أجمع خبراء الأمن ان العمليات التي يشهدها العالم الآن بسبب الضغوط التي يتعرض لها الارهاب في سوريا وليبيا مشيرين إلي ان حماية مصر من العمليات الارهابية ليس بالمواجهة الأمنية فقط بل بالمواجهة الفكرية ومن خلال محاور ستة السياسة والاقتصادية والدينية والاجتماعية والثقافية وثقافة تقبل الآخر موضحين ان الشرطة عليها عبء كبير في حماية الأمن الداخلي بتطوير المنظومة الأمنية من خلال الاجهزة الحديثة الخاصة بالرصد والتتبع لمنع حدوث الارهاب لتبادل المعلومات والخبرات وتسليم المطلوبين والمتورطين في الأعمال الارهابية. يقول اللواء فؤاد علام - الخبير الأمني - مكافحة الارهاب لن تتم بالمواجهة الأمنية فقط بل تتم عن طريق المنظومة العلمية عبر ستة محاور سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي واعلامي وديني. للأسف نحن لا نحارب الارهاب فكل ما يقوم به الأمن هو محاولة احباط مجموعات من المخططات الاجرامية وليس محاربة الارهاب وبتطبيق المنظومة بكل محاورها بتكليف مجموعات من الوزارات بواجبات محددة للقيام بها ففي هذه الحالة سنواجه الارهاب. ويري علام انه بدون التعاون مع الاجهزة العالمية سنقع في خطر غير طبيعي لأن العالم لا يحارب الارهاب بل هو مغذي له فلابد ان نعتمد علي أنفسنا كدول عربية ولابد ان يدرك العرب ان عليهم الدور فلا يوجد دولة سيتم استثناؤها من الارهاب والمؤامرات العالمية وقهر المنطقة لتبقي إسرائيل الدولة الوحيدة في هذه المنطقة. ويشير اللواء اشرف السعيد الخبير الأمني إلي انه يجب ان نربط بين حادثة الكنيسة البطرسية وحادث اغتيال السفير الروسي فالرابط بينهما ان من قام بهذه العمليات شباب صغير لا يتجاوز سنه عن 22 سنة غير ناضج فالواضح هو استقطاب الشباب لتلك العمليات الارهابية العالمية ويتم تحريكه بدون أي وعي فكل وما يحدث هو تقصير من مشايخ الأزهر الذين لا يقومون بدورهم المنوط بهم في نشر الدعوة الصحيحة والتوعية بالإسلام الصحيح موضحا ان محاربة الارهاب يبدأ من معالجة الفكر الديني وأن نعيد تربية الشباب بالتوعية الدينية الصحيحة فالإسلام لا يدعو إلي العنف فلابد من تقبل ثقافة الآخر ولكن ما يحدث الآن "ان كل ما هو ليس علي ديني هو كافر". ويضيف اللواء عبدالرحيم السيد الخبير الأمني علينا ان نعلم ان الارهاب ليس قاصرا علي المنطقة العربية بل هو ممتد إلي كل ربوع العالم ولن تسلم منه دولة مهما كانت لديها من اجهزة مخابراتية أو أمنية لأن الارهاب اصبح يضرب أوروبا وأمريكا وكل العالم ولكن لابد ان نوضح من هو المستفيد من الارهاب قبل مواجهته ومن الذي يعمل علي ظهور الكيانات الارهابية ولمصلحة من تعمل فالشرق أصبح مصدر لتفريغ الارهابيين الذين يتلقون الدعم المالي واللوجستي من أجهزة مخابرات عالمية ولابد من قطع هذه الامدادات بكافة السبل والا تكون المواجهة أمنية فقط بل يجب ان تعمل الدولة المصرية علي اعادة النظر في التعامل مع المعارضين لها والمختلف معها في الرأي فلا يصح ان تتهم كل معارض لها أو مخالف لها في الرأي علي انه خائن للوطن وهذا تصور خطير جدا يجعل كل من يخالف الحكومة في رأيها معاد لها ويمكن ان يتهم بالعمالة لدولة اخري أو محرض علي الدولة وكل هذا لا يصب في صالح البلد بل علي العكس يصب في مصلحة الارهابيين الذين يتخذون من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد فرصة لضرب الاستقرار لذا يجب علي الدولة ان تحارب الارهاب ليس بالمواجهة الأمنية فقط بل يجب عليها ان تحقق العدالة الاجتماعية والتعامل مع الرأي الآخر المخالف لها بكل موضوعية. ويضيف اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني لمواجهة الارهاب لابد من تكاتف المجتمع ومواجهة الفكر بالفكر ونبذ الافكار الهدامة والمغلوطة عن كتب التراث ويجب توعية الشباب من مخاطر الانسياق خلف رجال الدين المعروفين بتشددهم وتفسيرهم للآيات والأحاديث بطريقة تحط من شأن الأديان الأخري فلابد من وجود ثقافة جديدة بين الشباب كافة لتصحيح المفاهيم الدينية بين كافة اطياف المجتمع. ويري اللواء نبيل لوقا - الخبير الأمني - ان مكافحة الارهاب لن يتم الا من خلال منظومة أمنية متكاملة يشترك فيها الأمن والمواطن فلابد من المواطن ان يقوم بالتبليغ عن أي شكوك لديه في شخص أو مجموعة قد يترآي له انه قد تقوم بعمل إرهابي ولابد من تركيب كاميرات مراقبة في الأماكن العامة لرصد كل كبيرة وصغيرة داخل وخارج الأماكن وبالنسبة للعالم لابد من اتحاد اجهزة المخابرات العالمية من خلال تبادل المعلومات وتسليم المطلوبين عن طريق الانتربول الدولي ولابد من المحاكمات السريعة لتخصيص دوائر للإرهاب لعي ان يقوم الحكم النهائي من خلال شهرين علي الأكثر وعند قبول الطعن لا تعود لدائرة أخري بل تكون محكمة النقض هي محكمة الموضوع وعليها اصدار الحكم الفوري.