أكد العلماء أن زيارات الإمام الأكبر لمختلف دول العالم مبادرة للم شمل العالم الذي يعيش حالة من الاختلاف الشديد. كما انها دعوة للسلام من دين يتهمه الغرب بالعنف والتشدد. أشاد العلماء بدعوة الإمام الأكبر بالعالمية التي تدعو للتعاون بدلاً من العولمة التي تدعو إلي الاقصاء وإذابة الضغناء فكرياً وثقافياً ودينياً وقالوا ان مؤتمر السلام العالمي الذي يعقد بالتعاون مع الفاتيكان يمثل ثمرة مهمة قد تكون بداية لوقوف عقلاء العالم ضد الارهاب العالمي الذي لا وطن له ولا دين ولا عرف. أشاد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بدعوة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الغرب إلي تبني فكر "العالمية" التي يدعو اليها الاسلام وتنطلق من فكر التعاون بدلاً من العولمة التي تقوم علي الصراع والاقصاء. وقال ل "الجمهورية" إن مجرد لقاء شيخ الأزهر ببابا الفاتيكان في روما وخطابه للغرب في باريس يمثل انجازاً كبيراً حيث ان الزيارة ترد علي دعوات الغرب والمغرضين الكارهين للاسلام بأن ديننا دين إقصائي يحارب الاختلاف وان الجهاد يعني حرب غير المسلمين فها هو الامام الأكبر زعيم أكبر مرجعية اسلامية في العالم يمد يده بالسلام والتعاون للغرب ويعلن عندهم أن هدف الاسلام ودعوته قائمة علي قبول الآخر والتعاون والسلام. "منتدي الوسطية" أضاف: أننا في وزارة الأوقاف أقمنا منتدي فكرياً أطلقنا عليه منتدي الوسطية يشارك فيه غربيون وشرقيون بهدف اظهار الصورة الحقيقية للاديان وتقريب وجهات النظر وكشف زيف المغرضين الذين يتعاملون مع الأديان خاصة الاسلام إلي أنها آليات تفريق وابعاد واقصاء ودعوة للحرب. بعد قطيعة 5 سنوات أما الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الاسلامية والأمين الأسبق للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية أكد ان الزيارة تشكل معلماً فارقاً في العلاقة بين الأزهر ودولة الفاتيكان حيث كانت هناك قطيعة بين الأزهر والفاتيكان تجاوزت الخمس سنوات بسبب هجوم البابا بندكت بابا الفاتيكان السابق علي الاسلام ووصفه بالقيام علي العنف والانتشار بالسيف. وقال: ان من أهم ما جاء في زيارة الفاتيكان الاتفاق علي إقامة مؤتمر عالمي مشترك بين الأزهر ودولة الفاتيكان حول السلام بما يمثل رسالة قوية بأن الاسلام دين يتعايش مع المخالف وليس كما يقال ان الجهاد هو الحرب ضد الآخرين لمجرد أنهم آخرون..فالاتفاق علي المؤتمر رد علي من يدعون ان الارهاب فكر اسلامي أصيل وليس انحرافا فكريا عن جوهرالدين. جسور الثقة وأضاف: ان الزيارة أو الخطاب في باريس يمثل رسالة لصناع القرار في الغرب أن المؤسسة الدينية الكبري "الأزهر" تؤكد أنها تبني جسور الثقة مع اخواننا في الانسانية وترفض التهجير القسري الذي وقع لبعض اخواننا من المسيحيين كما انها رسالة الي المسلمين الذين يقيمون في مجتمعات غربية ويعتنق بعضهم أفكاراً خاطئة بأن الاختلاف في الدين والفكر لا يعني العداوة وانما يعني الثراء والتنوع وهو رسالة للغرب الذي يعيش بينه مسلمون بأن العنصرية لا تفيد ومن شأنها ان تضر بالجميع وقال: ان رسالة الزيارة في مجملها إجابة شافية للتساؤلات المشوشة في الأذهان الغربية عن الاسلام كما أنها تقيم عهدا جديدا في العلاقات بين الفاتيكان زعيم أكبر تجمع مسيحي في العالم والأزهر الشريف المرجعية الكبري للمسلمين في العالم. الدكتور محمد داوود أستاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس أكد ان زيارات الامام الأكبر للعالم سواء بأوروبا المانيا وفرنسا والفاتيكان أو افريقيا التي بدأت بنيجيريا وسوف تتوالي الزيارات تمثل مبادرة من الأزهر الشريف للم شمل العالم الذي أصبح في حرب حقيقية وعلي مشارف فوضي شاملة وقيام المؤسسة الدينية بهذا الجهد من شأنه ان يجمع عقلاء العالم ويوحدهم ضد الفوضي العالمية المنتظرة والتي بدأت بما يعيشه الشرق من عنف وتمزق وقال: ان حكمة الامام الأكبر التي تبدو واضحة في خطاباته وإعلانه بأن يمد يده بالسلام للعالم كما قال في المانيا وفي باريس للعالمية التي تعني التعاون والتأثير والتأثر وليس العولمة التي تعني الصراع السيطرة والاقصاء وذوبان الضعيف في القوي. وأضاف: ان الأهم في زيارة هو عملية كشف الحقيقة التي يخفيها اعلام مغرض بهجوم منظم ضد الاسلام والمسلمين يحيث أصبح المسلمون المعتدي عليهم المدمرة بلادهم معتدين علي الآخرين وقد صورهم الاعلام الغربي وكأنهم ليسوا بشرا ولا يستحقون ما تستحقه الانسانية من حقوق. فالزيارة تقول ان المسلمين يدعون للسلام ويعانون الارهاب والاضطهاد الاعلامي الذي يقدم صورتهم علي حقيقتها ومن المؤكد ان كثيرين من الغربيين سيعيدون النظر في رؤيتهم عن الاسلام. رسالة موجهة أكد الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية العلوم الاسلامية للطلاب الوافدين ان زيارة الامام الأكبر للفاتيكان رسالة موجهة من الأزهر الي الذين يتهمون الاسلام بأنه دين منغلق علي نفسه ولا يقبل الآخر. وانه دين اقصاء وهذا غير صحيح فالأزهر رأي أن هناك من تعدي علي الاسلام بغير حق مثل بابا الفاتيكان السابق وبناء علي ذلك تم قطع الحوار بينه وبين الفاتيكان ولم يكن الأزهر هو السبب ولما زالت هذه الآثار أرسل البابا الحالي دعوة للأزهر واستيقن الأزهر من حسن نيته بالايجابة ليقول لهم لا تظلموا الاسلام فهو يدعو علي التعاون بين أبناء البشرية جمعاء وارساء قواعد الاسلام العالمي واحياء ثقافة التعاون مع الآخر خاصة اذا كان من أصحاب الديانات الأخري وعلي رأسهم المسيحيون فهم أقرب إلي المسلمين مودة بنص القرآن. أشار الي أنه لو تم الاهتمام بثقافة التعايش والتراحم بين أبناء البشر لرأينا نتائج ايجابية هائلة توقف سفك الدماء وتحطم ثقافة القتل وترسي الأمن والأمان في ربوع الدنيا كلها وهذا ما جاء به نبي الاسلام قال تعالي: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" وليس للمسلمين فقط وهذا هو واجب الأزهر علي أن يصدره للعالم كله وترجمه ذلك الامام الأكبر بزيارته. خطوة في الطريق الصحيح أشار الدكتور مصطفي السمين عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع أسيوط الي ان زيارة الامام الأكبر للفاتيكان خطوة في الطريق الصحيح واضافة لما يقوم به الامام من جهود جبارة متواصلة في توصيل رسالة الأزهر ودوره الرائد في تقديم الوجه الحقيقي للاسلام ومبادئه السمحة ودحر هجمات المتطرفين ومخاطبة الغرب في أهم معاقله في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها العالم الاسلامي عامة ومصر خاصة. الدكتور عبدالغفار هلال عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الأسبق يقول: ان الزيارة تجسد الطريق الذي يجب علي العالم أن يسير فيه وهو طريق الأخوة الانسانية وطريق توحد الجهود من كل مَنْ له رأي أو دين أن يؤكد علي ان الارهاب مرفوض إسلامياً ولابد من الوقوف في وجه الخارجين علي قوانين الديانات السماوية والأحكام الربانية والأزهر الآن يحاول أن يصحح الصورة المغلوطة التي يروج لها أعداء الأزهر وأعداء الاسلام ولاسيما في الأيام الأخيرة التي قوي فيها التطرف وأخذ يدمرالعالم ويقطع رءوس الأبرياء. الصورة الحقيقية أضاف د. هلال أن الأزهر الآن يوضح الصوة الحقيقية لعلماء الأزهر وطلاب الأزهر وأن الأزهر يقوم علي دين الوسطية ويشجب كل محاولة للعدوان علي الآمنين أوترويعهم ويوضح الأزهر في هذه الجولات المكوكية وحدة الأديان وتعاونها للوقوف صفاً واحداً وفي وجه الارهاب الدولي البغيض الذي ليس له وطن وليس له دين. والأزهر يوضح أيضاً للساسة أن يأخذوا بعين الاعتبار أن الأزهر هو المؤسسة العالمية التي من دونها لا يستقيم أمر الانسان في كل مكان من العالم.. ومن هنا كان لقاء فضيلة الامام الأكبر ووفده الكريم ببابا الفاتيكان ليرسم الصورة الواضحة للتلاقي والتعاون علي البر والتقوي لا علي الاثم والعدوان وكان لابد من تصحيح هذه الصورة لذلك جاءت رحلات فضيلة الامام الأكبر ليشرح للناس حقيقة دور الأزهر في مسيرة الانسان فدور الأزهر دور عظيم وهو يضع الخطط والمباديء للعمل علي حسر موجة التطرف ومحاصرتها بما يصنع من معطيات تُفهم للعالم خطورة هذا الارهاب والوقوف صفاً واحداً من المسلمين والمسيحيين وحتي اليهود أيضاً في فكره وحضارته للمحافظة علي الحضارة الانسانية يجب ان يعلم العالم دور الأزهر في بناء الحضارة التي تقوم علي القيم والمثل العليا التي جاءت بها الأديان الالهية وعلي رأسها الاسلام صاحب القرآن الكريم الذي يدعو الي السماحة والوفق والعفو عن المسيء ويحرم سفك الدماء والاعتداء علي الانسان بأي صورة من الصور المغلوطة عن الاسلام.