المجر.. حزب أوربان يحتفظ بالصدارة ويفقد مقاعد بانتخابات البرلمان الأوروبي    استشهاد عدد من الفلسطينيين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في غزة    ترامب يطالب بايدن بإجراء اختبار لقدراته العقلية والكشف عن وجود مواد مخدرة في جسمه    الزمالك: شيكابالا أسطورة لنا وهو الأكثر تحقيقًا للبطولات    الكشف على 1346 مواطنا خلال قافلة طبية مجانية بقرية قراقص بالبحيرة    آخر تحديث.. سعر الذهب اليوم الاثنين 10-6-2024 في محلات الصاغة    خالد البلشي: تحسين الوضع المهني للصحفيين ضرورة.. ونحتاج تدخل الدولة لزيادة الأجور    بدء عمل لجنة حصر أملاك وزارة التضامن الاجتماعي في الدقهلية    دعوة للإفراج عن الصحفيين ومشاركي مظاهرات تأييد فلسطين قبل عيد الأضحى    البابا تواضروس يصلي عشية عيد القديس الأنبا أبرآم بديره بالفيوم    "ده ولا شيكابالا".. عمرو أديب يعلق على فيديو مراجعة الجيولوجيا: "فين وزارة التعليم"    أمر ملكى سعودي باستضافة 1000 حاج من ذوى شهداء ومصابى غزة    يمينية خالصة.. قراءة في استقالة "جانتس" من حكومة الحرب الإسرائيلية    شقيقة كيم تتوعد برد جديد على نشر سيول للدعاية بمكبرات الصوت    غداً.. مصر للطيران تنهي جسرها الجوي لنقل حجاج بيت الله الحرام    أحمد دياب يكشف موعد انطلاق الموسم المقبل من الدوري المصري    ميدو: مباراة بوركينا فاسو نقطة تحول في مسيرة حسام حسن مع المنتخب    ليفربول يعلن إصابة قائده السابق ألان هانسن بمرض خطير    بالأسماء.. إصابة 14 شخصاً في حادث انفجار أسطوانة بوتاجاز في المنيا    الحكم على طعون شيري هانم وابنتها على حبسهما 5 سنوات.. اليوم    مواعيد امتحانات الدور الثاني لطلاب المرحلة الإعدادية بالإسكندرية    «لا تنخدعوا».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم في مصر (موجة حارة شديدة قادمة)    «كنت مرعوبة».. الفنانة هلا السعيد عن واقعة «سائق أوبر»: «خوفت يتعدي عليا» (خاص)    53 محامٍ بالأقصر يتقدمون ببلاغ للنائب العام ضد عمرو دياب.. ما القصة؟| مستند    لميس الحديدي: عمرو أديب كان بيطفش العرسان مني وبيقنعني أرفضهم قبل زواجنا    ضمن فعاليات "سيني جونة في O West".. محمد حفظي يتحدث عن الإنتاج السينمائي المشترك    ضياء رشوان ل قصواء الخلالي: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسُحقنا    أحمد عز يروج لدوره في فيلم ولاد رزق 3 قبل عرضه في عيد الأضحى    هؤلاء غير مستحب لهم صوم يوم عرفة.. الإفتاء توضح    عند الإحرام والطواف والسعي.. 8 سنن في الحج يوضحها علي جمعة    أدعية مأثورة لحجاج بيت الله من السفر إلى الوقوف بعرفة    دعاء رابع ليالي العشر من ذي الحجة.. «اللهم اهدني فيمن هديت»    المنوفية في 10 سنوات.. 30 مليار جنيه استثمارات خلال 2014/2023    وصفة سحرية للتخلص من الدهون المتراكمة بفروة الرأس    عددهم 10 ملايين، تركيا تفرض حجرًا صحيًا على مناطق بالجنوب بسبب الكلاب    الانفصاليون الفلمنكيون يتصدرون الانتخابات الوطنية في بلجيكا    برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في القاهرة والمحافظات (رابط متاح للاستعلام)    تحرير 36 محضرا وضبط 272.5 كيلو أغذية منتهية الصلاحية بمدينة دهب    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    بمساحة 3908 فدان.. محافظ جنوب سيناء يعتمد المخطط التفصيلي للمنطقة الصناعية بأبو زنيمة    القطاع الديني بالشركة المتحدة يوضح المميزات الجديدة لتطبيق "مصر قرآن كريم"    المستشار محمود فوزي: أداء القاهرة الإخبارية مهني والصوت المصري حاضر دائما    حلو الكلام.. إنَّني أرقص دائمًا    سقوط 150 شهيدا.. برلمانيون ينددون بمجزرة النصيرات    مقتل مزارع على يد ابن عمه بالفيوم بسبب الخلاف على بناء سور    نقيب الصحفيين: نحتاج زيادة البدل من 20 إلى 25% والقيمة ليست كبيرة    "صحة الشيوخ" توصي بوضع ضوابط وظيفية محددة لخريجي كليات العلوم الصحية    تعرف على فضل مكة المكرمة وسبب تسميتها ب«أم القرى»    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحى ما زال يخضع للتحقيق حتى الآن    عمر جابر: سنفعل كل ما بوسعنا للتتويج بالدوري    اتحاد الكرة يكشف تطورات أزمة مستحقات فيتوريا    عوض تاج الدين: الجينوم المصرى مشروع عملاق يدعمه الرئيس السيسى بشكل كبير    مصر في 24 ساعة| لميس الحديدي: أصيبت بالسرطان منذ 10 سنوات.. وأحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة    لميس الحديدي تكشف تفاصيل تهديدها بالقتل في عهد الإخوان    شعبة الدواجن: حرارة الجو السبب في ارتفاع أسعارها الأيام الماضية    محافظ المنوفية يفتتح أعمال تطوير النصب التذكاري بالباحور    "ابدأ": 70% من المشكلات التي تواجه المصنعين تدور حول التراخيص وتقنين الأوضاع    الطالبات يتصدرن.. «أزهر المنيا» تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثقافة سلاح فعال لردع الإرهاب

كان رد الفعل المصرى قويا وحاسما على الفعلة الخسيسة التى ارتكبها أعضاء التنظيم الوحشى المعروف باسم «داعش» بشأن مواطنين مصريين أبرياء تغربوا من أجل لقمة العيش، ومع هذا لم يرحم الإرهابيون توسلاتهم، ولهذا كان رد الفعل المصرى سريعا ويكشف عن نخوة المصريين ورجولتهم.. مثقفون مصريون باركوا لنا رد الفعل المصرى ووصفوه بأنه أثلج صدورهم وصدور المصريين أيضا، ورأوا أن الدولة ممثلة فى قواتها المسلحة المصرية رفعت رأسهم «بالبلدي» ولكنهم فى حديثهم معنا طالبوا الدولة بألا تكتفى بالحل الأمنى فقط فى مواجهة الإرهاب الذى أصبح يحاصرنا فى الداخل والخارج، واقترحوا حلولا على طريق المواجهة تبدأ بالتعليم ومواجهة الفكر المتطرف بالثقافة، لأنها الوسيلة المثلى لمحاربة التطرف واقتراحات أخرى وضعوها معنا أمام الدولة المصرية التى لن تركع أبدا.

• قضية عادلة
الفنان والناقد عز الدين نجيب قال لنا بوضوح: مثلى مثل كل المصريين أثلجت صدرى الضربة الجوية بعد الفعلة الخسيسة التى قام بها تنظيم داعش ضد المصريين، وقد أزالت هذا العار، وهو ما يعطى للعسكرية المصرية شرفها المستحق ويرد على الكثيرين من دعاة المصالحة والحلول الناعمة أو الانعزال والبعد عن استفزاز الآخرين مما يردده بعض منظمات المجتمع المدنى التى تدعى مراعاة حقوق الإنسان، لكنى فى الوقت ذاته أرى أن ما تم يجب أن يكون فى إطار استراتيجية طويلة المدى، لأن الإرهاب ليس حادثا عابرا وإنما سوف يستمر طويلا، خاصة أن لنا مليون مصرى فى ليبيا.. مما يؤشر على إمكانية تكرار مثل هذا الحدث الإرهابى ولن نكون فى موقف القوة إذا أصبحنا فى موقف رد الفعل، لهذا لابد أن تكون هناك استراتيجية عسكرية وسياسية تعمل على محورين، الأول هو إجلاء المصريين الموجودين فى ليبيا، والثانى أن تتجه الاستراتيجية إلى تجفيف منابع الإرهاب وليس ضربة هنا أو ضربة هناك، ولكن أن تكون مخططة لضرب كل منابع هذا التنظيم الإرهابى خاصة أنه ليس موجودا فى ليبيا فقط وإنما هو مستنقع يجمع كل دعاة التطرف الداعشى من جميع الدول المجاورة، ولهذا لابد أن تعمل مصر مع مختلف الدول العربية والعالمية معا فى شكل استراتيجية موحدة عندئذ نكون تخطينا حكاية اتهام مصر بالعدوان على دولة مجاورة وتصبح قضيتنا أمام العالم عادلة وبذلك نستطيع أن نقضى على الإرهاب.
• معركة واجبة
أما الكاتب سمير غريب، فأكد أن هذه الضربة فرضت على مصر، فالمعركة مع داعش فى ليبيا واجبة، لأنها عمق مباشر لمصر وامتداد جغرافى لمطروح وطوال عمر العلاقات بين مصر وليبيا مفتوحة منذ أيام الفراعنة، هناك اختلاط الأنساب بين المصريين واللليبيين والصيادون لا يعرفون الحدود بين البلدين، ولهذا أقول إن تأمين مصر يبدأ من ليبيا كما أن التأمين الداخلى الليبى له علاقة بمصر، وبالتالى لا يمكن أن يعيش المصريون وهناك خطر يتهددهم فى ليبيا والليبيون يعلمون ذلك والدليل أن معظم الشعب الليبى أدان قتل المصريين.
ويرى أن المعركة مفروضة علينا طالما هناك خطر يهددنا، وعندما يزول الخطر تتوقف المعركة، وهناك فرق بين الإرهاب الداخلى الذى نواجهه وبين الإرهاب الأجنبى مثل داعش وهو تنظيم يضم جنسيات مختلفة، ولهذا يجب القضاء عليه، أما الدواعش الذين يؤمنون بفكر التنظيم.. فيجب أن نتعامل معهم داخل دولهم، وبالتالى التعامل الثقافى مهم، وأرى أن الثقافة لابد أن تكون مشروع مصر القومى الأول، لأن الثقافة تستطيع أن تتعامل مع الأفكار المتطرفة والتخلف المجتمعي، وهى شرط من شروط تقدم المجتمعات ولابد أن تكون سلاحك الأول لتغيير فكر المواطنين، وأى وسائل أخرى يجب أن تأتى بعد الثقافة، سواء كانت الداخلية أو الجيش وإلا فلن تحقق الهدف وهذا رأى العلم والتاريخ والدول التى سبقتنا وكانت تعانى من الإرهاب فى يوم ما.
• مطالب مهمة
وأكد د. فريد فاضل فنان تشكيلي، وهو مصرى مسيحى بالمناسبة - أنه يؤيد تماما الضربة التى قامت بها القوات المسلحة المصرية لأن ما حدث تهديد للحدود، خاصة أن ليبيا الآن كدولة فقدت السيطرة تماما، ولكنه يرى أن الإرهاب الموجود ليس وليد لحظة وأنه أكبر من مجرد شباب غرر بهم، ولهذا يجب أن نعرف من وراء هذه العمليات الإرهابية ونوقن أن ربنا موجود وممكن دول قوية تسقط فى ثانية مهما علا دور أجهزة المخابرات بها.
ويرى أن ما نحتاجه كدولة فى الفترة القادمة أن نعمل على تثقيف الشباب وتربيته من خلال تصحيح الأخطاء الدينية المغلوطة والقضاء على كل ما يزيد البغض والعنف بين الناس والتركيز على الآيات التى تحض على الرحمة والتسامح وقبول الآخر وأن يحرص الناس العاديون على أن يستقوا دينهم من المصادر الصحيحة وأن يعلموا أن الذى ينصب نفسه «إله» ليست له علاقة بربنا وأن من يحكم على القلوب هو الله، ولابد أن تتغير كل هذه المفاهيم لأنها مغلوطة وتجد صدى مع وجود الفقر والجهل والعشوائيات التى تفرز لنا مواطنين جاهزين ليكونوا مشروعا إرهابيا، ومن هنا فإن هناك بعدا اجتماعيا للموضوع لا يجب أن نغفله.
• مشروع اجتماعي
وبحزن قال لنا د. كمال مغيث الباحث فى العلوم التربوية والسياسية: ما فعله داعش فى أولادنا يعبر عن أقصى درجة من الخسة والانحطاط وانعدام الرجولة وبالبلدى «حرق قلوبنا» والضربة الجوية بردت قلوب الناس وحسستهم أن الافتراء لن يستمر إلى النهاية وأن المعتدى الآثم لابد أن يدفع الثمن، وكانت هذه الضربة موفقة للغاية وأشعرت الناس أن لهم درعا يدافع عنهم ولكن عندى ملاحظتين: الأولى أننا ينبغى أن نضع فى اعتبارنا أن هناك مئات الآلاف من المصريين فى ليبيا ممكن أن يتعرضوا لأذى داعش وحلفائها، والثانية أنه لا الأمن ولا القوات المسلحة هما المنوط بهما مواجهة الإرهاب بل منوط بهما مواجهة نتائج الإرهاب مثل «قنابل - نقل سلاح - القبض على الإرهابيين» إنما الإرهاب نفسه فى حاجة إلى خطة ثقافية تبدأ من التعليم وتنتهى بمشروع اجتماعى كامل.
• احذروا
وترى الكاتبة فريدة النقاش: لقد كان من الضرورى هذا العمل فهو عمل حازم وضرورى وحكيم فى نفس الوقت، لأن مصر نسقت مع الجانب الليبى، وبالتالى فليس هناك أى اختراق للحدود الليبية فى أراضيها، فهذه مجرد بداية لمواجهة داعش التى تعيش فى منطقة درنة، والجيش المصرى الحر صنيعة الإخوان ومهمته أن يقوم بعملية استنزاف لمصر منذ أن سقط حكم الإخوان، وبالتالى أتوقع أن يكون هناك تطور فى الأحداث.
وترى أن المواجهه الأمنية فقط لاتكفى فقد أصبح شائعا ومتعارفا عليه فى الأوساط حتى الشعبية أن مجابهة الإرهاب تتطلب العمل فى شكل منظومة متكاملة بجانب العمل العسكري.
وأكد الكاتب صلاح عيسى أن الرد المصرى جاء قويا على ما ارتكبه الداعشيون الذين لا يراعون أى حرمة لا دينية ولا أخلاقية، ولاتوجد أى ردود أخرى سوى ما فعلته قواتنا المسلحة، رافضا فى الوقت نفسه مبدأ التحاور مع منظمات إرهابية، ومشيرا إلى أن مصر استعادت ريادتها وقوتها بما فعلته مع هولاء الإرهابيين، ناصحا الجميع بأنه يجب أن ننتبه للمخاطر التى تتعرض لها مصر ونعمل على وأدها سواء كانت هذه المخاطر داخلية أو خارجية.
أما رسام الكاريكاتير أحمد عبدالنعيم، فأكد أن الضربة جاءت فى وقتها الصحيح، وقد أثلجت صدورنا جميعا فلأول مرة منذ زمن نشعر أن هناك تفكيرا سديدا وحكيما فالقيادة المصرية لأول مرة تدير الأزمة بشكل جيد، فما أن عرض فيديو داعش حتى اجتمع مجلس الوزراء ثم اجتمع مجلس الدفاع الوطنى ثم خرج علينا رئيس الجمهورية بقرار الضربات.
فرد الفعل جاء سريعا ولم يخرج علينا الرئيس بتصريحات عنترية لكن خرج علينا بفعل حاسم.
ونوه عبدالنعيم إلى أن الأرقام الرسمية تقول إن هناك 800 ألف مصرى والأرقام غير الرسمية تقول اكثر من مليون و200 ألف، لذلك لابد أن يراعى ان يكون مؤمناً عليهم جيدا وأن يتم تخصيص جسر لنقل العمالة المصرية بشكل آمن وأن تستوعب الحكومة المصرية العمالة العائدة، فلاتحدث أزمة بطالة ويلجئون من جديد للبحث عن لقمة العيش.
• فرحة سيناوية
واتفق معه مصطفى بكير الفنان التشكيلى السيناوي، مؤكدا أن القرار أثلج صدور السيناوية والمصريين جميعا وامتص الغضب بشكل كبير، فلقد أثبتنا للجميع أن المصريين دمهم غال وأننا أحفاد الفراعنة ولن نترك أحفادنا لداعش وأن رجال القوات المسلحة المصرية نسور يقفون بصلابة أمام أى أزمة ولا يهابون الموت ولا تهزمهم الشدائد، فهى رساله واضحة للإرهاب وللعالم أجمع ولكل من تسول له نفسه التعدى على ظفر مصري.
وأكد بكير ضرورة استمرار مشاركة مصر فى ضرباتها العسكرية، حتى يتم القضاء على التنظيم نهائيا، مضيفا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية أمر طبيعى ومتوقع، لافتا إلى أنها نوع من أنواع تخفيف الألم على أهالى الضحايا.
• سيناريوهات المواجهة
وقال المؤرخ أحمد كمالى إن الضربة التى وجهها الجيش المصرى لداعش سليمة مائة فى المائة، لأننا فى النهاية نحمى أولادنا وقد أثلجت الضربة صدورنا، والتحركات العسكرية لمصر مفروضة وضرورية وحاسمة، ولابد أن نعتبرها نوعا من التدريب لكى نتأهل فى الفترات المقبلة لمزيد من الضربات فمصر تواجه حربا إرهابية غاشمة تتطلب التحضير، فلدينا مئات الآلاف من المصريين فى ليبيا وقد يواجهون خطورة، ويتطلب ذلك أن تبقى مصر قوية وأضاف أن الضربة هى بداية استعداد أن تعود مصر لدورها الريادى فى المنطقة، وأن تكون صمام الأمان الذى يحمى إفريقيا والوطن العربى كله، فدائما ما نقول إن أمن الخليج من أمن مصر وأمن الوطن العربى كله يتوقف على مصر حتى إفريقيا، لذلك فالضربة أمر كان لابد منه.
وأوضح أنه على مدار التاريخ واجهنا الإرهاب وتعرضنا لمختلف أشكال العدوان، وداعش ليست التحدى الوحيد الذى قابل مصر، فعلى مدار التاريخ كان هناك اضطهاد دينى ففى العصر الأيوبى كانت هناك طائفة الحشاشين الذين كانوا يغتالون الشخصيات المسلمة فى الحروب الصليبية، وجماعه القرامطة الذين كانوا معاول هدم لدول الإسلام.
وما ينقصنا هو وضع سيناريوهات لمواجهة هذا الإرهاب، فماذا بعد الضربة الجوية، فالغرب يتفوق علينا فى تحديد السيناريوهات، والمواجهة تكون بعدة وسائل ليست عسكرية فقط لكن فكرية أيضا.. إلى جانب ضرورة حماية الجبهه الداخلية لمصر.
• كيف نواجه الإرهاب؟
وفى رأى عمار على حسن الباحث السياسى المعروف أن هناك اتفاقا بين الخبراء والعلماء على أن الإرهاب فعل عنيف منظم وسرى ومخطط، وله هدف محدد ذو طابع سياسى وجنائى معاً، ترتكبه مجموعة أو حركة أو تنظيم، ويتم فيه استعمال القوة أو التهديد بها وإثارة الخوف والرهبة، وهو وسيلة للقتال العشوائى لا تحدها قيود إنسانية ولا يمكن التنبّؤ بها، قد تكون تكتيكاً أو استراتيجية، تتضمّن الإكراه والابتزاز والحض على الإذعان، فى ظل دعاية مدبّرة. وضحايا الإرهاب قد يكونون أبرياء من المدنيين غير المقاتلين أو المحايدين غير المنخرطين فى عمليات القتال أو المواجهة المسلحة.
ويرى أن السؤال الذى يطرح نفسه فى هذا المقام هو: كيف نواجه الإرهاب؟ والإجابة هى أن هناك طريقتين، الأولى دفاعية والثانية هجومية. فى الأولى نحن نحصّن مواقعنا وشوارعنا ومنشآتنا ونفرض حراسة مشدّدة على الأشخاص المطلوب قتلهم، فلا نجعلهم صيداً سهلاً للإرهابيين. وفى الثانية نذهب إلى الجحور التى يختبئ فيها هؤلاء القتلة فنخرجهم منها صاغرين، وهذا أمر يتطلب جمعاً لمعلومات كافية عنهم، ووجود خطط محكمة للوصول إليهم.
ويؤكد ان كلتا الطريقتين هما محض تدبير قصير الأمد، يغلب فيه الطابع الأمنى على ما عداه، وهذا لا يمكن أن يشكل حلاً ناجعاً ومستقراً، وهو إن كان لا غنى عنه فى المواجهة العاجلة والتكتيكية للإرهابيين، فإنه لا بد من وضع استراتيجية للقضاء على الإرهاب أو تخفيف حدته وضرب أهدافه بعيدة المدى، وهذا لن يتم إلا من خلال تعليم يعلم أولادنا «أسس التفكير العلمى»، لأن الإرهابيين يصطادون من يسلمون بكل ما يقال لهم، وأذهانهم مغيبة أو غير قادرة على التمييز والتحليل، ومن خلال ثقافة تنتصر للقيم الإيجابية والمعتدلة، ومن خلال إصلاح دينى تأخر طويلاً، وإلى جانب كل هذا يجب أن تكون هناك خطة لتنمية مجتمعاتنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، لأن الإرهاب يقتات على الفشل.
• نقحوا التراث
وبارك الكاتب الكبير يوسف القعيد الضربة التى قامت بها قواتنا المسلحة ضد داعش، لافتا إلى أنه علينا أن نأخذ تجديد الخطاب الدينى بجدية أكثر، وأن نعمل على الأربعة القرون الأولى فى حياة الإسلام التى حولها جدل كبير، حتى يتم توضيحها للناس بشكل كامل وصحيح..مشيرا إلى أن هناك مفتيا للخير يعمل على توصيل الأمة إلى بر الأمان، وهناك مفتيا آخر للشر يقوم بتفصيل الفتاوى على المقاس مثل «الترزي» وهو من تتبعه جماعة تنظيم داعش الإرهابية.
وكان الروائى الكبير جمال الغيطانى قد أدان المجزرة التى قام بها تنظيم داعش بذبح 21 مصريا فى ليبيا وغيرها من المذابح التى تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية، مؤكدا أن الأساليب التى تستخدمها داعش مأخوذة من كتب التراث التى لابد من إعادة النظر فيها، كما أنهم يرجعون لفتاوى وأحاديث غير صحيحة مصدرها فى صحيح البخاري، وأنه لم يأت فى القرآن الكريم آية تثبت أن النبى محمد بعث بالسيف.
وأكد جمال الغيطاني، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية طالب بإعادة النظر فى الأصول الفكرية وليس الدين، التى أصبحت متناقضة مع العصر، كما أن ظهور فتاوى غير صحيحة هى السبب فيما نحن فيه، مؤكدا أنه يجب إعادة النظر فى الأصول الفكرية التى تؤدى إلى كوارث عن طريق داعش والنصرة وبيت المقدس، وهؤلاء يتبعون نفس النهج والأسلوب•

بيان وزارة الثقافة
أصدرت وزارة الثقافة - ردا على ما فعله تنظيم «داعش» الإرهابي، حول إعدام 21 مصريًا فى ليبيا - بيانًا أدانت فيه هذا الفعل الإجرامي. وجاء فى بيانها أن الدكتور جابر عصفور وقيادات وزارة الثقافة، وجميع العاملين بها، يستنكرون ويشجبون بشدة هذه الجريمة الوحشية التى ارتكبتها يد الغدر والخسة من قبل تنظيم الإرهاب الأسود، وأننا ندين هذه الجريمة البشعة التى راح ضحيتها مواطنون مصريون أبرياء، ونستنكر هذا الصمت العالمى المريب.. وأضاف بيان الوزارة: «نُشهد العالم أجمع أن مصر قيادة وشعبا أكدت منذ سنوات أن الإرهاب لا دين له، ولا وطن، وكل دول العالم، والرأى العام العالمي، مسئولون مسئولية أخلاقية وتضامنية عن تفاقم ظاهرة الإرهاب وتضخم هذه التنظيمات الإرهابية المتعطشة لدماء الأبرياء، فهؤلاء المتوحشون لا يفرقون بين مسلم ومسيحي، ولا عربى أو أجنبي، وعلى كل الدول والشعوب أن تقف إلى جوار مصر فى حربها ضد الإرهاب الأسود». •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.