المصري اليوم: القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة    سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025    سعر الفراخ اليوم الثلاثاء 29-7-2025 فى المنوفية.. الفراخ البيضاء ب 76 جنيه    وزير الري يتابع أعمال مصلحة الميكانيكا والكهرباء وموقف إعداد خطة لإدارة وصيانة محطات الرفع بمصر    بسبب السياسات الإسرائيلية المتطرفة.. هولندا تحظر دخول بن غفير وسموتريتش لأراضيها    ارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق النار فى نيويورك ل5 أشخاص بينهم ضابط شرطة    وزير الخارجية يؤكد أهمية تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها الصارخة    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار أرضى بمقاطعة شمالى الصين إلى 8 قتلى    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج الدراسات القانونية باللغة الفرنسية ب "حقوق حلوان"    الكشف عن شرط الأهلي للموافقة على رحيل عبدالقادر    اليوم.. الأهلي يواجه إنبي وديًا    طقس كفر الشيخ اليوم الثلاثاء 29-7-2025.. ارتفاع نسبة الرطوبة    للطلاب المتقدمين لمدارس التكنولوجيا التطبيقية.. طريقة دفع رسوم الاختبار    وزير العمل: التعليم الفني يشهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة بتعاون وجهود ملحوظة من القطاع الخاص    وزير العمل يشارك في حفل تخرج الدفعة الرابعة لطلاب مدرسة السويدي للتكنولوجيا    حملة 100 يوم صحة تقدم 19 مليونا و253 ألف خدمة طبية مجانية خلال 13 يوما    وزير التنمية المحلية: شركاء التنمية حليف قوي في دفع العمل البيئي والمناخي في مصر    نقيب المهندسين ل طلاب الثانوية العامة: احذروا من الالتحاق بمعاهد غير معتمدة.. لن نقيد خريجيها    بيان جديد من الكهرباء بشأن «أعطال الجيزة»    رئيس اتحاد طنجة: عبد الحميد معالي اختار الانضمام إلى الزمالك عن أندية أوروبا    كريم رمزي يعلق على ستوري عبد القادر.. ويفجر مفاجأة بشأن موقف الزمالك    تراجع في 3 بنوك.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الثلاثاء    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    ترامب: لا أسعى للقاء جين بينج لكني قد أزور الصين تلبية لدعوته    بدء دخول شاحنات المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة    عاجل.. الشرطة تلقي القبض على رمضان صبحي بعد عودته من تركيا    سميرة صدقي: محمد رمضان وأحمد العوضي مش هيعرفوا يبقوا زي فريد شوقي (فيديو)    العظماء السبعة في دولة التلاوة، خريطة إذاعة القرآن الكريم اليوم الثلاثاء    موعد عرض مسلسل حرب الجبالي الحلقة الأخيرة    رئيس الوزراء البريطاني يعقد اجتماعا طارئا لبحث مسار السلام في غزة    رابط التقديم الإلكتروني ل تنسيق الصف الأول الثانوي 2025.. مرحلة ثانية (الحد الأدني ب 6 محافظات)    تفاصيل القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة (إنفوجراف)    ضياء رشوان: الأصوات المشككة لن تسكت.. والرئيس السيسي قال ما لم يقله أحد من الزعماء العرب    «رجب»: احترام العقود والمراكز القانونية أساس بناء الثقة مع المستثمرين    يوسف معاطي: «سمير غانم بيضحك ودمه خفيف أكتر من عادل إمام»    من «ظلمة» حطام غزة إلى «نور» العلم فى مصر    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    بدء اختبارات مشروع تنمية المواهب بالتعاون بين الاتحادين الدولي والمصري لكرة القدم    تشييع جثماني طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما في حادث بالقاهرة    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    لا تليق بمسيرتي.. سميرة صدقي تكشف سبب رفضها لبعض الأدوار في الدراما    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    في عامها الدراسي الأول.. جامعة الفيوم الأهلية تعلن المصروفات الدراسية للعام الجامعي 2025/2026    «النادي ممكن يتقفل».. رسائل نارية من نصر أبوالحسن لجماهير الإسماعيلي    تشييع جثمانى طبيبين من الشرقية لقيا مصرعهما فى حادث على الدائرى.. صور    قرار مفاجئ من أحمد عبدالقادر بشأن مسيرته مع الأهلي.. إعلامي يكشف التفاصيل    صراع على السلطة في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 29 يوليو    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    لجنة للمرور على اللجان الانتخابية بالدقهلية لبحث جاهزيتها لانتخابات الشيوخ    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    للحماية من التهاب المرارة.. تعرف على علامات حصوات المرارة المبكرة    بدون تكلفة ومواد ضارة.. أفضل وصفة طبيعية لتبييض الأسنان    جامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية تُقدم خدماتها الطبية ل 476 مواطناً    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل مخطط الأهل والعشيرة لإجهاض ثورة 30 يونية
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 18 - 11 - 2013


'سقوط الإخوان.. اللحظات الأخيرة بين مرسي والسيسي'
تفاصيل مخطط الأهل والعشيرة لإجهاض ثورة 30 يونية
في اجتماع مكتب الإرشاد: الشاطر يدعو إلي التصفية ومواجهة الجيش إذا حاول التدخل
الجماعة الإسلامية تهدد بالقبض علي الإعلاميين والتحفظ عليهم فلي أماكن خاصة
السلفيون يشترطون علي الإخوان قطع العلاقات مع سوريا ثمنًا للوقوف معهم
الإخوان أعدوا كشوفًا بأسماء 'البلطجية' وطالبوا الداخلية بالقبض عليهم
مع بدايات شهر يونية 2013، بدأ الإخوان المسلمون يعدون العدة لمواجهة تظاهرات الثلاثين من يونية التي دعت إليها القوي والأحزاب الوطنية في البلاد.
كان المخطط يقوم علي سياسة التهديد والوعيد، انطلقت التصريحات وعقدت المؤتمرات والتحالفات، وبدأت عملية الحشد بين الإخوان وحلفائهم لمواجهة التطورات المقبلة.
وفي الحادي عشر من يونية عقد مكتب الإرشاد اجتماعًا هامًا لوضع خطة المواجهة بمشاركة الأحزاب والقوي الإسلامية الحليفة للجماعة، ومنذ هذا الوقت بدأت الاستعدادات ليوم الثلاين من يونية.
الأهل والعشيرة
في الثاني من يونية 2013 أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمًا قضي ببطلان قانون الجمعية التأسيسية وبطلان مجلس الشوري مع استمراره لحين إجراء الانتخابات البرلمانية الجديدة، ولم يغير الحكم من الواقع شيئًا، فمجلس الشوري ظل مستمرًا في أداء دوره، كما أن الدستور الجديد جعل الحكم الصادر ببطلان قانون الجمعية التأسيسية غير ذي جدوي.
وفي اليوم التالي لصدور هذا الحكم نظم قضاة مصر وقفة كبري أمام دار القضاء العالي، رفضًا لأساليب السلطة وتدخلها في شئون القضاء ومحاولة تعديل قانون السلطة القضائية بما يؤدي إلي عزل 3500 قاضٍ، وكان مرسي يسخر بطريقته من القضاة ومن المحكمة الدستورية ويطلق ذات المصطلحات عليهم، كان الشارع المصري في هذا الوقت مهمومًا بالآثار الخطيرة التي سوف تنجم عن بناء سد النهضة في إثيوبيا، كانت المخاطر كبيرة، وكان المصريون يوجهون اللوم إلي رئيس الدولة الذي سافر إلي إثيوبيا لحضور القمة الإفريقية والتقي رئيس الوزراء الأثيوبي وبعد عودته مباشرة أعلنت الحكومة الإثيوبية عن إطلاق إشارة البدء في بناء سد النهضة والذي سوف يتمكن من تخزين 74 مليار متر مكعب من مياه النيل، مما سيؤثر سلبًا علي حصة مصر من المياه والبالغة حاليًا نحو 55.5 مليار متر مكعب.
وفي هذا الوقت كانت هناك فضيحة علي الهواء، إذ تم دعوة عدد من ممثلي وقادة الأحزاب السياسية وممثلين عن الأزهر والكنيسة لمناقشة سبل التعامل مع أزمة سد النهضة.
لم يتم إخطار المشاركين بأن الجلسة مذاعة علي الهواء، فتركوا.جميعًا يتخبطون ويطلقون وجهات نظر وآراء أساءت إلي المشاركين، فهناك من راح يدعو إلي إيهام الإثيوبيين بأن مصر تمتلك طائرات تستطيع ضرب سد النهضة علي الفور، وهناك من طالب 'بتظبيط الإثيوبيين' وهكذا تم إذاعة آراء المشاركين علي الهواء فكشفت عن ضحالة البعض وأكاذيبهم وبينت للعالم كيف يتم التعامل مع قضية خطيرة تتعلق بالأمن القومي بهذه السذاجة.
لقد كشفت الحقائق أن جماعة الإخوان أقنعت الرئيس بعدم إبلاغ المشاركين بأن اللقاء يجري إذاعته علي الهواء، وبدوره أبلغ الرئيس محمد مرسي د.باكينام قطامش مساعدة الرئيس للشئون السياسية بتكتم الأمر، بينما تم إبلاغ د.سعد الكتاتني وبعض المقربين بالحذر في طرح آرائهم علي الهواء.
كانت فضيحة بمعني الكلمة، وكان الأخطر فيها أن الرئيس أراد أن يقول للعالم وللرأي العام، هذه هي المعارضة وتلك هي طريقة تفكيرها، فهل أمثال هؤلاء يصلحون كبديل لنظام الحكم القائم!!
كانت المعلومات قد أشارت في هذا الوقت إلي أن قرار إثيوبيا ببناء سد النهضة قد جاء بموافقة د.محمد مرسي، وأن ما جري هو سيناريو متفق عليه، وعندما نشرت إحدي الصحف الإثيوبية هذه المعلومات لم يجرؤ مرسي أو أي من مساعديه تكذيب الصحيفة الإثيوبية.
وفي يوم 6 يونية كشف النقاب عن لقاء جري بين المهندس خيرت الشاطر والسيد عمرو موسي بترتيب خاص من أيمن نور، ويومها عقد اللقاء في منزله، وقيل أن عناصر مقربة من أيمن نور هي التي كشفت عن هذا اللقاء لصحيفة اليوم السابع.
في هذا المساء حاولت الاتصال بالسيد عمرو موسي ولم اتمكن، وفي صباح اليوم التالي تحدثنا مطولاً حول هذا اللقاء الذي قال السيد عمرو موسي إنه لم يكن لقاء الهدف منه أي صفقات وإنما مواجهة ومطالبة بإيجاد حل للأزمة التي تعيشها البلاد، وهو ما أوضحه السيد عمرو موسي في التصريحات الإعلامية التي أدلي بها.
لقد شنت العديد من الصحف ووسائل الإعلام حملات انتقاد واسعة ضد السيد عمرو موسي، كما أن أطرافًا من جبهة الإنقاذ تحدثت عن احتمال فصله من عضوية الجبهة، إلا أنه تم التراجع عن هذه التصريحات بعد إذاعتها بقليل.
كان عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية يواصل في المقابل تهديداته للمعارضين لحكم جماعة الإخوان، حيث واصل تهديده بنشر الفوضي ومعاقبة الإعلاميين علي موقفهم المعارض لسياسة وحكم الرئيس مرسي.
في هذا الوقت كانت محكمة الجنايات قد أصدرت أحكامًا بحق 43 ناشطًا حقوقيًا تلقوا تمويلات أجنبية حيث أدانت المتهمين بالسجن والغرامة.
وقد أثارت هذه الأحكام حكومات العديد من الدول الغربية، فقد طالب السيناتور الأمريكي جون ماكين في يوم الخميس 7 يونية بتطبيق الديمقراطية وضمان حرية العمل الأهلي، وقال في حديث أمام معهد الدراسات 'بروكنكر' في واشنطن 'علينا أن نعيد النظر في مساعدتنا لمصر ويجب علينا عدم الاكتفاء باستبدال سياسة مبارك بسياسة مرسي وإنما هناك سياسة دائمة لمصر'!!
كانت قضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني قد سبق وأن أثارت ردود فعل قوية في مصر، حيث استنكرت القوي والفاعليات الشعبية الدور المشبوه لهذا التمويل في دفع البلاد نحو الفوضي، وقد تصدت د.فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولي السابقة لهذه القضية وكشفت أن أمريكا وحدها قدمت دعمًا لهذه المنظمات في الفترة من فبراير 2011 أي بعد ثورة 25 يناير مباشرة وحتي نوفمبر من نفس العام ما قيمته 1200 مليون جنيه جري توظيفها لنشر الفوضي والسعي إلي هدم كيان الدولة المصرية.
كانت الحملة المعادية لمصر في الخارج قد بدأت تتصاعد بعد صدور هذه الأحكام، وكان الشارع المصري يزداد لهيبًا وسخطًا ضد ممارسات جماعة الإخوان، وقد زاد الطين بلة في هذا الوقت اختيار وزير للثقافة 'علاء عبد العزيز' وجهت إليه اتهامات خطيرة، وقدمت إلي الرئيس مرسي سيديهات تكشف عن انحطاط أخلاقي وممارسات فضائحية، إلا أن الرئيس مرسي لم يعط اهتمامًا للأمر ولم يأمر حتي بالتحقيق فيها.
أحتشد المثقفون لعدة أسابيع، إعتصموا وتظاهروا وعقدوا المؤتمرات الصحفية التي طالبت باسقاط الوزير وحكومته، بل وبإسقاط الرئيس وجماعته، وقد انضم للمثقفين فئات متعددة من الشارع المصري وممثلي الأحزاب والشخصيات العامة فكان الاعتصام بداية لانطلاقة أكبر شهدتها البلاد وصولاً إلي اسقاط نظام الحكم.
كان الإعداد لثورة 30 يونية يمضي علي قدم وساق، وكانت القوي المعادية للثورة تمارس إرهابها، وفي هذا الوقت أعلن عاصم عبد الماجد أحد قيادات الجماعة الإسلامية أن حركة 'تجرد' التي أسسها في مواجهة حركة 'تمرد' قد حققت ملايين التوقيعات المؤيدة لاستمرار محمد مرسي، وكان هذا الكلام يصطدم مع الواقع، حيث لم تحقق هذه الحملة نجاحًا يذكر.
أما الشيخ مرجان سالم أحد قيادات السلفية الجهادية فقد راح يرسم سيناريو الأحداث عندما قال: 'إنه يري أن الصدام وارد يوم 30 يونية، وإنه بمجرد نزول الجماهير الرافضة لحكم محمد مرسي وجماعته، هنا سيندفع الإخوان للتصدي والمواجهة'، وقال: 'إن نزول السلفية الجهادية لدعم مرسي وارد، في حال طلبه شريطة التعهد بتطبيق أحكام الشريعة'، وقال: 'إنه من الوارد سقوط ضحايا ومصابين في هذا اليوم'.
وقال الشيخ محمد حجازي رئيس الحزب الإسلامي الجناح السياسي لتنظيم الجهاد: 'إن هناك شرائح إسلامية تختلف مع الإخوان في الأداء السياسي ولكنها تتفق معهم في ضرورة استمرار مرسي باعتباره رئيسًا منتخبًا وشرعيًا'.
أما جماعة الإخوان فقد أكدت مصادر مقربة منها أنها ستدعو إلي مظاهرات لتأييد مرسي ومواجهة مظاهرات 30 يونية، وتوعدت بأن ينظم شباب الإخوان مليونية أمام رابعة العدوية للتصدي لأي محاولات للانقلاب علي الشرعية.
كاان الإخوان واثقين من أن المظاهرات المتوقعة سوف تنتهي سريعًا، لم يتوقف حديثهم عن بيع الصكوك، وهو المشروع الذي أطلق عليه الشارع المصري 'مشروع بيع مصر' للأجانب وللحكومة القطرية.
لقد وعدت الحكومة بأنها قد تنجح في الحصول علي أكثر من 200 مليار جنيه قيمة البيع والمشاركة في هذه الأصول، وتناست عن عمد الوعد الذي سبق وأن أعلنه محمد مرسي في برنامجه الانتخابي من أن لديه عروضًا بنحو 200 مليار جنيه استثمارات سيتم توفيرها حال نجاحه في الانتخابات.
لقد سخر المصريون من مشروع بيع الصكوك وقالوا إن محمد مرسي يريد أن يوفي بوعده علي حساب بيع أصول شركاتنا وممتلكاتنا.
وكان مرسي يصر علي الاستمرار في مشروع إقليم قناة السويس، الذي اعتبره المصريون مشروعًا خيانيًا لأنه يستهدف فصل اقليم القناة عن الدولة المصرية وتأجير أراضي القناة لاقامة مشروعات استثمارية أجنبية عليها دون مراعاة لمقتضيات الأمن القومي للبلاد، مما أثار القوات المسلحة التي طالبت الرئيس بوضع الشروط والضمانات الكافية لحماية الأمن القومي قبل الإعلان عن طرح المشروع.
في هذا الوقت كان كل شيء يدعو إلي القلق، الحشد الجماهيري يمتد من مكان إلي آخر، مظاهرات عارمة بالمحافظات تنذر بأيام عاصفة، حملة 'تمرد' تأتي نتائجها، الملايين تواصل توقيعاتها، جبهة الإنقاذ، تيار الاستقلال، أحزاب وقوي سياسية، جماهير غاضبة وضخمة تحتشد، تهتف كلها بسقوط الإخوان، تطالب بانتخابات رئاسية مبكرة قبل انهيار الدولة وسقوط الوطن في بئر سحيقة!!
الجماعة بدورها، تبدو مذعورة، تدفع ببعض رموزها إلي التشديد علي قدرتها، تطلق شبابها لينذر ويحذر، يحدثونك عن مفاجآت غير متوقعة، الجماعة الإسلامية تصدر بيانًا خطيرًا، تعلنه وتبلغه إلي منسق هيئة مستشاري الرئيس للشئون القانونية والدستورية، البيان يحوي كلمات مختصرة، لكنه ينذر بحرب أهلية، قد تنال الجماعة ورموزها وعائلاتها أيضًا.
يقول البيان 'إذا حدثت الفوضي في مصر في 30 يونية المقبل، سنتحرك في اتجاه القبض علي قادة الفوضي السياسيين ومساعديهم من الإعلاميين ورجال الأعمال والقبض عليهم من بيوتهم والتحفظ عليهم في أماكن خاصة، حتي تتضح الرؤية'.
يقول البيان 'يجب محاصرة القنوات الفضائية وعدم السماح بدخول مدينة الإنتاج أو البث منها لأي قناة تدعم الفوضي، وتفاصيل أخري لا يصح ذكرها إلا في التوقيت المناسب'!!
كانت تلك هي العبارات التي تضمنها البيان الذي تحدث عنه عاصم عبد الماجد أحد قيادات الجماعة الإسلامية، قرأ الرئيس صيغة البيان، ابتسم، لم يعلق، بدا موافقًا، نفس الأمر بالنسبة لمكتب الإرشاد، يبدو أن الأمر قد جاء باتفاق، لقد قرر عاصم عبد الماجد الزج بالجماعة الإسلامية وشبابها الذي عاني الأمرين في النظام السابق، في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل!!
وابتداء من العاشر من يونية، وضع الإخوان علي الجانب الآخر برنامجًا للمواجهة غير المباشرة، استعدادًا للتعليمات النهائية، وكانت الخطة الإخوانية تقول: يبدأ المخطط بفاعلية تحمل عنوان 'سد النهضة'، حشد لكوادر منتقاة من الأحزاب الإسلامية وبعض رفاق الدرب، تتلوها فاعلية أخري في 15 يونية تحت عنوان 'دعم سوريا'، إنهم يرشحون الرئيس لحضورها أيضًا، وإلقاء كلمة بهذه المناسبة.
أحدهم يقترح فاعلية حاشدة يوم 21 يونية، تُدعي لها الكوادر من جميع المحافظات، تحمل عنوان 'الشرعية والإرادة الشعبية'، الهدف إخافة الآخرين، وإظهار القدرة علي الحشد، إنهم يريدون أن يقولوا للداخل والخارج: نحن هنا.
لقد جري الاتفاق بين الجماعة والأحزاب الإسلامية المختلفة، علي أن تكون هذه الفاعلية ردًا مسبقًا، يثير إحباط الخصوم، ويكون مقدمة لفاعلية أخري يوم 30 يونية بمناسبة مرور عام علي تولي د.محمد مرسي منصب الرئيس.
كانت التعليمات الأخيرة التي صدرت بالتعاون بين الرئاسة ومكتب الإرشاد تؤكد:
جاهزية الصف.
الاستعداد لجميع الاحتمالات.
رفع المنسوب الإيماني من خلال الإكثار من الدعاء.
استنفار الجميع وتحريك الشارع نحو الإيجابية.
استغلال جميع الوسائل المشروعة لتحقيق أكبر قدر من المكتسبات وتشجيع الحركة الذاتية للأفراد.
تكوين لجنة مركزية مشتركة من الجماعة وحزب الحرية والعدالة للتعاون الإعلامي بحضور المسئول الإعلامي للجماعة والمكاتب الإدارية + مسئول الإعلام بالحزب + المشرف علي مسئولي الإعلام بالمكاتب الإدارية، يجري الاجتماع في 'السراج مول بمدينة نصر' حيث مقر المركز الإعلامي للجماعة.
تكوين لجنة مركزية بالتعاون مع وزارة الداخلية ودعم الحملة التي سيقوم بها الأمن ضد البلطجية يوم 15 يونية من خلال:
حصر أسماء البلطجية وإبلاغها للداخلية.
إرسال رسائل مباشرة لهم والتهديد بشكل مباشر وغير مباشر بقصد إرهابهم وتخويفهم.
عقد مؤتمر جماهيري حاشد في كل محافظة يشارك فيه الإخوان وكوادر الحزب، والمطالبة بمشاركة رموز سياسية وأحزاب أخري في هذه المؤتمرات، مع حضور مندوبين من المستوي المركزي.
رصد المعلومات التي تصل وإبلاغ الجهات المعنية بها أولاً بأول.
لقاء موسع يحضره 3 من كل مكتب إداري للجماعة مع مكتب الإرشاد، لتأكيد الإجراءات الخاصة ب30 يونية.
تفعيل حملة 'معًا نبني مصر' عبر التنسيق بين المكاتب الإدارية والشُّعب والمناطق المختلفة.
الدعوة إلي عقد اجتماع هام ل'مجلس الشوري العام' للجماعة بالمركز العام بالمقطم في 22 يونية المقبل، لبحث جميع الإجراءات والاستعدادات المرتقبة ليوم الثلاثين من يونية المقبل.

انتظرت الجماهير المصرية اليوم بفارغ الصبر، كأنها علي موعد مع القدر، كأنها تنتظر لحظة الخلاص، إنها المعركة الفصل، هكذا وصفها أحد المراقبين.
كان الناس قد انتظروا كثيرًا، قدموا التضحيات، خرجوا، تصدوا بصدورهم، صنعوا الحدث، أجبروا الرئيس السابق حسني مبارك علي الرحيل، لكن وبعد حين، اكتشفوا أن الذين أشعلوا البلاد، وأثاروا الفتن، ونشروا الفوضي، كانوا يسعون إلي الكرسي، إلي السيطرة والهيمنة، واختطاف الوطن.
مؤخرًا أدرك الناس الحقيقة كاملة، راحوا يراجعون التاريخ، ولحظاته الحاسمة، تساءلوا: لماذا عادوا الجميع، ولماذا عاداهم الجميع، فاروق، عبد الناصر، السادات، مبارك؟ ليس فقط في مصر، بل في كل مكان تواجدوا علي أرضه، كانوا دومًا يسعون للتآمر، وللهيمنة، وللسيطرة.
في البداية تفاءل الكثيرون، قلة هي التي رفضت، قلة هي التي حذرت وأنذرت، تطاولوا عليها هم وأذيالهم، نشروا الشائعات، هتكوا الأعراض، ظهروا هم وأقرانهم علي حقيقتهم، أطاحوا بالقيم والأخلاق، استخدموا أحط الألفاظ، سلطوا من لا يعرفون الدين أو الفضيلة ليعلنوا الحرب علي كل المخالفين.
انتظر الناس علي مدي نحو العام الخير والنماء، فوجدوا الفقر والجفاء، انتظروا المصالحة والكفَّ عن الانتقام وتصفية الحسابات، فوجدوا أمامهم جيوشًا تواقة إلي الدماء، توقع الكثيرون أن ينهض الوطن وتتراجع الفوضي، ويشعرالمصريون بالاستقرار بعد طول عناء، فوجدوا النقيض تمامًا، كأن هناك مخططًا لهدم الدولة والمؤسسات، تفريط في الأمن القومي، وإقصاء للكفاءات، دمار يصل إلي كل مناحي الحياة، البلد ينهار، والوطن يُقسَّم، وجوه الإرهاب تطل علينا من جديد، وزراء أقرب إلي الخدم، ومكتب إرشاد يتحكم في الدولة ويصبح هو الحاكم الفعلي، أدرك المصريون أنهم يُحكمون الآن بالتنظيم الدولي للجماعة، وأن الوطن ومؤسساته توظَّف لصالح هذا التنظيم، الذي أعاد مصر بسرعة شديدة إلي العصور الوسطي.
قرر الملايين أن يبحثوا عن السبيل، أقسموا بأن يعيدوا الوطن المخطوف إلي أصحابه، وأن يستعيدوا أكثر من مليون مصري تركوا البلاد وهاجروا هربًا من حكم الإخوان الجدد، قرر المصريون هذه المرة أن يقفوا وأن يتصدوا وأن يقدموا التضحيات مهما كانت.
هناك شعور غريب يسري بين الكافة، هذه المعركة ربما تكون الأخيرة، إذا لم نسترد مصر فيها، فلن تعود إلينا مجددًا ولو بعد حين، سيبدأ المخطط الكامل في حال الفشل!!
كانت اللحظات حاسمة، قبيل الثلاثين من يونية بقليل بدأت الحملات الإعلامية الرخيصة، اللجان الإلكترونية الإخوانية تمارس هوايتها في الأكاذيب والادعاءات، قنوات وصحف مشتراة تلعب دور المحرض علي المواطنين والنخبة علي السواء، حرب نفسية تتصاعد، شائعات وأكاذيب بلا نهاية.
كانت عمليات التلفيق للنشطاء تتواصل، النائب العام المعين لا يتوقف، السجون تفتح أبوابها، أحمد دومة ليس وحده الذي سجنوه في هذا الوقت، المئات، بل الآلاف كانوا ينتظرون دورهم، عملية تصفية حسابات واسعة كانت تُعِد لها رئاسة الجمهورية كشوف تقدَّم بأسماء عدد من النشطاء والقيادات بهدف تحقيق ضربة استباقية تجهض الثورة المتوقعة.
في اليوم التالي الثلاثاء 11 يونية 2013 عقد مكتب إرشاد جماعة الإخوان اجتماعًا علي جانب كبير من الأهمية في مقر المكتب بالمقطم.
كانت النقطة الوحيدة المطروحة علي جدول الأعمال تتعلق بسبل مواجهة القوي الليبرالية والعلمانية التي دعت إلي مظاهرات حاشدة في 30 يونية.
في هذا الاجتماع ثار جدل كبير حول الأساليب الكفيلة بالتصدي لهذه المظاهرات التي أشار بعض الحاضرين إلي أنها لن تكون كسابقتها، بل إنها تمثل خطورة وتهديدًا جادًا علي نظام الحكم، يتوجب من الآن الإعداد لمواجهتها.
كان من رأي المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة أن هناك قوي خارجية كبري تُعدُ وتدعم المذبحة المتوقعة للإخوان المسلمين في الثلاثين من يونية، وأنه يجب مواجهة هذه المذبحة والحفاظ علي النظام.
ورأي المهندس خيرت الشاطر أن المواجهة الداخلية تستوجب دعوة جميع القوي الإسلامية والتنظيمات السلفية والجهادية للوقوف خلف الجماعة، وقال: لابد من تحذيرهم من أن تصفية جماعة الإخوان ستكون هي الخطوة الأولي في إطار مخطط تصفية ومحاربة القوي الإسلامية الأخري، وأنه لابد من التفاف القوي الإسلامية جميعًا ضد الخطر الداهم علي الإسلام والمسلمين كما قال.
وبالفعل تم الاتفاق علي أن تدعو الأمانة العامة لمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المكونة من المرشد د.محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر ومحمود عزت والأمين العام د.محمود حسين إضافة إلي د.سعد الكتاتني لهذا اللقاء.
تم الاتفاق علي عقد الاجتماع مساء الأربعاء 12 يونية 2013 بمقر الإخوان بالمقطم بحضور ممثلين عن جميع القوي الإسلامية والسلفية والجهادية والشخصيات الإسلامية الفاعلة لمناقشة تطورات الموقف الراهن.
وفي مساء يوم الأربعاء عُقد الاجتماع بمشاركة المرشد العام لجماعة الإخوان وجميع أعضاء مكتب الإرشاد، وفي بداية هذا الاجتماع تحدث د.محمد بديع عن الأوضاع التي تعيشها البلاد وتعرِّض التيار الإسلامي لحرب شعواء من المعادين كما قال وزعم أن هناك قوي داخلية وخارجية وبالذات من دول الخليج تستعد للانقضاض علي كل ما هو إسلامي في مصر.
وطالب بديع جميع الحاضرين بالتوحُّد لإفشال هذه الغزوة التي تهدد تاريخ مصر وشعبها وتستهدف القضاء علي حملة راية الإسلام.
وبعد أن انتهي المرشد العام من مداخلته في بداية الاجتماع، تحدث نائبه خيرت الشاطر، عن أبعاد المخطط، وطرح الخطط والبرامج والسيناريوهات التي تستهدف مواجهة ما أسماه بالقوي 'العميلة'.
وقد طلب الشاطر من الحاضرين إبلاغ الإخوان بمدي قدرتهم علي حشد الشباب المسلم الصادق الغيور علي الإسلام لمواجهة هذه الغزوة، حتي يتمكن الإخوان وحلفاؤهم من توزيع قواهم بما يغطي جميع أنحاء مصر.
وقال الشاطر 'إن كانت قوتنا كبيرة وحشدنا ضخمًا وكنا جاهزين لمواجهة الموقف منذ اللحظات الأولي فسوف ننجح في قمع وتصفية هذه الغزوة، ولن ندع مجالاً للجيش والقوي الأمنية الأخري للتدخل'.
وقال الشاطر 'إن كل ما يريده الطرف الآخر هو جرُّ الجيش إلي المشهد السياسي وإعلان الأحكام العرفية وتعطيل العمل بالدستور وعودة الحكم العسكري مجددًا'.
وأضاف: 'بقدر ما نكون أقوياء وحشدنا كبيرًا، فسوف نخيف الآخرين ونجعل الجيش يفكر مليون مرة قبل التدخل في الشارع المصري، ولذك يجب أن تكون لغتنا من الآن هي لغة الأرقام لنعمل معًا علي توزيع قوانا بشكل ناجح بهدف خلق الصدمة الأولي للطرف الآخر'.
وبعد أن انتهي الشاطر من مداخلته تحدث كل من طارق الزمر وعبود الزمر بمداخلات حماسية تركزت حول الحديث عن الحرب التي تُشنُّ ضد السُّنة في العالم، وقال أحدهم: 'لقد تركنا أهل السنة يُذبحون في سوريا ولبنان والعراق، ولابد للرئاسة المصرية أن تتخذ مواقف حاشدة وداعمة لأهل السنة'.
وطالب جميع الحاضرين من القوي السلفية والجهادية الإخوان بموقف حاسم وواضح تجاه ما يحدث في سوريا، وكان الاقتراح المقدم في هذا الاجتماع هو: قطعَ العلاقات مع الحكومة السورية فورًا، وشنَّ هجوم تحريضي ضد حزب الله وإيران.
وقد أكد خيرت الشاطر استجابة الإخوان لهذا المطلب، وقدم لهم أفكارًا أولية للخطاب الذي سيلقيه مرسي يوم السبت 6/15 في مؤتمر 'نصرة سوريا' بالصالة المغطاة بالاستاد الرياضي، ووعد الشاطر بأن الرئيس سيلبي في هذا الخطاب كل مطالب القوي السلفية والجهادية ويطمئن مخاوفهم ويبددها.
انتهي الاجتماع في وقت متأخر من الليل، وبعد الاجتماع عقد مكتب الإرشاد جلسة خاصة لاستكمال ما بدأه، وخلال هذا اللقاء تقدم د.سعد الكتاتني بمداخلة طالب فيها الإخوان بضرورة طمأنة الغرب وبالذات الولايات المتحدة، وأن علينا أن نقنع الأمريكيين بأن ما يجري إعداده ليوم 30 يونية يستهدف إسقاط حلفاء أمريكا وفتح الطريق أمام قوي راديكالية ويسارية متطرفة تجاهر بعدائها لأمريكا لتولي السلطة في مصر.
وقال الكتاتني: يجب أن نوضح موقفنا للغرب ولأمريكا بشأن سوريا، بل يجب أن نسبق الأمريكان في الخطاب والشعارات، ويجب أن يطلب الرئيس مرسي في خطابه من مجلس الأمن فورًا بحث فرض الحظر الجوي علي سوريا.. في الوقت الذي لاتزال أمريكا تدرس فيه هذا الخيار، يجب أن نكون نحن السبَّاقين والمهللين له، حتي تطمئن أمريكا والغرب إلي أننا معهم في خندق واحد، يجب أن يكون خطاب الرئيس مرسي واضحًا وجليًا، لأن مشروع تصفية الإسلام هو مشروع واحد، وما يحدث في تركيا الآن من مؤامرات لإسقاط النظام الإسلامي الحاكم، يدخل ضمن الحلقة نفسها التي تُعَدُّ لمصر.. يجب أن نكسب ثقة الغرب وثقة أمريكا، لنقول لهم 'بالقدر الذي تقفون فيه معنا، سنحقق أهدافكم دون أن تكونوا مرغمين علي الانجرار إلي حرب إقليمية'.
وافق الحاضرون علي هذه الصيغة، وتقرر إبلاغها إلي الرئيس مرسي ليتضمنها خطابه الذي حُدِّد له يوم الخامس عشر من يونية بالصالة المغطاة بالاستاد الرياضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.