أحبطت الأجهزة الأمنية عملية إرهابية غادرة استهدفت معبد الكرنك والسائحين المتواجدين بمحيط المعبد فى العاشرة من صباح أمس، حيث قام إرهابى بتفجير نفسه بساحة المعبد بعد وضع حزام ناسف حول جسده، فى الوقت الذى تنبهت فيه قوات الأمن للمخطط الإرهابى واشتبكت مع إرهابيين آخرين، مما أسفر عن مقتل أحدهم والقبض على الآخر بعد إصابته. وأوضح مصدر أمنى أن الجناة كانوا ثلاثة من الإرهابيين وعند محاولتهم اجتياز النطاق الأمنى لمعبد الكرنك تصدت لهم القوات واشتبكت معهم، يأتى هذا فى الوقت الذى أمر فيه وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار، بانتشار قوات الشرطة بمحيط موقع الحادث واستخدام أحدث الوسائل للكشف عن المتفجرات واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين جميع المزارات السياحية. وأكدت وزارة الداخلية، فى بيان لها، أنه صباح أمس حاول ثلاثة من العناصر الإرهابية اجتياز النطاق الأمنى لمعبد الكرنك بالأقصر مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، حيث تصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم، مما أسفر عن مصرع اثنين من العناصر الإرهابية، أحدهما نتيجة انفجار عبوة متفجرة كانت بحوزته والثانى بطلق نارى بالرأس، بينما أصيب الثالث فى ساقه. وأكدت وزارة الداخلية، أن الحادث لم يسفر عن إصابات بين السائحين للمعبد أو القوات سوى إصابة أحد العاملين بطلق نارى نقل على أثره للمستشفى للعلاج. وكشف مصدر امنى رفيع المستوى ل«الأهرام» أنه تم تحديد هوية الإرهابيين الثلاثة الذين حاولوا تنفيذ الهجوم الإرهابى. وقال المصدر إن الجناة الثلاثة أحدهم من مركز أبوقرقاص، والثانى من محافظة بنى سويف، والثالث من مدينة المحلة الكبرى، وكانوا يحملون حقيبة وجد بداخلها حوالى 6 قنابل تم التعامل وتفكيكها ،كما تم ضبط بندقيتين آليتين كانا بحوزتهم ، فيما تجرى عملية تفريغ 36 كاميرا للمراقبة بمحيط المعبد منها 12 كاميرا بمنطقة الانتظار التى وقع فيها الحادث وأضاف المصدر أنه يجرى استجواب الإرهابى الثالث ويدعى رمضان فهيم والذى أمسك به الأهالى بعد إصابته فى قدمه من قبل ضابط الشرطة . وتم التحفظ علي الأسلحة والذخائر والعبوات المتفجرة التى كانت بحوزة الجناة، وأمر اللواء كمال الدالى، مساعد وزير الداخلية، بانتشار رجال الحماية المدنية والمفرقعات وتمشيط محيط المعبد وإغلاق كافة الطرق المؤدية له، فيما قامت القوات بمراقبة كافة مداخل ومخارج محافظة الأقصر، ورفع حالة الاستعدات للتصدى لأي محاولة إرهابية، وتوالى الأجهزة الأمنية جهودها لتحديد شخصيتهم. وقال شهود العيان إن ثلاثة أشخاص كانوا قد وصلوا للساحة الأمامية بمعبد الكرنك الفرعونى شمال مدينة الأقصر محاولين اختراق المعبد من مدخله الرئيسى بعد نزولهم من سيارة التاكسى، لكن السائق الذى أوصلهم اشتبه بهم فأبلغ قوة تأمين المعبد، وما إن وصل الرائد أحمد عزمى وأمين الشرطة محروس أمين لمكان جلوس الإرهابيين الثلاثة حتى قام أحدهم بتفجير نفسه، وأطلقت الشرطة النار على الإرهابيين الآخرين، فأصابت أحدهما فى ساقه والثانى فى رأسه. مشاجرة بين الإرهابيين وقال السائق رمضان عبدالنبى محمد، الذى أبلغ عن الإرهابيين، إنه سمعهم وهم يتشاجرون "يلا فجر نفسك مستنى إيه"، ورد الثانى "طيب طيب" وأنهم كانوا مرتبكين بسبب التواجد الأمنى وتخوفهم من دخول المعبد، وأن أحدهم أصاب زميله خلال إطلاق النار مع الشرطة. وأضاف الشاهد خالد الشرقاوى، أن المهاجمين كانوا أكثر من 3 وأنه شاهد شخصا يجرى فخرج من الكافيتريا ليرى ما يحدث فشاهد سائق تاكسى ينهال ضربا على أحدهم ويقول له "يا إرهابى يا ابن الكلب" فقمت بجذب رجل الإرهابى وألقيته أرضا، فقام زميل له بإطلاق النار علينا، لكن أحد أمناء الشرطة تمكن من قتلهم. وقال عز الشافعى، من سكان المنطقة المحيطة بمعبد الكرنك، إنه سمع دوى انفجار هائل وأصوات إطلاق نار، ثم سمع بعدها سيارات الإسعاف تتحرك فى اتجاه المعبد. وقال أحمد الجمل "شاهد عيان"، إن الشرطة فرضت طوقا أمنيا فى محيط المعبد فور وقوع الحادث ومنعت خروج المصريين والأجانب، إلى أن انتهت الاشتباكات مع الجناة. حصيلة الحادث وقالت الدكتورة ناهد محمد أحمد، وكيلة وزارة الصحة بمحافظة الأقصر، إن الحادث أسفر عن مقتل منفذ التفجير الذى تحول جثمانه إلى أشلاء صغيرة، وقتيل مجهول الهوية، وإصابة ضابط وأمين شرطة وشخصين مجهولين، يرجح أنهما من المهاجمين لإصابتهما بطلقات نارية. وأكد المصدر الطبى عدم وجود أى إصابات بين زوار المعبد من الأجانب والمصريين. ولم تمنع تلك الأحداث زيارة رئيس البنك الدولى، حيث وصل إلى الأقصر فى الثانية ظهرا بعد انتهاء لقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقام بزيارة مركز شباب النوبة بالطود ومعبد الأقصر. أسماء المصابين فى التفجير الإرهابى أكدت الدكتورة ناهد محمد أحمد، وكيل وزارة الصحة بالأقصر، أن سيارات الشرطة حملت بعض المصابين إلى مستشفى الأقصر الدولى، وهم الرائد محمد عزمى من قوة تأمين شرطة السياحة بالمعبد، الذى تعامل مع الإرهابيين ودخل العناية المركزة وحالته مستقرة، وأمين شرطة محروس أمين، وهو مصاب بإصابة طفيفة بالوجه وحالته جيدة، بالإضافة إلى الإرهابى رمضان فهيم المصاب بطلق نارى فى الرجل، وتم القبض عليه من قبل الأهالى وسلموه للشرطة. كما أكد شهود العيان أن الإرهابى الآخر مجهول ومصاب بطلق نارى فى الرأس و يرقد فى غيبوبة.
الأهرام ترصد 8 مشاهد تحكى سيناريو الجريمة كتب - اسامة الهوارى وعبد الحق جاد:
رصدت الاهرام 8 مشاهد رئيسية من خلال شهود عيان داخل معبد الكرنك تخللت الحادث الارهابى الفاشل على المعبد بمنطقة انتظار السيارات والبازارات امس والذى انتهى بمقتل اثنين من الارهابيين وإصابة الثلاث احدهم فجر حزامه الناسف ليتحول الي اشلاء المشهد الأول : قرابة 600 سائح من جنسيات مختلفة من المان وفرنسيين يترجلون داخل معبد الكرنك ويلتقطون عددا من الصور ويستمعون الى شرح المرشدين السياحيين. المشهد الثانى : سائق تاكسي بيجو "7 راكب" يحمل ارقام8634 ص ق ط يصل بثلاث اشخاص يحملون حقائب ويرتدون قبعات "كاب" اعلى الرأس يقف لينزل مستقليه أمام ساحة البارك امام معبد الكرنك يرتد السائق رمضان الى أحد افراد الشرطة محذرا من ان الركاب الذين كان ينقلهم يساوره الشك نحوهم المشهد الثالث : يتحرك الاشخاص الثلاثة ويمرون من المدخل الامامى فجأة يفتحون الحقائب ويخرج اثنان منهم رشاشات واسلحة ويظهر فى المشهد ضابطان أحدهما برتبة كبيرة بمسدسه الميرى والى جواره ضابط مباحث يدعى على عسران ليصيبوا احد الارهابيين فى كتفه ليقوم الارهابى الثانى باطلاق النار على رأس زميله للتخلص منه بعد مشاهدته اصابته وقبل ان يلتفت للضابط خالد كانت رصاصة الضابط الثانية تسقطه مضرحا فى دمائه مصابا بجوار زميله ويصاب عامل الحمامات الملاصقة لمسرح الحادث فى قدمه المشهد الرابع : اشلاء متناثرة للإرهابي الثالث بعدما فجر حزامه الناسف بجوار منطقة دورات المياه ولم يتبق سوى اشلاء جسده تعلوا لافتة ال w c المشهد الخامس : عمال البازارات والسائقون يقبلون رأس الضابط خالد والرائد على عسران اللذين وقفا بجسارة ليتصدوا للارهابيين وعلى الجانب الآخر مصطفى وزيرى مدير آثار الاقصر يبكى "حرام" مصر متستحقش كده مرددا ده كفر المشهد السادس : النيابة والامن يعاينون موقع الحادث ويقفون امام اشلاء الارهابى الذى فجر نفسه بحزام ناسف وكان مكان الجزء الاكبر منها بجوار دورات المياه والمراحيض العمومية وأعلى لافتة wc المشهد السابع : الوفود السياحيه تواصل جولتها بمعابد هابو والبر الغربى فى حين تعاين النيابة موقع الحادث. المشهد الثامن : داخل مستشفى الاقصر الدولى حيث يرقد الرائد محمد عزمى من قوة تأمين شرطة السياحة بالمعبد الذين تعاملوا مع الارهابيين تم اصابته باختناق وامين شرطة محروس امين اصابه طفيفة بالوجة من تناثر زجاج والارهابى رمضان فهيم مصاب بطلق نارى فى القدم .
الأزهر يدين العملية الإرهابية بالأقصر ويشيد بيقظة الشرطة كتبت- مروة البشير: أدان الأزهر الشريف العملية الإرهابية التى كانت تستهدف معبد الكرنك بمحافظة الأقصر . كما أشاد الأزهر، فى بيان أمس، بيقظة قوات الشرطة التى نجحت فى إحباطها والتصدى للمخربين، مما أدى إلى حماية أرواح العديد من الأبرياء، مؤكدًا أن كل هذه المحاولات التى تستهدف زعزعة أمن واستقرار الوطن، وضرب السياحة، لن تنال من إرادة الشعب المصرى ومن تطلعاته للبناء والتنمية. ويُذَكِّر الأزهرُ الشريف الشعبَ المصرى بأن هذا العمل الإرهابى الجبان، الذى يتزامن مع انعقاد مؤتمر "التكتلات الإفريقية" فى مدينة شرم الشيخ بهدف دعم الاقتصاد المصرى وسط حضور قادة ورؤساء حكومات عدد من الدول الإفريقية، لهو دليل واضح على أن الإرهاب الغاشم لا يريد الخير لأبناء هذا الوطن، ولذا يطالب المصريين جميعًا بضرورة التكاتف لمواجهة كلِّ ما مِن شأنه الإضرار بالوطن ومقدراته، والتصدى لقوى الشر والإرهاب التى تستهدف الجميع بلا استثناء.
المفتى: جريمة تستلزم خوض معركة الحق ضد الإرهاب كتب إبراهيم عمران: أدان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بشدة العملية الإرهابية الخسيسة التى حاولت استهداف عدد من السائحين، أمس، فى معبد الكرنك بالأقصر، مؤكدا أن المصريين جميعا علي قلب رجل واحد في استئصال سرطان الإرهاب من أرض الكنانة . وشدد مفتي الجمهورية في تصريحات له من كازاخستان على هامش مشاركته في فعاليات قمة الأديان، علي أن مصر تواجه حربا شرسة مع الجماعات الإرهابية التي تسعي لخلق حالة من الفوضي في المنطقة بأسرها، وأن وجود الإرهابيين والمتطرفين وما يرتكبونه من جرائم علي أرض الكنانة يحتم علينا خوض معركة الحق ضد الإرهاب إلي نهايتها.
الآثار: منطقة الكرنك آمنة كتب - محمد عبد المعطى ورنا جوهر: ألغت أمس وزارة الآثار المؤتمر الصحفى للوزير الدكتور ممدوح الدماطى لسفره للأقصر لمتابعة تداعيات الحادث الإرهابى الذى وقع فى الساحة الخارجية لمتحف الكرنك ومن جانبه، أكد الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن منطقة آثار الكرنك آمنة، ولم يصبها أى ضرر جراء الانفجار الإرهابى الذى استهدف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك بالأقصر. وأوضح أمين أن الانفجار وقع فى الساحة الخارجية بعيدا عن المنطقة الأثرية، وأن شرطة الآثار تقوم بدورها الكامل لحماية المنطقة الأثرية. وأوضح مصدر مسئول بمنطقة آثار الأقصر، عدم وقوع أى إصابات فى صفوف السائحين، فيما تم نقل الإرهابيين إلى المستشفى وسط تشديدات أمنية مكثفة.
وزير السياحة يبعث برسالة طمأنة للعالم كتبت - رشا أبو المجد: أدان وزير السياحة، خالد رامى، الحادث بشدة، واصفا إياه بالغاشم الخسيس، وأنه لن يثنى الحكومة والشعب فى اجتثاث جذور الإرهاب، وأنه عبر التاريخ لم تستطع أى جماعة إرهابية أن تهزم شعب أو تثنيه عن استكمال مسيرته فى البناء والنماء، مشيدا بجهود الشرطة فى تصديها للحادث بحرفية عالية. يشار إلى أن وزير السياحة غادر إلى الأقصر أمس للتنسيق مع كافة الاجهزة المعنية ومحافظ الاقصر محمد بدر لبعث رسالة طمأنة للعالم. كانت غرفة عمليات إدارة الازمة بوزارة السياحة، قد انعقدت فور وقوع الحادث، وهناك اتصال دائم وتنسيق قائم مع كافة أجهزة الدولة المعنية للوقوف على تداعيات الأمر.