قاتل الله الإحباط.. فآلاف الشباب الناقم المتهكم والساخر في كل الأحوال ومن كل السياسات ليسوا بالضرورة خونة ولا إخوان أو كارهين للأوطان.. جلهم محبطون فاقدون للأمل علي نحو يجعلهم فريسة سهلة للعدا ولمن خان.. أداة تفرز سموم اليأس علي مدار الساعة كالغدة المحتقنة.. جرثومة تحول طاقات الشباب إلي معاول تهدم كيان الوطن وقاماته. وإذا كان الإحباط نوعا من المرض النفسي - وليس علي المريض حرج - فإن صناعة الإحباط هي بالتأكيد نوع من الخيانة.. يصنع الإحباط بقتل الأمل في مجتمع عادل وحياة كريمة ومستقبل يشبع الاحتياجات ويرضي الذات.. الأمل ترياق الإحباط.. فاصنعوا الأمل يرحمكم الله. ** وكثير من بواعث الأمل تشهدها الساحة المصرية في الفترة الأخيرة.. فالدولة عادت.. الأمن حاضر.. الشرطة استوعبت درس 25 يناير.. وتتواجد بقوة ونعومة.. انجازات كبري تجري بسرعة في مئات المواقع.. وسياسات تنحاز للبسطاء وتلتزم بمبدأ السيادة للشعب.. ورغم تأثر بعض الفئات بتداعيات تعويم الجنيه وارتفاع الأسعار إلا أن الواقع يؤكد أن الدولة نجحت من خلال سلسلة إجراءات في توفير السلع الأساسية للفقراء ربما لأول مرة منذ عقود بدون طوابير ولا معاناة.. الدعم بدأ يترشد فعليا ليأخذ طريقه إلي مستحقيه حنفية الفساد تضيق علي لصوص الدعم. ** في مراحل التحولات الكبيرة كالتي تشهدها مصر والمنطقة والعالم حاليا يبدأ المشهد ملتبسا لكن رويدا تعود القوي إلي نقاط التوازن وتبدو الانحيازات واضحة جلية.. المحن تظهر العدو من الحبيب.. ليس صحيحا ان العلاقات الدولية تخاصم المشاعر ولا تعرف العواطف في المطلق.. فالأساس الأول لمفهوم الأمة - أي أمة سواء العربية أو الألمانية أو الأمريكية - هو الرغبة في العيش المشترك.. مصالح الوجود والبقاء لا تنفصل عن الأخوة العربية.. والدور العربي في هذا الكوكب يعلو شأنا ويزداد قوة ورسوخا بالتماسك المصري السعودي. ** تصاعد قضية القتيل الايطالي جوليو ريجيني تعكس خطايا في المعالجة الأمنية الاعلامية وليس فبركة أو اصطناع كبش فداء كما يصور البعض.. لكنها تكشف أيضا عن شعبوية تسيطر علي السياسة الايطالية والانزلاق إلي استغلال الحدث في اكتساب شعبية زائفة علي حساب الحقيقة. ** أما النموذج الصارخ لأعداء الفرح هو الرئيس الكولومبي لشركة أسمنت أسيوط.. أصدر فرمانا بإلغاء الأفراح في نادي الأسمنت الذي يضم قاعات تؤجر يوميا بمبالغ باهظة لاقامة حفلات الزواج.. مبررا القرار أن المعازيم اطلقوا الرصاص ابتهاجا في فرح ضابط يوم 25 فبراير.. وأن رصاصة طائشة أصابت مواطنا علي بعد كيلو مترين..! طبعا الارتباط غير مؤكد.. والمنع ليس حلا.. والنادي لم يدخل ضمن صفقة الخصخصة باعتباره منشأة رياضية تخدم العاملين.. يبدو أن للقرار بواعث خفية وكذلك حدود السلطة والمسئولية.