بعد ثورتين في أقل من ثلاثة أعوام كان يفترض أن تدخل الأمة المصرية بدولتها في صراع علي طريق الاستقرار يستغرق سنوات طويلة.. إلا أن هذا لم يحدث!! علي عكس كل حقائق التاريخ الفترات التي تلي الثورات في حياة الأمم هي أصعب الفترات حيث الأحلام بلا سقف والتطلعات لنجوم السماء لا تتوقف والقائد الحقيقي الذي يسوقه القدر بعد الثورات لابد أن يبدأ برنامجاً هائلاً من الإنجازات لحماية الشعب من الاحباط وهذا ما أدركه الرئيس السيسي والتقطه الشعب بحسه الحضاري وتكوينته الفريدة التي تضم في جيناتها حضارة 7 آلاف عام.. مصر بشعبها الصابر والمرابط والذي لم يعرف الاحباط علي مر التاريخ حتي وصفه المؤرخون بطائر العنقاء الذي ينبعث دائماً من الرماد اصطفت وراء القائد في رحلة إنجاز غير مسبوقة في التاريخ الحديث.. مشروعات قومية.. عدالة اجتماعية تحرك سياسي ناضج أعاد لمصر مكانتها وسط الأمم.. وكان لابد أن يحرك ذلك كتائب اليأس فأطلقت مدفعيتها الثقيلة لتشييع الاحباط في بشائعات ومؤامرات وأعلام حرص علي تصدير اليأس إلا القليل منه الذي يحاول تقديم رسالة إيجابية تبعث علي الطمأنينة. ولأن المصريين وعلي عكس كل الشعوب تعاملوا مع المكان والزمان بألفة ومحبة كانوا قادرون علي الفرز والاصطفاف فصنع الشعب المصري الحقيقي لنفسه ميثاق الأمل وأرسله رسائل اطمئنان وحب للقائد. مخزون القيم لدي المصريين هو الذي جعلهم لا يستجيبون لنداء الدمار الذي عانت منه الدول بعد الثورات وجعلهم أيضاً لا يلتفتون لكتائب اليأس التي تحاول أن تزيد الاحتقان لدي المواطن وتزيد من قوة الشحن الاجتماعي في اتجاه الاحباط. شهور قليلة بعد أن أطلق الرئيس السيسي مبادرة "الأمل والعمل" من علي منبر الأممالمتحدة والتي أنهت بها مصر صورة الدولة المرتبكة حتي كانت الإنجازات بالمليارات وفي كل شبر من الوطن مما أجبر خبراء الاقتصاد علي الشهادة بأن مصر تمضي علي الطريق الصحيح وإذا كانت هناك آثار سلبية للإصلاح الاقتصادي فهو شيء طبيعي وتطبيق شبكة الأمان والعدالة الاجتماعية سيخفف من غلاء الأسعار وهو ما تدركه القيادة جيداً. ودائماً كان الشارع المصري ماسكاً بزمام الحقيقة قادراً علي الفرز.. شاعراً بمن يعمل من أجله بالفعل لذا جاءت صيحته "نحن لا تستمع لدعاة الفوضي ومحاولات التضليل ونقف مع الرئيس ضد من يريدون هدم الدولة". وجاءت كلمة رجال الدين لتتلاقي مع ضمير الشعب فالمصريون سيظلون كذلك.. وهم في رباط إلي يوم الدين ومصرهم محفوظة بكلمة الله وعدله.