أكد خبراء السياسة أن قنوات الردح والهرتلة ودعاة الفتنة قادرون علي تحويل الوطن إلي بحور من الدماء إن لم يتم وضع حد لتلك المهازل بداية من استضافة خبراء غير متخصصين والذين يطلق عليهم نشطاء سياسيين خاصة من ينفذون أجندات خارجية أو يحرضون علي قلب نظام الحكم وتخريب الدولة بسبب جهلهم السياسي وعدم تحري الدقة في طرح الثوابت والحقائق. يقول الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس إن الشعب المصري بعد مروره بثورتين أصبح يتكلم في كل الأمور التي تخص الدولة بعد فترة الصمت الطويلة التي عاشها خلال السنوات السابقة مما جعل قنوات التوك شو تستغله وتركز علي مستويات معينة من المواطنين لتحريضهم علي النظام مثل قنوات الإخوان التي تحرض الشعب ليل نهار علي الثورة وتخريب الدولة حيث يقومون باستضافة خبراء غير متخصصين ونشطاء سياسيين لإثبات مصداقيتهم مما دعا سائقي الميكروباصات وكل شخص في مهنته يتكلم في السياسة ويترك العمل مما أدي في النهاية لضياع الوقت والانصراف عن العمل والتأثير علي عجلة الإنتاج وكانت النتيجة أننا نعيش حالياً علي المعونات والودائع الخليجية وقد حان الوقت أن نكف عن الكلام لنعمل فقط قبل أن يضيع الوقت. يوضح الدكتور عبدالخير عطا استاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط أن قنوات التوك شو يمتلكها القطاع الخاص الذي لا يهمه سوي تحقيق الأرباح وأعلي نسبة مشاهدة وبالتالي تجد بعض مقدمي هذه البرامج يتفننون في إثارة قضايا خلافية لجذب المشاهدين ويستيقظ المواطنون والنشطاء السياسيون علي الحوار والحديث في هذه الموضوعات المثارة بشكل خاطئ ويثيرون الفتن بين الناس لكثرة الثرثرة والكلام غير الهادف بالإضافة إلي استعانة برامج التوك شو بأشخاص يطلقون عليهم نشطاء سياسيون وهم أبعد ما يكونون عن السياسة قلباً وقالباً لذا يجب علي المتلقين أن يفسروا معني الكلام الذي يعرض بوسائل الإعلام ويفرزوا الصحيح من الخاطئ ويصححوا بعض معلوماتهم بدلاً من التشاجر والكلام الكثير الذي يضيع الوقت ويضيع علي الغلابة فرصة كسب لقمة عيشهم فقد أدت برامج التوك شو لنسف حالة التوافق بين أفراد الأسر المصرية علي قضايا الأمن القومي المصري وأصبح كل منهم في اتجاه. يطالب البرلمان بإقرار ميثاق شرف إعلامي يعاقب كل من يخالفه وخاصة أصحاب النفوذ والممولين من الخارج لإذاعة برامج تشوه صورة مصر ونظامها وتثير الفوضي والبلبلة بحيث لا يتم التوافق خاصة ونحن نمر بمرحلة انتقالية بعد ثورتين. يوضح الدكتور إكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية أن معظم برامج التوك شو تستعين بضيوف ليس لديهم خبرة بالموضوع المثار لا يجرون حوارات موضوعية فعلي سبيل المثال عند إذاعة حلقة عن أزمة الدولار من المفترض الاستعانة باقتصاديين لكن للأسف لم يحدث وتم الاستعانة ببعض التجار وأصحاب النفوذ والمليونيرات رغم أنه من المفترض الاستعانة باقتصاديين ملمين بالمشكلة حتي نصل إلي حل بدلاً من الهرتلة والنفخ في النار. ويصف برامج التوك شو بأنها كارثة تتحول لهادفة تقدم اقتراحات وحلول للمشاكل المطروحة ومن الممكن أن تساعد صانع القرار وتشاركه في اتخاذ القرار رغم أن ذلك لا يمت لأهدافها بصلة. وينصح المواطنين بعدم الانصياع وراء تلك البرامج غير الهادفة حتي لا ينجرف خلفها ويدفع الثمن في النهاية من صحته ووقته الذي يضيع بالمشاهدة بمجادلة الآخرين فيما بعد. يؤكد الدكتور سعيد اللاوندي الخبير السياسي أن برامج التوك شو أصبحت هي التي تحكم مصر بالتحكم في عقول واتجاهات المواطنين وللأسف تجد مقدمي هذه البرامج غير متخصصين ولم يدرسوا الإعلام ويستضيفوا أشخاصاً غير متخصصين ويقدموا آراء واقتراحات ومعلومات كارثية وتشوه عقولهم ويتحدثون بجهل عن الموضوعات المثارة والتي شاهدوها بالبرامج واحياناً تصل لحد المشاجرات بينهم. ويري أن أصحاب القنوات الخاصة ارتكبوا أكبر جريمة عندما قاموا بتقديم برامج توك شو بطاقم عشوائي شوه صورة مصر وأضر بالسياحة والاستثمار وأصبحوا قادرين علي هدم دولة بأكملها وأكبر دليل علي ذلك عندما ذهب المتحدث باسم مصر لاثيوبيا ليتحدث عن سد النهضة عرض عليه الجانب الاثيوبي ما تناولته وسائل الإعلام المصرية فيما يخص هذا الموضوع بمضمون غير حقيقي ايضا قضية مقتل الشاب الإيطالي "ريجيني" أدان العالم مصر بدون سبب قبل انتهاء التحقيقات مما حول السياسة والأمن والاقتصاد المصري للعبة في أيدي المرتزقة وعباد الجنيه والدولار.