العلماء كل العلماء في كل بلاد الدنيا بمكانة خاصة لا تدانيها مكانة لأنهم المشاعل والشموع التي تضيء مستقبل الأمم والشعوب لذا نجد أننا حين نفقد أحدهم في لحظة ما نستشعر بأننا قد سقط منا جانب أو ركن مهم في حياتنا كثيراً ترتكن عليه وإليه نستقي منه النصح والحكمة ونهتدي بكل ما يأتي به من نظريات في الحياة أو علمية للمساعدة عند اجراء بحث ما في أي مجال من المجالات. لذا كان من الضروري ان تكون هذه القامات العلمية محط الأنظار لدي الجميع ترنو إليهم الأعين متطالعة الي كل جديد ومبتكر تخرجه قرائح هؤلاء العلماء النوابغ الذين رزقهم الله العلم الواسع وأفاض عليهم من فضله بعقولهم التي أنارها الله تعالي بنور العلم والإلهام فكانوا سباقين لكل ما هو ما هو جديد في المجالات المختلفة وذلك من لدن آدم أبو البشر وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.. سيظل هؤلاء كوكبة للبشرية.. تنتظر منهم كل إبداع ينفع البشرية ويخفف عنها المعاناة. * أردت بهذه المقدمة أن أتناول حديثاً عن أحد ابرز علماء عصرنا الحاضر الذي ملأ الدنيا بغزارة علمه وابداع ما بعده ابداع في مجالي الكيمياء والفيزياء منذ أن كان طالبا بعلوم الاسكندرية وحتي قبيل وفاته بأشهر قليلة. كان "زويل" ابن محافظة البحيرة خريج الجامعات والمدارس المصرية "الحكومية" الذي اثبت بتفوقه العلمي الذي لا مثيل له.. أن التعليم "المجاني" كان هو الأمثل في ذلك الزمان حيث كانت المنظومة التعليمية آنذاك كأفضل ما يكون نظم التعليم في مصر والدليل كوكبة العلماء الذين تخرجوا في المدارس الحكومية المصرية بعيداً عن السوق التعليمي الهابط في أيامنا هذه.. فهناك التعليم اللغات والمدارس الدولية.. وكل هذا المنتج "صفر" علي العكس مما كان يحدث قديماً. أترك كل هذا لأعود للحديث ثانية.. لعالمنا الراحل د.أحمد زويل الذي كان ملء السمع والبصر الذي لم يتخل يوماً ما عن وطنه مصر.. فقد رفع اسم مصر عالمياً في كثير من المحافل الدولية.. نبه العالم أجمع الي أن مصر أم الدنيا ولادة بالكثيرين من العلماء في شتي فروع العلم.. فإلي جانب الراحل العظيم زويل هناك كوكبة كبيرة من علمائنا الأفاضل الذين ينتشرون في الجامعات الأمريكية والأوروبية.. نتمني منهم أن يحذو حذو زويل الإنسان الذي كان كثير الزيارة لمصر التي كانت في خاطره دائماً.. باحثاً عن المستقبل العلمي والتكنولوجي لهذا الوطن.. حتي كانت الفكرة الرائدة بانشاء مدينة زويل للعلوم.. التي تعد المشروع الحلم الذي وضعه د. زويل نصب عينه ليكون هو المعمل الذي يتم فيه تفريخ علماء المستقبل فوق أرض مصر الطيبة ولكن ومن اسف لم يمهله القدر أن يشهد افتتاح هذا الصرح العلمي الكبير.. الذي نرجو من الدولة ممثلة في قياداتها المختلفة ان تهتم باتمام مشروع زويل.. ليكون استكمال مدينة "زويل" العلمية بمثابة لمسة وفاء للعالم الكبير د. زويل.. فهل تستكمل مصر المشروع الحليم؟! في رأيي.. أكيد.. أكيد هيحصل ده وبكرة تشوفوا مصر.