للأزهر مواقف ثابتة. محليًا. وإقليميًا. ودوليًا.. يُسطرها التاريخ بأحرف من نور.. تُسهم في حفظ عقيدة وهوية الأمة.. تُجسد منهجه الوسطي.. تعكس الفهم الصحيح لحقيقة الدين. بمنطلقات علمية رصينة. وقراءة راشدة لفقه الواقع.. وفي ذلك سر بقائه شامخًا. يؤدي رسالته بعلمائه وشيوخه الأجلاء.. دون أن ينزلق يومًا لخندق الأحزاب. وألاعيب السياسة.. فهو ملك لكل المسلمين بالعالم. ينطلق الأزهر. بكل قوة. نحو تحقيق رسالته السامية التي يضطلع بها منذ ما يربو علي الألف عام.. ليستعيد دوره الريادي التاريخي. ويحتفظ بمكانته المستحقة باعتباره "مشيخة العلم. والإسلام". بدت جلية. لكل إنسان منصف. تلك المبادرات المثمرة لفضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. في تجديد الخطاب الديني. ومد جسور الحوار بين الشرق والغرب. وإرساء قيم السلام. ومكافحة التطرف في كل أصقاع الدنيا. يجوب شيخ الأزهر. العالم.. ليزداد المسلمون وغير المسلمين. علمًا. ويقيناً. أن الإسلام دين "سلام". يُسالم الإنسان والحيوان والنبات والجماد والكون كله. وفي قمة تاريخية غير مسبوقة. اتفق الإمام الأكبر. مع بابا الفاتيكان. علي استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان.. بما يسهم في ترسيخ قيم السلام. ونشر ثقافة الحوار. والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول. وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض. د.عباس شومان وكيل الأزهر. لم يجانب الصواب. عندما وصف هذا اللقاء التاريخي بأنه أكثر من موفق.. مشيرًا إلي تعاون الأزهر. والفاتيكان في مكافحة الإرهاب. وعقد مؤتمر عالمي يجمع المسلمين والمسيحيين لتبني رؤية موحدة لعلاج القضايا الملحة. وتنسيق الجهود المشتركة لتعود العلاقات بين الجانبين أقوي مما كانت عليه قبل توقف الحوار قبل خمس سنوات. نعم. نحتاج إلي مواقف مشتركة. يدًا بيد. من أجل إسعاد البشرية» فالأديان السماوية لم تنزل إلا لإسعاد الناس. أما بعد:فلا يفوتني. الثناء علي الخطاب التاريخي لشيخ الأزهر في أبوجا» فلا مفر. من أن يعلو صوت "الفقه الصحيح" الذي درج عليه المسلمون قرونًا متتالية. وأن ينزل العلماء للواقع. ويتحملوا مسئولياتهم في توضيح حقيقة هذا الدين. ودعوته الواضحة للأخوة والتعارف والسلام بين الناس شرقًا وغربًا. ولتحريم دماء الناس وأعراضهم وأموالهم. ولا مفر. من أن نستعيد فقه الاختلاف الصحيح.. اختلاف التنوع والثراء الذي كان من أقوي عوامل نهضة الأمة الإسلامية.. وأنْ نُعَلِّم أبناءنا كيف أن السلف الصالح اختلفوا لكنهم لم يفترقوا.. وأن فوضي الاختلاف المنفلت من ضوابط العلم. هو الذي بعث في المسلمين نزعات التكفير والتفسيق والعنف. ومكَّن قوي متربصة من محاولات العبث بوحدة هذه الأمة. ليت المؤسسات التعليمية. تأخذ بوصية الإمام الأكبر.. فنري مقررات دراسية تسهم في تحصين أولادنا من الفكر المتطرف. وتربيهم علي آداب الاختلاف.