين في الساحة السياسية السودانية. وهو الآن الأكبر سناً والأطول تجربة في السياسة والحياة عموماً في بلادنا. بالإضافة إلي ما يجمع بيني وبين الرجل من أواصر وصلات تاريخية وأسرية وفكرية وروحية وشخصية. صرت أزوره في مقر إقامته المؤقتة في مصر كلما هبطت أرضها. طالت زيارتي لها أم قصرت.. تأكد لي من لقاء الإمام أن تاريخ عودته لأرض الوطن والذي تحدد له السادس والعشرين من شهر يناير الجاري. لا رجعة فيه. ولا تبديل له بإذن الله الباقي الدائم. ورسم الإمام برنامجه بزيارة إلي العاصمة الفرنسية باريس في الخامس عشر المقبل يلتقي فيها حلفاءه المعارضين للتأكيد لهم أولوية خيار الحوار. والحل السلمي. وعدم اللجوء إلي الإرهاب. ثم يعود في الواحد والعشرين إلي القاهرة. ليشد الرحال إلي الخرطوم في السادس والعشرين. والذي لم تحسم بعد وسيلته. طائرة خاصة. أم طائرة خط. حسب التساهيل. كما قال السيد الإمام. الذي أراد بالعودة أن يطبع الإقامة في السودان. والسعي إلي الوصوص مع الحكومة علي اتفاق قاطع علي الالتزام بخارطة الطريق. ويعول الإمام في ذلك علي السيد الرئيس بدرجة كبيرة. ومن أسماهم عقلاء الإسلاميين. وخص منهم بالذكر الشيخين إبراهيم السنوسي. وعلي عثمان محمد طه. والدكتور علي الحاج محمد. وبرغم احترامي لتقديرات السيد الإمام. لكنني أعتقد أن في الرهان علي المعارضة والحكومة بهذه الطريقة فيه مضيعة للوقت. وتبديد للجهد. والتجربة والمنطق توشكان علي القطع بفشل هذا الطريق. فالكيان المعارض الذي يعود عليه الإمام ليس علي قلب رجل واحد. بل يمكن لرجل واحد منه أن يفسد كل ما يتفق عليه الرجال. والحكومة ليست بريئة من مثل هذا التناقض. فليبق الإمام علي رهانه علي الرئيس ثم يتجه إلي الشارع والقوي الفاعلة في المجتمع المدني. والخلصاء من أهل السودان في الأحزاب المختلفة. وليسعي لتوحيد هؤلاء حول الحل السلمي بقيادته. ورعاية السيد الرئيس. وليبدأ بآل البيت وقادة الكيان والحزب. وما أكثرهم. وما أحرصهم. عمه الحكيم السيد أحمد. وابن عمه الجسور السيد مبارك. ونجله الحبيب عبدالرحمن. وأبناء عمه الشهيد الإمام الهادي. والمجاهد البطل شيخ العرب عبدالرسول عبدالنور. والمقاتل مادبو. والمرابطين اللواء الجاسر فضل الله برمة. والفريق الصدوق صديق إسماعيل. ومريومة المنصورة وشقيقاتها وأشقائها. والمتجردة سارة نقد الله. والعالم الداعية الدكتور عبدالمحمود أبو. ورأس الرمح محمد المهدي. وبقية العقد الفريد من المرابطين والمجاهدين. وسيجدنا في الصحافة والإعلام في مقدمة الركب. ونرتب في المركز مع شركاء مسيرة الحوار الوطني في الاتحاد العام لنقابات عمال السودان. ومع رئيسه المهندس يوسف علي عبدالكريم لتنظيم ملتقي إعلامي واسع النطاق للسيد الإمام فورة عودته. بالتنسيق مع لجنة العودة. ومكتب الإمام وسكرتاريته بإذن الله تعالي. تأملات