فرق كبير بين انتقاد الحكومة أو الاختلاف معها في وجهات النظر حول قضية ما. أو طرح رأي مخالف لرأي الرئيس.. وبين الهجوم علي النظام ومحاولة إسقاطه. حتي ولو سقطت معه الدولة واحترقت البلاد. انتقاد الحكومة وطرح وجهات نظر مخالفة هو واجب وطني وضرورة حتمية تقوم بها المعارضة في أي دولة ديمقراطية تؤمن بالرأي والرأي الآخر. لأنها تفتح المجال لطرح افكار جديدة ورؤي مختلفة تساهم في اتباع سياسات سلمية واتخاذ اجراءات فاعلية وناجحة لخدمة المواطنين. أما الهجوم علي النظام ودعوات التهييج والاثارة والهدم فهي دعوات لا تصدر الا من فئة أقل ما توصف به هي الخيانة والعمالة. وغياب المعارضة الوطنية هو الذي يفسح المجال لاصحاب تلك الدعوات الهدامة لاسقاط الدولة قبل اسقاط النظام.. ومسئولية وجود معارضة قوية لا تقع علي عاتق الحكومة وحدها. لكنها تقع أولا وبصفة رئيسية علي الاحزاب.. لان الحكومة مسئولة فقط عن افساح المجال لتلك الاحزاب بأن تمارس دورها. وان تهيئ مناخا تشريعيا يتيح مساحة كافية من الحرية للجميع بأن يقول رأيه ويعارض وينتقد طالما كان النقد بناء ويصب في صالح الوطن.. أما الاحزاب فمطلوب منها بناء كوادر فاعلة وقادرة علي مناقشة كافة القضايا ومشاركة الحكومة في عرض المشاكل وتقديم الحلول اللازمة لها والتفاعل مع هموم الوطن والمواطنين. وتجهيز تلك الكوادر لتحمل مسئولية القيادة في أي وقت. أما المخربون أصحاب دعوات التهييج والاثارة علي مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلف شاشات الفضائيات. الذين يهاجمون النظام من أجل تحقيق مصالح شخصية أو تنفيذ أجندات خارجية. فهم قد تخلوا عن وطنيتهم وانتمائهم لتراب هذا الوطن. ورضوا بأن يكونوا مجرد دمي في أيدي من يحركونهم من خلف الستار. هؤلاء المخربون من أعضاء الجماعة الارهابية. والمجاهدون المنعمون في فنادق قطر وتركيا يحاولون زعزعة الاستقرار بعملياتهم الغادرة. وأولئك من اعضاء جماعة 6 ابليس الذين تدربوا في صربيا علي عمليات الاثارة والتحريض. ويقودون حملات التهييج ويحرضون الشعب ضد النظام. لا يدركون ان الشعب الذي ذاق مرارة الفوضي وغياب الأمن والأمان عقب أحداث ثورة يناير قد استوعب الدرس. واصبح قادرا علي ان يفرق بين الخونة الذين حرقوا ثروته وخطفوا ثورته. وبين الذين وضعوا ارواحهم علي اكفهم لحمايته وصون مقدراته. وأعادوا اليه الوطن آمنا مستقرا. هذا الشعب أدرك ان الاقتصاد الذي تدهور خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الفوضي والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية والعمليات الارهابية الغادرة. لم يعد يحتمل لا ثورة ثالثة ولا رابعة. بل يحتاج الا مزيد من العمل والانتاج والبناء والصبر علي تنفيذ برنامج اصلاح تأخر طويلا وأدي إلي ما نحن فيه. كل دعوات الاثارة والتهييج ضد النظام ستفشل. لن يخرج أحد إلي لا يوم 11/11 ولا في غيره. لأن من ذاق مرارة الفوضي والخوف لن يفرط ابدا في حلاوة الأمن والأمان والاستقرار... حفظ الله مصر وجيشها وشعبها من كل سوء.