منذ الحرب العالمية الأولي لم يشهد العالم سقوط أبرياء أكثر من هذا العام الذي وصفه البعض بعام الدم والإرهاب والأشلاء الذي لم تسلم منه دولة من الدول سواء المتقدمة أو النامية.. إلا أنه استشري في الشرق الأوسط بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة فقطع سوريا ونحر العراق وليبيا وقسم اليمن وعطل مسيرة التنمية في مصر. حتي رعاة الإرهاب أنفسهم ذاقوا من نفس الكأس وتجرعوا الدماء وعاشوا ليالي الرعب وأنفقوا الكثير من الأموال لحماية شعوبهم وفشلوا أيضاً في إعادة ترويض تلك الوحوش الهائجة في معظم الدول لينقلب السحر علي الساحر. حقق عام 2016 أرقاماً قياسية في عدد ضحايا الحوادث الإرهابية حيث بلغ عدد الضحايا هذا العام فقط حوالي 40 ألف قتيل طبقاً للدراسة التي نشرت في ألمانيا والصادرة عن مجموعة أبحاث الصراعات بجامعة هامبورج بعد أن فرض الإرهابيون هيمنتهم علي العديد من دول العالم بنشر العمليات الإرهابية علي أراضيهم في محاولة منهم لإخضاع هذه الدول تحت سيطرتهم وبث الرعب في قلوب مواطنيها كما نجح الإرهاب في تنفيذ سلسلة من التفجيرات في معظم الدول المستهدفة إلي جانب عمليات الاغتيالات والتصفية الجسدية للقادة.. وكان لمصر نصيب كبير في مواجهة الإرهاب خاصة في رفح والعريش والشيخ زويد وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسي من انتشار رقعة الإرهاب وطالب بتكاتف جهود كل الدول للقضاء عليه واقتلاعه من جذوره وإلا ستعاني منه كل دول العال. وبالفعل حدث ما حذر منه الرئيس واستطاع الإرهاب الوصول لقلب عواصم أكبر الدول الأوروبية. كانت فرنسا من أوائل الدول الأوروبية التي عانت من الإرهاب حيث وقعت بها بعض العمليات الإرهابية وكان لها النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية هذا العام حيث قتل أكثر من 130 شخصاً وأصيب أكثر من 360 آخرين في هجمات وقعت علي بفرنسا والتي وصفها الرئيس الفرنسي بأنها عملاً إرهابياً غير مسبوق واستهدفت العملية أكثر من 6 أماكن في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر الماضي حينما هاجم العديد من الإرهابيين المسلحين بالأسلحة الرشاشة والأحزمة الناسفة مطاعم ومسرح واستاداً رياضياً وأعلنت السلطات الفرنسية وقتها عن مقتل 7 من منفذي العملية قام 6 أفراد منهم بتفجير أنفسهم بالأحزمة الناسفة. ثم يأتي هجوم نيس الذي نفذه أحد الإرهابيين ويدعي محمد لويحج في 14 يوليو من هذا العام حيث قام بقيادة شاحنة بضائع عمداً باتجاه حشد يضم آلاف الناس أثناء الاحتفال بيوم الباستيل ليدهس المحتفلين وقد أسفر الحادث عن مقتل 84 شخصاً بخلاف 200 مصاب. كما تكرر مشهد إرهابي آخر في نفس الشهر علي كنيسة نورماندي نفذه مسلحان قاما باحتجاز رهائن في الكنيسة وقتل أحد القساوسة وأخذ رهائن وأسفر الحادث عن مقتل بعض الرهائن إلي جانب منفذي العملية. تأتي ألمانيا علي رأس الدول التي طالتها يد الإرهاب حيث تعرضت لبعض العمليات مثل تفجير أنسباخ الذي وقع في يوليو 2016 عندما أقدم انتحاري علي تفجير نفسه أمام أحد المحال التجارية وأسفر الحادث عن إصابة أكثر من 15 شخصاً بجروح خطيرة وجاء هذا الحادث في أعقاب ثلاثة هجمات أخري في رويتلينغن ومهاجمة قطار فورتسبورج. أما مدينة ميونيخ الهادئة فقد شهدت هي الأخري أعنف تفجيرات حيث قام أحد الإرهابيين بدهس الآلاف أثناء الاحتفال بالعيد الوطني بالمدينة مما أسفر عن مقتل 84 شخصاً وإصابة أكثر من 100شخص جراء هذاالحادث وأخيراً وفي 19 ديسمبر من هذا العام وقبل الاحتفال بأعياد الميلاد في برلين قتل أكثر من 9 أشخاص بينما أصيب 51 آخرون إثر اقتحام شاحنة يقودها إرهابي لسوق مكتظ بالعاصمة الألمانية برلين. كما وقعت العديد من العمليات الإرهابية في بلجيكا في مارس الماضي وتعرضت مدينة بروكسل لسلسلة من الانفجارات اثنان منهما في مطار بروكسل الدولي إلي جانب تفجير محطة مترو أسفرت عن مقتل 35 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين. كما لم يسلم رعاة الإرهاب في العالم من نار الإرهابيين حيث شهدت تركيا خلال هذا العام أكثر من 15 انفجاراً بالعديد من المدن التركية إلي جانب الحادث الإرهابي الأخير والذي قام به أحد ضباط الشغب التركية "مولود الطنطاش" باغتيال السفير الروسي في تركيا "أندريه كارلوف" بعد أن أطلق عليه عدداً من الأعيرة النارية أثناء إلقاء كلمة بأحد المعارض بالعاصمة التركية أنقرة. وكان للدول العربية النصيب الأكبر من الإرهاب وتعرضت المملكة العربية السعودية ل 128 جريمة إرهابية هذا العام منها تفجير عن طريق عبوة ناسفة استهدفت مركزاً للشرطة السعودية في مدينة الدلم جنوبالرياض وأسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين ثم محاولة تفجير القنصلية الأمريكية بجدة والتي وقعت في 4 يوليو 2016 حيث قام إرهابي يرتدي حزاماً ناسفاً بتفجير نفسه أمام القنصلية أثناء محاولته التسلل لداخلها بعد أن اعترضه بعض رجال أمن القنصلية وأسفر الحادث عن مقتل منفذ العملية وإصابة 2 آخرين. أما الحدث الأهم والذي أكد أن الإرهاب لا دين له فهو الحادث الذي وقع في الحرم النبوي الشريف حيث قام أحد الأشخاص يرتدي حزاماً ناسفاً بمحاولة دخول المسجد النبوي الشريف عبر أرض فضاء تستخدم كموقف لسيارات الزوار وعند اعتراض رجال الأمن له للكشف عن هويته قام بتفجير نفسه مما نتج عنه مقتل منفذ العملية واستشهاد 4 من رجال الأمن وإصابة 5 آخرين ولم يختلف الحال كثيراً في كل من ليبيا وسوريا والأردن والعراق واليمن وباقي الدول التي حصد الإرهاب فيها أرواح مئات بل آلاف الأبرياء. وفي مصر كان الأمر مختلفاً فمع بداية هذا العام والجهود المبذولة سواء من القوات المسلحة المصرية أو من قوات الشرطة مضاعفة لاقتلاع الإرهاب من جذوره والقضاء عليه.. فمصر لا تزال حتي الآن تخوض وحدها حرباً ضروساً ضد الإرهاب خصوصاً في سيناء لاستكمال عملية "حق الشهيد" واستطاعت القوات ملاحقة العناصر الإرهابية في مثلث العمليات برفح والعريش والشيخ زويد ودحرت هناك الإرهاب بشكل واسع ورغم ذلك قامت مجموعات إرهابية في 20 مارس و2016 بتنفيذ هجوم مسلح علي إحدي نقاط الأمن الثابتة في مدينة العريش وهو كمين الصفا علي الطريق الدائري جنوبالعريش وأسفر الحادث عن استشهاد 18 من قوات الأمن. تعددت الأعمال الإرهابية التي تستهدف القوات أثناء تحركاتهم بالمدرعات عن طريق زرع العبوات الناسفة وكان آخرها في أكتوبر عندما استهدف الإرهابيين أحد مدرعات الشرطة في سيناء وفي نفس الشهر وتحديداً في 22 أكتوبر 2016 استهدف الإرهابيون العميد أركان حرب عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعات أمام منزله بمدينة العبور أثناء توجهه لعمله وبادروا بإطلاق الأعيرة النارية من الأسلحة الرشاشة صوب الشهيد ليلقي ربه في الحال. وفي 9 ديسمبر استهدف الإرهابيون كمين مسجد السلام بمنطقة الطالبية بمحافظة الجيزة بزرع عبوة ناسفة بالقرب من الكمين قبل بدء شعائر الصلاة بدقائق ليستشهد 6 من أفراد الأمن بالكمين. وفي 11 ديسمبر الموافق الأحد استهدف أحد الانتحاريين يرتدي حزاماً ناسفاً الكنيسة البطرسية بالعباسية بعد أن فجَّر نفسه علي مدخل القاعة التي يقام بها القُداس وقُتل أكثر من 25 شخصاً وأصيب 30 آخرون غالبيتهم من النساء والأطفال. وعي المصريين هزم حرب الشائعات لم تكف الجماعات الإرهابية عن استخدام سلاح الشائعات لضرب سلامة الجبهة الداخلية المصرية.. مئات الشائعات أطلقت لضرب الاستقرار السياسي والاقتصادي كبيع المرافق العامة للدولة ورغم عدم معقولية الشائعة إلا أنها وجدت من يروج لها ويصدقها. وقد أكد المواطنون رفضهم التام الانسياق وراء الشائعات والحملات المضللة والتي يتم ترويجها من جماعات مندسة تستهدف نشر البلبلة والفتن بين أبناء الوطن بخلاف زعزعة أمن البلاد ورجوعه للوراء وبث اليأس والاحباط بين الشعب لوقف عجلة الإنتاج في ظل بعض الاحباطات المعيشية والاقتصادية التي قد تصيب البلاد أحياناً. يقول راضي عبدالرحمن موظف : إن الشائعات هدفها إثارة القلق والبلبلة والضجيج لزعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للبلاد وتحقيق أهداف الجماعات الإرهابية لأغراضها في هدم الأمن والأمان بالوطن وانقلاب الحكم ولكن الشعب المصري علي دراية كافية بالأخبار المضللة والشائعات الكاذبة فنحن علي ثقة برئيسنا وجيشنا ولن ننساق لهؤلاء الخونة والمخربين. ويري علي شوقي موظف بالفعل أن الشائعات في عام 2016 انتشرت بشكل مبالغ فيه.. منها رفع أسعار تذاكر المترو وحجب بعض المواطنين عن الدعم في البطاقات التموينية مما أثار البلبلة والفوضي وكلها أكاذيب وأخبار مضللة ومفتعلة بهدف زعزعة الإدارة السياسية والاقتصادية للأداء الحكومي. وتوضح هالة أحمد مدرسة : الشعب لديه ذكاء اجتماعي يواجه هذه الشائعات المدمرة التي يروجها بعض المخربين ويوضح صبري حنا بالمعاش أن انتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا من أخطر الأساليب لنشر الفتن وزعزعة استقرار الوطن ولكننا نعلم هدفها كاستغلال البعض تظاهرات النوبة ومطالب أهلهم لنشر أخبار مضللة هدفها نشر الفتن بخلاف الشائعات الخاصة باقتصاد الوطن سواء ارتفاع الدولار والذهب وهدف تلك الجماعات هو انهيار اقتصاد البلاد وإحجام المستثمرين عن استثمار أموالهم بمصر. ويقول عبدالرحيم حسانين بالمعاش : تصدر وتروج من قبل قلة مندسة منعدمة الضمير يسعون فقط من خلالها لنشر الفتن والشائعات بين أبناء الوطن وهدم عزيمة الشعب باليأس وفقد الأمل ضد التقدم والنهوض بشأن البلاد. ويقول فوزي علي: علي الدولة الضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه نشر شائعات أو حملات مضللة بقوانين صارمة لتحد من ذلك وحتي تعود الثقة بين المواطن وحكومته ويضيف محمود حسن موظف : معظم الشائعات غير معلومة مصدرها كما حدث في شائعة 11/11 انتشرت بشكل جنوني بين المواطنين دون معرفة مصدرها الأساسي فهي تروج من أشخاص حاقدين يستغلون الأزمات التي نعيشها مما يثير حالة من الخوف لدي المواطنين. وتوضح سارة أحمد ربة منزل : الحمد لله لدينا رئيس محترم قادر علي حماية الوطن وحدوده ويبذل قصاري جهده لنشر الوحدة والتكاتف بين دول العالم من أجل الوطن فعلينا أن نتكاتف معه بكل طاقتنا بالعمل والإرادة القوية وعدم الانسياق وراء الفئات المخربة. ويشير سليم أحمد موظف لضرورة إتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر للتمييز بين المخربين وما يقومون به بنشر أكاذيب مضللة خاصة الذين يتم تمويلهم من الخارج والعمل علي وضع الأدلة التي تثبت عدم صحة مصدرهم. محمد سعيد موظف : العديد من القنوات الفضائية سبب تلك الشائعات والتي من خلالها تهدف لحالة من البلبلة للمشاهد بتضليله تماماً وإبعاده عن أرض الواقع بخلاف أن بعض القنوات لها أجندات خاصة بين الدول الخارجية تستهدف بث الفوضي والفتن بين الشعوب وليس مصر فقط فلذا يجب علي الجهات الرقابية تتبع تلك القنوات. فخ الشائعات ويلتقط سليمان محمد موظف طرف الحديث قائلاً: بالرغم من أن المثقف لديه الخبرة الكافية من الثقافة ولكنه من الممكن أن يقع في فخ الشائعات نتيجة عدم التأكد من مصداقية الأخبار التي يتم تداولها وفي ظل اختلاف الآراء عبر الإعلام المرئي والمسموع مما يحدث له غلط بين الأمور تجعله يجري وراء كل خبر جديد. وهشام السيد مدرس : ترويج الشائعات هدف جهات بعينها وقد تكون تيارات دينية أو سياسية خاصة مع انعدام الثقافة الدينية والأخلاقية للبعض مما يتم استغلالهم في نشر أخبار مضللة بشكل سريع بين المواطنين بخلاف الشائعات والتي يتم استغلالها في مصالح شخصية لإفساد ما يتم تحقيقه من إنجاز علي الصعيد العام. ويوضح رمضان سيد موظف أن أعداء الوطن من داخل وخارج البلاد هم السبب لانتشار الشائعات ومنبع الفوضي والخراب لنشر الإرهاب والحروب بين دول العالم ولكن شعبنا علي دراية تامة بتلك الفئات والتصدي لهم. ويؤكد سامي خلف بالمعاش أن الشائعات لابد أن تنتشر خاصة أننا في مرحلة انتقالية نتقدم فيها للأمام وهو ما لا يريده الخونة والمخربون مما يجعلهم مصدراً للشائعات والفتن.