جاء قرار وزير الصحة بتخصيص منافذ مميكنة لصرف ألبان الأطفال المدعمة بجميع المحافظات بالكروت الذكية بمثابة طوق انقاذ للعديد من الأسر التي طالما عانت من استيلاء معدومي الضمير علي كميات منها وبيعها بالسوق السوداء حيث سيتم الصرف من خلال 1005 منافذ توزيع في 27 محافظة منها 525 منفذاً مجهزاً تابع لبرنامج الرعاية الصحية لغير القادرين وجار تجهيز 480 بإجمالي تكلفة 13.7 مليون جنيه ويستهدف أربعة فئات الأم غير القادرة علي الرضاعة الطبيعية أو المريضة أو المتوفاة وولادة أكثر من توأمين علي أن جميع الألبان المدعمة بالصيدليات بداية من أول أغسطس. وقد أعرب المواطنون عن سعادتهم بالمشروع الذي سيقضي علي ساعات الانتظار والبحث بين المنافذ المحدودة مطالبين بضرورة مراعاة بعض الحالات الاجتماعية عند تحديد المستحقين في الوقت الذي أكد الأطباء ان المشروع سيقضي علي الوساطة والتدليس ويعمل علي توصيل الدعم لمستحقيه. بشرة خير وتشير عواطف حسن ربة منزل إلي المعاناة التي تتكبدها وطوابير الانتظار التي تمتد لساعات طويلة للحصول علي اللبن المدعم وأحيانا ننتقل بين المنافذ المختلفة بحثاً عنه وكان يتم اخفاؤه لأصحاب النفوذ ومن يدفع أكثر في قيمته الشرائية قائلة: أعول طفل عمره خمس شهور وكنا نبحث عن لبن بيوميل المخصص من سن شهر إلي 6 شهور وبعد مشقة ويأس واستغلالا لحاجتنا حصلنا عليه بصعف الثمن من إحدي الصيدليات.. لذا نأمل أن تكون الكروت المميكنة حلاً للأزمة من خلال توفير منافذ ثابتة وكميات وفيرة مع الالتزام بوصول الألبان لمن يستحق فقط معتبرة هذا القرار بريق أمل وبشرة خير تؤكد اهتمام المسئولين بمشاكل الفئة العريضة من محدودي الدخل. وتقول نجلاء يوسف ربة منزل: لولا الحاجة وضيق اليد ما خضنا معركة الحصول علي عبوة لبن مدعم لابني وما انتظرنا ساعات في طوابير تحت حرارة الشمس الحارقة.. فزوجي موظف بسيط وأحتاج ألبان شهرية بقيمة لا تتناسب مع دخلنا المتواضع ونعاني أحياناً من صعوبة الحصول علي اللبن المدعم فأضطر لشرائه من الصيدليات الخاصة بسبعين جنيهاً ولكن لا يمكنني تكرار ذلك أكثر من مرة. الرقابة أهم وتعاني ريهام أحمد موظفة من دخول ابنتها الحضانة بعد الولادة لعيب خلقي في النفس أدي لعدم قدرتها علي الرضاعة الطبيعية مما أدي لجفاف اللبن الطبيعي وأصبحت في حاجة للألبان الصناعية والتي نجد صعوبة في توافرها خاصة لمرحلة ال 6 شهور ونأمل أن تستطيع الحكومة السيطرة علي الأزمة من خلال الكارت الذكي الذي سيؤدي لوصول الدعم لمستحقيه بشرط إحكام الرقابة علي تلك المنظومة. ويشير علي علي موظف إلي أنه عند تطبيق منظومة الكروت الذكية والصرف لمن يستحق من خلال الفحص الطبي يجب مراعاة الظروف الاجتماعية التي تجبر بعض الأمهات العاملات علي الرضاعة الصناعية نتيجة تواجدها لفترة طويلة خارج المنزل لها بصرف اللبن المدعم. ويشاركه في الرأي عبدالحافظ فرج موظف : هناك بعض الحالات الصحية الخاصة بالأطفال مثل ضعف الوزن وسوء التغذية التي تجبر الأم علي ضرورة الاستعانة بألبان صناعية مساعدة فنجلتي تقترب من العامين ووزنها وزن طفلة عمرها خمسة شهور وهناك حالات لأطفال لا يكفيها لبن الأم وتحتاج كميات إضافية أكبر وغيرها من الحالات التي يجب مراعاتها في المنظومة الجديدة. ويضيف محمود سالم عامل: ان أصحاب النفوس الضعيفة وراء تلك الأزمة فالقادرون يزاحمون محدودي الدخل في أبسط حقوقهم ومعدومو الضمير يستولون علي كميات كبيرة لصالح محلات الحلويات وبعض المقاهي لذا ستقضي الكروت الذكية علي الأزمة بشرط تحديد معايير الصرف وتطبيقها بشكل حازم كما يجب أن يكون فحص حالة الأم دوري بحيث انه متي تحسنت حالتها أو حالة طفلها يمنع صرف اللبن ويستفيد منه آخرين. معايير محددة وبمواجهة الدكتور عادل عبدالمقصود رئيس شعبة الصيادلة بالغرفة التجارية أكد ان قرار صرف الألبان المدعمة من خلال الكروت الذكية سيحل الأزمة لمحدودي الدخل والفقراء وستحكمه عدة معايير لضمان وصولها لمستحقيها وعدم التلاعب بالكميات المدعمة حيث انه سيتم توقيع الكشف الطبي من الطبيب المختص علي الأم ومتي اتضح انها مصابة بمرض يمنعها من الرضاعة لعدم الإضرار بالطفل أو نقل عدوي له سيتم الصرف كذلك في حالات التوائم والأم المتوفاة وسيتم الصرف من خلال مراكز الطفولة والأمومة وصيدليات الشركة المصرية لتجارة الأدوية وجميع فروعها المنتشرة في الجمهورية وبذلك تعد تلك الخطوة بارقة أمل للسيطرة علي الأزمة وضمان وصول الدعم لمن يستحق. ويؤكد الدكتور عبدالمقصود علي ضرورة تغيير شكل العبوة المدعمة لتمييزها عن عبوات الصيدليات للحد من التدليس والغش موضحاً عدم خفض حجم العبوة التي سيتم تداولها لمحدودي الدخل ومستحقي اللبن المدعم من 450 جراماً إلي 400 جرام كما زعم البعض فتلك الكمية الضئيلة تمثل فارق لا يستهان به لدي الطفل فمرفوض تماماً المساس بالكمية. ويشدد علي ضرورة تغليظ العقوبة في حالة ضبط كميات من الألبان المدعمة بالأسواق والصيدليات أو بمحلات الحلوي والمقاهي بحيث لا تكون العقوبة غرامة مالية فقط وإنما تصل إلي الحبس ومنع مزاولة النشاط للحد من التلاعب بمقدرات المواطن البسيط. ويتفق معه في الرأي الدكتور عمرو توفيق صيدلي بالشركة المصرية لتجارة الأدوية موضحاً ان الكارت المميكن ستكون مدته 6 شهور وبعد ذلك سيتم تغييره لصرف نوع آخر من الألبان حسب سن الطفل وتقدمه في مراحل العمر أي ستختلف العبوة باختلاف عمر الطفل لتناسب حاجته الغذائية وجار تحديد هل سيكون الصرف بالأسبوع أم بالشهر وبذلك سيتم القضاء علي تسريب الألبان والوساطة وطوابير الانتظار والمشقة في الحصول عليها.