دخل المستشار عدلي منصور "الرئيس المؤقت من 4 يوليو 2013 إلي 8 يونيو 2014". التاريخ المصري من أوسع أبوابه حينما وافق علي تولي إدارة البلاد في أعقاب ثورة الشعب علي حكم الفاشية الدينية. فأدار البلاد - في ظرف بالغ الصعوبة - بحكمة القاضي وروح الوطني الغيور علي مستقبل الوطن. ثم سلم المنصب يوم 8 يونيو 2014 للرئيس عبدالفتاح السيسي الذي انتخبه الشعب ليكمل ما بدأه من محاولات لملمة الوطن. قبل أن يسلم عدلي منصور الأمانة تحدث إلي الأمة منذ عامين "4 يونيو 2014" ملخصا رؤيته التي استخلصها من تجربة حكم مصر لمدة سنة. اعتقد أنها امدته بالكثير من الأفكار والمعاني مما انعكس علي كلماته في خطاب الوداع. الذي سيظل هاديا لكل رئيس يحكم مصر. حتي تثبت أقدامها علي طريق اللحاق بالأمم المتقدمة التي تعلي قيمة المواطنة والمساواة أمام القانون. من هنا تأتي أهمية استعادة فقرات مما قاله المستشار منصور في خطابه. بقدر ما تسمح المساحة. حيث يقرر أن تولي رئاسة مصر هي مهمة عظيمة. تستمد عظمتها من عظمة هذا البلد الرائد في محيطه الإقليمي. ملتقي الأديان السماوية معبر الأنبياء مهد الحضارة منبع الفنون. وبهاء العمارة وعبقرية المكان. مركز العالم وهمزة الوصل بين قاراته القديمة. بلد النيل. وأرض الفيروز. وقناة السويس. مصر الأزهر والكنيسة. مصر العربية والافريقية والإسلامية والمتوسطية. ويحدد أسلوبه في إدارة البلاد قائلا: ¢استمع للجميع. وأقيم الشوري. ثم اتخذ القرارات المناسبة. واتحمل مسئوليتها أمام الله والوطن. حرصت في كافة هذه الخطوات أن اطبق مبدأ الشوري وديمقراطية اتخاذ القرار. فدعوت إلي الحوار المجتمعي مع كافة قطاعات الشعب وفي مقدمتهم الشباب. مستقبل الأمة قلبها النابض. ووعيها المتفتح. وروحها الوثابة¢¢. ثم يخاطب المصريين بقوله: ¢بفضل وعيكم وعزيمتكم القوية لن تري مصر احتكارا للوطن أو الدين بعد اليوم. واعلموا ايضا انه لن يساوم احد الشعب مرة أخري علي الخبز مقابل الكرامة. ولا علي الأمن مقابل الحرية. فسيأتي الخبز بكرامة ما دمنا اهتدينا بالعمل سبيلا. في وطن خيراته باتت لابنائه. وسيأتي الأمن ما دامت الحرية المسئولة ضامنة له ولبقائه بفضل غيرة ووطنية المصريين¢. وينتقل إلي نقل خبرته للرئيس المنتخب الذي سيتسلم الأمانة من بعده: ¢أحسن اختيار معاونيك. فهم سندك ومعينوك علي ما سيواجهك من مشكلات داخلية صعبة. ووضع اقليمي مضطرب.. تقتضي الأمانة أن أحذر من جماعات المصالح التي تود أن تستغل المناخ السياسي الجديد لطمس الحقائق وغسل السمعة وخلق عالم من الاستفادة الجشعة.. أوصيك بهذا الشعب الصابر خيرا. فحقوق الإنسان لا تقتصر علي الحقوق السياسية والحريات المدنية التي يجب أن تعظم وتزدهر. وإنما تمتد لتشمل نطاقا أوسع. ومفهوما أعمق يرتبط ارتباطا مباشرا بالتنمية. والحقوق الاقتصادية والاجتماعية¢. كما يتحدث عن الحاجة الملحة لتجديد الخطاب الديني: ¢تجديد الخطاب الديني يتعين أن يكون جزءا من حركة تنويرية شاملة. تستهدف الارتقاء بالذوق المصري العام وتشارك فيها كافة المرافق الثقافية. فكتاب مصر وأدباؤها وشعراؤها وصحفيوها واعلاميوها وفنانوها ومبدعوها. مدعوون جميعا للمساهمة في هذه الحركة التنويرية. لإعادة إحياء الهوية الثقافية المصرية. برفضها الفطري للتعصب. وكرهها الطبيعي للإرهاب¢.