مرت أمس 16 ديسمبر ذكري استشهاد واحد من ابرز شهداء ثورة 25 يناير التي مازالت احداثها تتفاعل حتي تحقق كامل اهدافها في العيش والحرية والعدالة والكرامة. انه الشيخ عماد عفت أمين عام لجنة الفتوي بالأزهر الذي استشهد في 16 ديسمبر 2011 وان كان المتهم بقتل الشيخ عماد وغيره من شهداء الثورة لم يعرف حتي الآن فإن مراجعة مواقفه المعروفة والموثقة يمكن ان تشير إلي القتلة الذين لا يعرفون معني الاختلاف في الرأي ومقارعة الحجة بالحجة والرأي بالرأي كما كان يؤمن الشيخ عماد ويدعو إليه ومن المفيد في الوقت الحالي التعرف علي بعض مواقف وآراء الشيخ الخاصة بجماعة الاخوان والتصويت في الانتخابات والموقف من المسيحيين. بداية التعرف علي موقف الشيخ الشهيد جاءت علي لسان أرملته السيدة نشوي عبدالتواب التي اكدت مرارا بعد استشهاده انه كان علي خلاف جذري مع جماعة الاخوان ودعوتها إلي العنف وتقول انه كان يدعو دائما لمواجهة الفكر بالفكر. يؤيد ذلك رسالة وجهها الشيخ إلي شباب الاخوان قبل استشهاده بأيام 3 ديسمبر 2011 لعدم مشاركتهم مع شباب الثورة قائلا: ان اشخاصا من عموم الناس الذين ليس لهم انتماءات حزبية ولا فكرية نزلوا لنصرة المظلومين بدافع ديني أو بدافع اخلاقي أو إنساني وباتوا يحرسون ميادين التحرير وانتم بتم مقيدين بمواقف قادة الجماعة واستجبتم لها حتي قبل ان يخرج بيان منهم يبرر قعودهم وهذه هي الطاعة المذمومة التي ما انزل الله تعالي بها من سلطان: طاعة لمجهول في غير مشروع ظلمات بعضها فوق بعض جمعت حشفا وسوء كيلة ولسان حالكم يقول: مادامت الجماعة قد اتخذت هذا الموقف فقد صدقت! وعن آراء الشيخ الشهيد الأخري نراه يؤكد جواز التصويت لغير المسلم في انتخابات مجلس الشعب كما افتي في 22 اكتوبر 2011 بتحريم التصويت لمن كانوا منتمين للحزب الوطني المنحل باعتبار انهم ساهموا في الفساد وقال ان ذلك الحكم مبني علي ان فلول الوطني يرغبون في تدمير مستقبل مصر بنشر الرشاوي والمحسوبيات ثانية بعدما قضت الثورة علي تلك الاصول ومن يمنحهم صوته يساعدهم علي الوصول إلي المنصة التشريعية. وعن تحريم البعض تعزية والدة الشهيد مينا دانيال قال الشيخ الشهيد: أنا شخصيا مدين للثوار ومنهم مينا دانيال بالحرية والخلاص من مبارك وجماعته وكل ما من الله تعالي علينا به في هذه الثورة المباركة ولا استطيع شكر الله تعالي حتي اشكرهم جميعا. رحم الله الشيخ الشهيد الذي نفتقد كثيرا من أمثاله من اصحاب الرؤي المستنيرة تجاه الآخر. لقطة: بمناسبة دعوات البعض للمصالحة مع من رفع السلاح في وجه ابناء مصر نتذكر قصيدة للشاعر الراحل أمل دنقل الخالدة: لا تصالح.. ولو منحوك الذهب اتري حين افقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل تري؟ لا تصالح علي الدم.. حتي بدم لا تصالح ولو قيل رأس برأس أكل الرءوس سواء؟ اقلب الغريب كقلب اخيك؟ أعيناه عينا أخيك؟!