البحيرة تستعد لانطلاق امتحانات الدور الثاني لطلاب صفوف النقل| صور    الشيوخ اختبار الأحزاب    أكثرمن 130 دبلوماسيًا ألمانيًا يحتجون على سياسة بلادهم تجاه غزة    لها أهداف تحريضية.. الجبهة الوطنية يندد بدعوات التظاهر أمام السفارات المصرية بالخارج    الأهلي يكتسح البنزرتي بخماسية نظيفة في ثاني وديات تونس    الإسماعيلي يفوز على سبورتنج في أول تجارب الفريق بالإسكندرية    أول رد من التربية والتعليم على اتهامات التلاعب في تصحيح نتيجة الثانوية العامة    إنقلاب سيارة بأرض زراعية في البحيرة ونقل مصابين إلى المستشفيات    آمال ماهر تكشف موقفها من التمثيل: «مهنة متعبة جدًا.. أنا هلكت في كليب واحد»    نقابة المهن الأخلاقية!    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    هل يستطيع مجلس الزمالك الاعتراض على قرارات جون إدوارد؟.. سليمان يرد    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    التحالف الوطني للعمل الأهلي: جاهزون لإطلاق قوافل الدعم والمساعدات إلى أهلنا في غزة    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    كيف أحقق الثقة في الله؟.. يسري جبر يجيب    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    دراسة: النوم لأكثر من 9 ساعات يوميا قد يرتبط بمخاطر صحية    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    هبوط سعر الذهب اليوم الجمعة 25-7-2025 وقائمة بأسعار جميع الأعيرة الآن    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    جيسوس يوجه رسالة إلى جماهير النصر    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    وزير الخارجية يفتتح مصنع «سيلتال» المصري لإنتاج الأدوات الكهربائية في السنغال (صور)    «كونغرس العربية والصناعات الإبداعية» يعقد فعالياته في أبوظبي    زيلينسكي: يجب إجراء محادثات على مستوى القادة لإنهاء الحرب مع روسيا    الجيش اللبناني يُشارك في إخماد حرائق بقبرص    وزير العمل عن دمج وتوظيف ذوي الهمم: قضية تحتاج تكاتف المؤسسات    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    الكابتشينو واللاتيه- فوائد مذهلة لصحة الأمعاء    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    ضبط 596 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة خلال 24 ساعة    هل رفض شيخ الأزهر عرضا ماليا ضخما من السعودية؟.. بيان يكشف التفاصيل    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره السنغالي    لتنمية وعي الإنسان.. جامعة قناة السويس تنظم تدريبًا حول الذكاء العاطفي    مواعيد مباريات الجمعة 25 يوليو - الأهلي ضد البنزرتي.. والسوبر الأردني    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    «مشتغلش ليه!».. رد ناري من مصطفى يونس بشأن عمله في قناة الزمالك    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نسور مصر يثأرون
نشر في النهار يوم 17 - 02 - 2015

21 روحًا بشريةً ذُبحت بلا هوادة ولا رحمة ولا إنسانية، وباسم الله "الرحمن الرحيم"، وبدم بارد بث التنظيم الإرهابى "داعش" بياناً عبر اليوتيوب يعلن فيه أنه نفذ هذه العملية انتقاماً من الصليبيين!، ورداً على قتل "الشيخ" أسامة بن لادن.
لم تمر سوى سويعات قليلة وكان رد القوات المسلحة بضربة جوية استهدفت أماكن تمركز داعش فى ليبيا واستتبعتها بتدخلات عبر الحدود البرية, لتأخذ بثأر من قتلوا ولتؤكد للجميع أن الدم المصرى ليس رخيصاً, لكنه غال, وثمنه يتم دفعه فى الحال دون أجل.. "النهار" تناقش فى هذا الملف ردود أفعال السياسيين والمثقفين والخبراء الاستراتيجيين والفنانين فيما حدث والخطوات الواجب اتخاذها دولياً خلال المرحلة المقبلة ..
الرئيس فى الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، ظهر الاثنين الماضى، بزيارة إلى كاتدرائية الكرازة المرقسية في العباسية، لتقديم واجب العزاء في ضحايا عملية الإعدام التي نفذها عناصر تنظيم "داعش" المتطرف في حق 21 قبطياً مصرياً في ليبيا.
وقدم الرئيس العزاء للبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في الضحايا المصريين.
ووجهت مصر، فجر الاثنين، ضربة جوية لأهداف تابعة لتنظيم "داعش" في ليبيا، وذلك عقب ساعات من بث التنظيم الإرهابي لمقطع فيديو يظهر فيه عدد من عناصره وهم يذبحون 21 قبطياً مصرياً كانوا قد خطفوا مؤخراً في ليبيا، ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى توعد القتلة بالاقتصاص منهم "بالأسلوب والتوقيت المناسبين". كما أعلن الرئيس الحداد في البلاد 7 أيام، وسارع إلى إلقاء كلمة قال فيها إن العملية إنما هي حلقة في سلسلة الإرهاب المستشري في العالم، ما يفرض على الجميع استئصال جذوره.
كما قدم الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، العزاء إلى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وضم الوفد المرافق له عباس شومان، وكيل الأزهر، والمستشار محمد عبدالسلام، المستشار القانوني والتشريعي لشيخ الأزهر.
وأصدر الطيب أوامره بإرسال وفد أزهري إلى قريتي العور والسوبي بمحافظة المنيا لتقديم واجب العزاء في أبناء القريتين الذين قتلوا على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، وللتأكيد على وقوف الأزهر بجانب أسرهم في محنتهم ومصابهم الجلل، والتشديد على ثقة الأزهر الشريف في مقدرة أبناء الوطن على تجاوز المحنة وأن دماء الضحايا لن تذهب سدى.
وفي سياق متصل، قام المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، بتقديم واجب العزاء إلى البابا تواضروس الثانى، بمقر الكاتدرائية بالعباسية، في الضحايا. كما قام وزير الدفاع الفريق صدقي صبحي بتقديم واجب العزاء للبابا تواضروس.
وقال محلب إن "من راحوا ضحية العمل البربري الخسيس شهداء للوطن جميعاً، مؤكداً أن المصريين جميعاً مستعدون للتضحية من أجل أن يعيش الوطن، وأن الدولة ستنتصر فى حربها ضد الإرهاب داخلياً وخارجياً".
توحيد جهود الصف العربى الخليجى هو الرد الأمثل
سيطرت حالة من الغضب الشديد على الوسط الثقافى عقب بث فيديو ذبح المصريين المتواجدين فى ليبيا وما ترتب عليه من قيام القوات المسلحة بضربات موجعة للتنظيم الإرهابى "داعش" فى ليبيا، حيث عبر المثقفون عن دعمهم الكامل للقوات المسلحة فى حربها على الإرهاب.
فى البداية، قال الشاعر سمير درويش رئيس تحرير مجلة الثقافة الجديدة السابق: أتمنى ألا تعود الطائرات إلا بعد إخراس تلك الأصوات النشاز ليعلموا أن مصر لا يمكن العبث معها، وأنها تحمى أقباطها قبل مسلميها، لا أريدها ضربة واحدة وكفى.
وأضاف درويش: إذا كنت تريد أن تعرف انتماءك السياسى الحقيقى وقناعاتك المختبئة، فانظر إلى رد فعلك، فإن ضبطت نفسك تتكلم عن الحسابات ومحاولة جر رجل الجيش المصرى لإنهاكه وإغلاق باب المندب، فاعرف أنك ابن حسنى مبارك وحافظ الأسد وأشباههما، هؤلاء الذين يبلعون الإهانات ويتوارون خلف لغة فارغة تتحدث عن الظرف المناسب والمكان المناسب وجر الرجل.
وتابع درويش: هناك أشياء لا تعرف الحسابات ولا تسمع طنطناتها، مثل الكرامة والثأر، والدولة التى لا تثأر لكرامة فقرائها ليست دولة أصلاً، لو استمع لكم جمال عبد الناصر لما أمم قناة السويس، ولو استمع السيسى لما صار رجلاً.
أما الشاعر محمد الحمامصى فقال: إن الرد جاء لامتصاص الغضب الشعبى و ينبغى أن يكون رد فعل القيادة هكذا.. وكان بد من التروى والعمل وفق خطط مدروسة ومحكمة تأتى بنتائج حاسمة رادعة.. لكن اندفاع لمجرد امتصاص الغضب الشعبى ليس ردا.. لقد مضى على اختطاف ال 21 مصريا ما يزيد على 45 يوما أين كنا؟.. ما كان ينبغى أن نصحو على فيديو ذبحهم...
وأضاف الحمامصي: إن خارطة المنطقة وما يجرى فيها يستلزم التروى كثيرا.. ربما كان ذبح المصريين ال 21 طعما، وربما تكون الضربة الجوية ابتلاعا للطعم..
وتابع: إننى أؤمن بأن هناك تقصيراً ناتجاً عن عدم وجود رؤية استراتيجية سواء فى التعامل مع الخارج المحيط أو الداخل الملتهب، وإننا نواجه كارثة استمرار حضانات الإرهاب فى الدفع بعناصر جديدة على مدار الساعة، هذه الحضانات التى تتخللنا نتيجة استمرارية الفساد والظلم والفقر والقمع واستمرارية هذا التعليم الفاشل فى المدارس والجامعات والمعاهد.
وأكمل الحمامصي: بد أن تكون هناك رؤية استراتيجية واضحة المعالم والبدء فى تنفيذها فورا، أما أن تمضى الدولة بالبركة ورد الفعل ودق الطبول للحرب.. فهذا سيأخذنا إلى انهيار والتفكك، فالأمر يحتاج إلى وقفة طويلة صارمة وجادة ومخلصة ووطنية، وإ فلا أمل عندى فى شيء، سنظل نخرج من كارثة الى كارثة مكتفين بأن نكون مجرد رد فعل.
فى حين قال الشاعر أشرف قاسم: لقد أثلج الجيش المصرى الباسل بقيادة الرئيس السيسى صدور الشعب المصري، بسرعة اتخاذ قرار مداهمة مواقع تنظيم داعش الإرهابى الذى لا يعرف معنى الدين ولا الرحمة فما ذنب هؤلاء الأبرياء الذين كانوا يسعون على لقمة عيشهم ؟ أما بخصوص هل هذا الرد كافٍ أم لا ؟ فأنا أرى أنه لا بد من التنسيق مع الحكومة الليبية للقضاء على هذا التنظيم نهائياً فقد بات خطراً يهدد أمن المنطقة كلها، فلا تكفى بعض الطلعات الجوية، بل لا بد من مواصلة ملاحقة هذا التنظيم حتى القضاء عليه، والأهم تجديد الثقة فى الجيش المصرى وقيادته، وغلق كل القنوات الإعلامية التى تحرض على العنف.
كما قال الناقد محمد الروبي: إن أكثر ما يثير غضبى وسخطى أن أقرأ لأحد يكتب بحروف مغموسة فى مداد الشماتة على كل مصيبة تحدث لنا داخليا أو خارجيا ليثبت لنا أن الحاكم فاشل، يا أيها الحقدة اغضبوا من الحاكم كما شئتم - أنا شخصيا أغضب منه وعليه كثيرا - لكن لا تتمنوا هزيمة البلاد، لا تكونوا كالأوغاد الذين هللوا لهزيمة 67 ليقولوا لنا إن عبدالناصر كافر غضب عليه الرب فأرداه مهزوما، وإن كان موت البعض منا يثبت نظريتكم فلتذهبوا بنظريتكم إلى الجحيم .
أما الفنانة التشكيلية أسماء أبو المجد فقالت: إننى أرى أن الرد المصرى من نسور الجو سريع وحاسم وجاء فى وقته وأثلج صدور الشعب المصرى بعد حالة من الغضب والحزن الشديد على إخواننا الذين قتلوا بطريقة بشعة على أيدى قتلة ومجرمين ليس لديهم أى دين ولا يملكون أدنى معانى الرحمة والانسانية، ولكن لابد من مزيد من الضربات الموجهة لاجتثاث جذور الوحشية والإرهاب لأن الإرهاب مثل الشجرة الخبيثة لابد من اجتثاثها بشكل نهائى حتى لا تنمو أكثر من ذلك وبالتالى يزيد الأذى والضرر.
وأضافت أن الرد الأمثل لإنهاء هذه العصابة التتارية هو توحيد الجهود والصف العربى الخليجي، والتعاون من أجل توجيه ضربات قاسمة لإنهاء هؤلاء الوحشيين معدومى الضمير، وأيضا توجيه إجراءات صارمة ضد من يدعمون هؤلاء المجرمين من دول أوروبية وعربية، وهذه الخطوة تتطلب أن تكون كل الأيادى العربية يد واحدة.
ضرب أمريكا لداعش فى سوريا والعراق مسرحية هزلية
أجمع المحللون الاستراتيجيون على أهمية الضربة الجوية التى قامت بها مصر ضد معاقل الإرهابيين فى ليبيا؛ حفاظاً على الأمن القومى المصرى وعلى شهدائنا الذين قتلوا على يد الجماعات الارهابية، وأكدوا أهمية التوقيت وسرعته، ما أكد قدرة مصر على حماية أبنائها وأمنها وأعطى نظرة فخر إلى مصر من دول العالم.
وأكد المحللون أن الضربات الجوية لا يمكن أن تؤدى إلى توريط مصر فى المستنقع الليبى طالما لم تنزل بدبابات على الأرض والتى تسعى دول تدعم التنظيمات الارهابية إلى جر مصر فى استنزاف قواتها المسلحة ومواردها وتحطيم حلم أبنائها فى التنمية ومستقبل مشرق خصوصا أن مصر تسير فى الاتجاة الصحيح.
أكد العميد أحمد صليحة، المحلل الأمنى الاستراتيجى، أن أجهزة المخابرات المصرية كانت تراقب ليبيا منذ بداية الأزمة، وأن الأمر لم يكن وليد اللحظة أو مجرد ضربة انفعالية كما تدعى بعض الفضائيات، فالضربة متقنة ومخطط لها وتم تنفيذها بدرجة عالية من الدقة.
وأضاف صليحة أن قرار الضربة الجوية أكبر دليل على الاستعداد التام للجيش المصري للهجوم فى أى وقت, وعلى أثرها دك ومسح الطيران المصرى منطقة الشرق الليبى إلى طرابلس.
وأضاف صليحة أن الضربة الجوية تشير إلى الحسم وأن توقيتها أكد للعالم أنه إذا مات مصرى فمصر لن تسكت على من يحاول النيل من سيادتها وأمنها وأبنائها، مستبعداً تورط مصر فى حرب داخل ليبيا وأن هذا هو هدف أمريكا غير المعلن عنه.
وأنهى صليحة كلامه بأن هذه ضربة أولية ومن الممكن أن تتوالى الضربات للوقوف على الهدف المنشود.
من جانبه قال اللواء محمد السيد، المحلل الاستراتيجى، إن مصر تحارب الإرهاب الدولى الذى تدعمه الدول التى تريد تفتيت المنطقة، وبقدر الآلام التى سببتها لنا هذه العصابة المجرمة، بقدر ما سعدنا بالاستجابة الفورية لردع هؤلاء الخونة، مشيرا إلى أن الفترة بين توقيت إذاعة فيديو إعدام ال21 مصرياً، واتخاذ القرار السريع الذى جاء مناسباً جداً وفى منتهى الحصافة والذكاء كانت قصيرة جداً، وأشاد بقوة القرار وأثنى عليه والذى رد كرامة المصريين.
واستنكر من يقلل من شأن الضربة الجوية المصرية، معتبراً أن هذه الضربة ليست وليدة اللحظة وأنها جاءت نتيجة سيناريوهات مسبقة سالفاً، ومن فترة طويلة القوات المصرية تراقب الموقف تماما وأن مصر قادرة على الحفاظ على أبنائها.
وأكد السيد أن العالم ينظر إلى مصر على أنها دولة قوية صاحبة إرادة, وقادرة على حماية أبنائها خصوصا أن ليبيا تعيش فى إرهاب منذ أكثر من 3 سنوات فى ظل وجود جالية مصرية ضخمة هناك.
وانتقد السيد ما يسمى بالربيع العربى ومدى انتشار الإرهاب في المنطقة، مؤكدا أن الجماعات الإرهابية كانت ستتوحش لولا أن الضربة المصرية حجمت المخططات الإرهابية وردعتها وهذا سيقلل من خطورتها.
واستبعد التورط المصرى فى الأراضى الليبية طالما الدبابات لم تدخل المستنقع ورأى أن ضربات الطيران والمقاتلات الجوية تؤدى الغرض منها تماما وأن تكرار الضربات الجوية المصرية ضرورى وهذا ما سيحدث مستقبلاً . وطالب السيد الدول العربية بأن توحد قوة عربية تحت إشراف جامعة الدول العربية للتدخل البرى وتكون مصر جزءاً من هذه القوة العربية.
وأكد أن ما تقوم به القوات الأمريكية فى سوريا والعراق من ضرب داعش مسرحية هزلية تهريجية، فهى مرة تضرب، ومرة ترمى أسلحة .
وأشار إلى أن الضربة الجوية المصرية هى عملية جراحية سريعة خصوصا أنها بالقرب من حدودنا، فلم نذهب إلى ما وراء البحار أو عبرنا البحر المتوسط فهى حماية للأمن القومى المصرى وعمقه الاستراتيجى وكسر شوكة للعدو.
وفى السياق نفسه، أشار العقيد عز الدين فتحى، الخبير الاستراتيجى، إلى أن العملية الجوية مفاجئة وكان لابد من القيام بها لكى تحفظ شعب مصر، ولكل يد تحاول أن تنال منه وتحفظ كرامة مصر, مؤكدا أن مصر ستنتصر على الإرهابيين ولابد من هذه الضربات حتى نثأر لشهدائنا.. وطالب العالم العربى بضرورة التعاون مع مصر ضد الإرهابيين لأن الإرهاب يطول المنطقة بدون استثناء دولة عربية واحدة، معتبرا أن مصر لم تتورط لأن شعب مصر كله هو الجيش الذي يدافع عن شعب مصر ضد الإرهاب فلا يوجد مساومات على أرواح الشهداء أياً كان دينهم، مسيحى أو إسلامي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة".
الصحف العالمية: الجيش المصرى انتقم لشعبه من المتطرفين
اعتبرت الصحف العالمية الصادرة الاثنين الماضى أن شن القوات المصرية الجوية غارات جوية ضد معاقل داعش فى ليبيا رداً على نشر فيديو يظهر ذبح التنظيم ل21 مصريا فى مدينة سرت، من شأنه أن يصعّد دور مصر فى المشهد السياسى المحفوف بالمخاطر فى ليبيا وبمثابة فتح جبهة عسكرية أخرى معركة مصر ضد الإرهاب، وفقا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وقال الرئيس السيسى فى خطاب له مساء الأحد الماضى إن الصراع السياسى الداخلى فى ليبيا يشمل تهديدا للأمن القومى لمصر. وقد ألقى الرئيس بثقله وراء الحكومة الليبية فى طبرق، المعترف بها دوليا، والتى حاولت دون جدوى مكافحة الجماعات الإسلامية التى تسيطر على العاصمة طرابلس.
بينما ذهب خبراء إلى أن الضربات الجوية التى وجهتها مصر ضد أهداف داعش فى ليبيا هى أول عمل عسكرى مصر مستقل دوليا منذ صراع الحدود بين مصر وليبيا فى عام 1977، وقال مايكل حنا، الخبير والمحلل فى مؤسسة القرن الأمريكية، فى تغريدة له على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعى إن تدخل مصر يظل خطيرا للغاية، فلا يزال هناك آلاف من العاملين المصريين هناك.
بينما ذكرت بل ترو، المراسلة الصحفية لجريدة التايمز اللندنية وفورين بوليسى الأمريكية إن الضربات الجوية على ليبيا تبدو أول عمل عسكرى مصرى رسمى فى الخارج منذ حرب الخليج التى شاركت فيها قبل 24 عاما.
وأضافت فى تغريدة لها على تويتر قائلة إنه لابد وأن تكون مصر قد حصلت على معلومات استخباراتية من حكومة ليبيا وجيش اللواء خليفة حفتر من أجل توجيه ضربات دقيقة فى مدينة درنة.
أما الباحث البريطانى إتش إيه هيلر، الخبير بمركز بروكينجز الأمريكى، فأعرب عن شكه الكبير فى أن تكون تلك الضربات المصرية أحادية الجانب. ورأى هيلر أن هناك خيارات أخرى مطروحة، دون أن يتحدث عنها، لكنه أعرب عن أمله بتجنب الآثار العكسية لمثل هذه الخطوة.
بينما ركزت وكالة الأسوشيتدبرس على موقع إعدام المصريين فى ليبيا، الذين ذبحتهم جماعة تابعة لتنظيم داعش، وبثت فيديو للعملية الوحشية، وأشارت إلى أن العملية تمت على بعد 500 ميل فقط من السواحل الجنوبية لإيطاليا. وأضافت أن التنظيم الإرهابى، الذى يسيطر على ثلث العراق وسوريا، بات أقرب إلى أوروبا حيث استطاع تأسيس جماعات تابعة على مسافة أقل من 800 كيلومتر من إيطاليا.
فيما اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بإعلان مصر الحداد سبعة أيام بعد نشر تنظيم داعش الإرهابى فيديو يظهر عملية إعدام وحشية للمصريين المختطفين فى ليبيا، وقالت إن القاهرة ذكرت أن طائراتها الحربية ضربت أهدافا لداعش فى ليبيا بعد ساعات من تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالانتقام بعد نشر الفيديو. واستعرضت الصحيفة ما جاء فى هذا الفيديو الوحشى، ونقلت عن مينا ثابت، الباحث فى اللجنة المصرية للحقوق والحريات والذى كان يتواصل بشكل منتظم مع عائلات الرهائن، قوله إنه يعتقد أن جميعهم فيما عدا واحدا مصريون، وألقى ثابت باللوم على الحكومة المصرية لما وصفه بالرد المتأخر على أزمة الرهائن، وقال إن السلطات كان بإمكانها إنقاذهم لكنها فشلت فى ذلك. من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن هذا الفيديو الوحشى يسلط الضوء على انتشار داعش فى مناطق بعيدة عن ميادين القتل المعتادة لها فى سوريا والعراق، لافتة إلى أن الفيديو الشنيع الذى ظهر فيه الضحايا وهم يركعون مرتدين بدل الإعدام البرتقالية، يؤكد ما أشار إليه من يقومون بالدعاية الإعلامية لداعش قبل عدة أيام، وأعتبرت الصحيفة أن اللغة الموجهة ضد هؤلاء العرب المسيحيين كريهة وطائفية مثلما كانت لغتهم ضد المسلمين الشيعة والصحفيين الغربيين وعمال الإغاثة الذين جذب مقتلهم على يد داعش معظم الاهتمام على الصعيد الدولى.
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة إيه بى سى الإسبانية قصف مصر لداعش ليبيا بعد ساعات من مقتل 21 مصريا قبطيا على أيدى تنظيم داعش الإرهابى أهم الأخبار التى كانت غير متوقعة. وأشارت الصحيفة إلى أن خطوة قصف مصر لداعش انتقاما لمقتل المصريين "خطوة إيجابية" وبها تنتقم مصر لشعبها من داعش، وفى بيان للقوات المسلحة المصرية قال إن الهجمات استهدفت مناطق مختلفة من التدريب وتخزين الأسلحة والذخيرة فى الأراضى الليبية. وأوضحت أيضا أن الأهداف تم اختيارها بعناية، وكانت جميع الهجمات وصلت لهدفها بشكل سليم، وجميع الطائرات المصرية عادت بسلام إلى قواعدها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.