فى خطاب وداعي، يختتم به توليه الرئاسة لمدة عام، أكد المستشار عدلى منصور، أن التاريخ سيذكر أن القوات المسلحة والشرطة، حالت دون سقوط أقدم دولة فى التاريخ، موضحا أن 30 يونيو كانت كاشفة، وأظهرت معادن الرجال والمواطنين الشرفاء، ومثلت الإرادة الشعبية. واستعرض منصور، فى خطابه، ما يمر به المجتمع المصرى الآن، وماشهده من تحولات وأشار إلى حالة الانفلات الأخلاقى والقيمى، التى تخالف تعاليم الإسلام والمسيحية، موضحا أننا بحاجة إلى تجديد الخطاب الدينى بعيدا عن التعصب أو التخريب. وقال إن تجديد الخطاب الدينى يتعين أن يكون جزءا من حركة تنويرية شاملة لإعادة إحياء الهوية الثقافية المصرية برفضها الفطرى للتعصب، وكرهها الطبيعى للإرهاب، مشيرا إلى أن مصر القبطية جزء لا يتجزأ من نسيج هذا البلد، ومكون أصيل من تاريخ مصر الثري. وأوضح عدلى منصور أن يد الإرهاب الخبيثة لم تفرق بين مسلم ومسيحي، أو بين مسجد وكنيسة، وخالفت روح الإسلام الحقيقية التى تجلت قيمها ظاهرة فى العهدة العمرية، وقد جددت مصر هذه العهدة ومبادئها، وسنظل دائما أمة واحدة تدعو إلهها الواحد. ووجه منصور التحية للأشقاء الذين دعموا مصر منذ اليوم الأول، وخص بالذكر السعودية، والإمارات، والكويت، والبحرين، والأردن، ودولة فلسطين. أما المعسكر الآخر، فقال المستشار منصور له: إن مصر كانت وستظل بكم أو بدونكم، وهى عائدة لا محالة لدورها ومكانتها فى المنطقة شئتم أم أبيتم. وأوصى منصور الرئيس المنتخب بأن يحسن اختيار معاونيه، وحذره من جماعات المصالح التى تود أن تستغل المناخ السياسى الجديد لطمس الحقائق وغسل السمعة. وأشار إلى ما يحدث فى المنطقة من تفكك لدولها. فى غضون ذلك، أعلن المستشار ماهر سامى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، المتحدث الرسمى لها، أنه تم الانتهاء من جميع الاستعدادات اللازمة لأداء الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى لليمين الدستورية أمام الجمعية العامة لمستشارى المحكمة. وقال إن أداء اليمين سيكون فى تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح الأحد المقبل، بحضور المستشار عدلى منصور، بوصفه رئيس الجمهورية المؤقت، وإبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وأعضاء الحكومة الحالية بكامل تشكيلها، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الشخصيات العامة والسياسية، من بينهم الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أنه سيعقب أداء اليمين الدستورية، إقامة حفل يدعو فيه السيسى الملوك ورؤساء الدول ضيوف مصر للترحيب بهم فى قصر الاتحادية، ثم تقام احتفالية ثانية الساعة السابعة مساء بقصر القبة دعى إليها نحو ألف شخص من مختلف القوى، والأحزاب، والشخصيات السياسية، والرموز المصرية. وقد تسلم الحرس الجمهورى أمس مقر المحكمة الدستورية لإنهاء إجراءات التأمين اللازمة فى أثناء أداء اليمين، إلى جانب اتخاذ إجراءات أمنية مشددة فى محيط المحكمة، تقوم بها القوات المسلحة مع الشرطة. وصرح اللواء عبدالفتاح عثمان، مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات، بأن إجراءات التأمين ستكون غير مسبوقة، ويشارك فيها جميع قيادات الداخلية، وقطاعاتها المختلفة من الأمن العام، والأمن المركزي، ومدير أمن القاهرة، والعمليات الخاصة. نص خطاب الرئيس عدلى منصور: حيا الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور الشعب المصرى على وعيه السياسى وشعوره الرفيع بالمسئولية, وإنجاز الانتخابات الرئاسية على نحو مشرف.. وقال:لقد أنجزتم استحقاق الانتخابات الرئاسية كما ينبغى، وستكملون خريطة الطريق بالانتخابات البرلمانية على هذا النحو المشرف..لقد برهنتم أنكم تدركون قدر وخطورة ما تواجهه مصر من تحديات. وأعرب منصور - فى خطاب وداعى يختتم الفترة الانتقالية التى انتهت بإعلان عبد الفتاح السيسى رئيسا منتخبا لمصر- عن شكره لشعب مصر الذى شارك رغم حرارة الطقس فى انتخابات الرئاسة, وقال:شكرا للدولة المصرية التى حافظت مؤسساتها على الحياد بين المرشحين المتنافسين فى انتخابات الرئاسة. وأضاف:أودعكم اليوم بعد عام من المسئولية الجسيمة والأمانة الكبيرة بكل مافيها من تحديات وصعوبات.. اننى كمواطن مصرى فخور بهذا الوطن وحضارته وواثق بأن مصر ستستعيد مكانتها فى المستقبل القريب وفيما يلى نص الخطاب: