تسبب عصر القنوات الفضائية المفتوحة في تولد حالة من الصراع بين أنواع المنتج الذي تقدمه وتعرضه تلك الشاشات, وزادت حدة الصراع مع تعدد القنوات وكثرتها وزيادة مساحات الحرية في مناقشة القضايا الشائكة وهو ما عرف بدمقرطة الإعلام في برامج مكثيرة أهمها التوك شو, وهو ما أوجد منافسة ما بين تلك البرامج والمسلسلات الدرامية التي كان زيادة المعروض منها سببا في هجرة جمهورها إلي البرامج الجديدة. وقد اختلف الجميع حول تلك القضية الشائكة فالإعلامي جمال الشاعر نائب رئيس التليفزيون المصري ورئيس القناة الفضائية يري أن البرامج لم تسحب البساط من المسلسلات والأمر يعدو مجرد خدعة هدفها قلب الحقائق والمستفيد الأوحد منها الحكومة بهدف إحداث عملية تفريغ بأن تترك الجميع يتحدث في منابر الفضفضة برامج التوك شو, ويضيف نحن لا نملك أدلة واقعية علي زيادة مشاهدة تلك البرامج ولدينا ما يشبه كراهية المنهجية حيث انعدم الاهتمام باستطلاعات الرأي التي توضح الحقائق, فانا أري أن من يتابع البرامج خاصة التوك شو هم النخبة فقط ولكن الأغلبية تتابع قنوات الأفلام والدراما لان ضيوف البرامج مكرره وتكاد تكون محفوظة, ولذلك أرجو أن تعيد برامج التوك شو حساباتها في هذا الأمر الذي يفقدها مميزات مهمة, كما أن البرامج تحولت إلي أحزاب سياسية تليفزيونية فمن وجهة نظري أري أن مني الشاذلي رئيس حزب مصر الفتاة وعمرو أديب رئيس حزب الليبراليين الجدد ومعتز الدمرداش رئيسا للوفد الجديد, ويقول المؤلف والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة أن برامج التوك شو خاصة سحبت بعض مشاهدي المسلسلات بالفعل أو نوعية المشاهد المحايد, وتغيرت خريطة مشاهدي التليفزيون وأصبحت ثلاثة عناصر هي برامج التوك شو والدراما وكرة القدم واستطاع مقدمو بعض البرامج سحب البساط من الجميع مثل عمرو أديب ومني الشاذلي وعمرو الليثي ومعتز الدمرداش نظرا لان برامجهم كسرت حاجز ابتعاد الإعلام عن مناقشة القضايا الشائكة بل أصبحت الأمور تناقش علي الهواء وفي العلن, أما الناقد طارق الشناوي فيري أن لكل فئة جمهورها ولا تسحب البرامج البساط من المسلسلات ولم يحدث العكس بل من الممكن أن يتابع الجمهور الاثنين ويكون حريصا علي ذلك فمن يأكل يحلي بالفاكهة ومن المستحيل أن يتخلي انسان عن مشاهدة مسلسل يحبه كي يشاهد برنامجا معينا وهناك ظاهرة تؤكد كلامي هي الدراما التركية التي أصبح لها جمهور كبير وظهرت في توقيت نفس البرامج وبرامج التوك شو, بينما يري الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن مستوي الوعي لدي المشاهد هو الذي يحدد اتجاهاته, فالبعض لديه اهتمام بمتابعة أحداث الرأي العام ولذلك يتعلق ببرامج التوك الشو والقنوات الإخبارية, وهناك الجزء الذي مازال متأثرا بالمسلسلات والأفلام ويقضي اوقاتا طويلة ليتابعها في ظل القنوات المتخصصة لها, ويضيف أنني أري أن برامج التوك شو تعتبر البديل الحقيقي للصحف فقط, ويقول الناقد محمد السيد عيد أن الجمهور يتابع البرامج والمسلسلات بل إن الأخيرة تحظي بنسبة اقبال كبيرة لأن برامج التوك شو وقتها محدد وقليل للغاية, بينما أكدت الدكتورة مني الحديدي أستاذ الإعلام خطا ما يتردد من أن البرامج سحبت البساط من المسلسلات وتقول أننا نعيش عصر الإعلام المتخصص حيث توجد قنوات محددة للمسلسلات والأفلام وهي تحظي بنسب مشاهدة عالية ولكن ربما تعود أسباب الاعتقاد بأن البرامج تملك جماهيرية نظرا لتركيزها علي عرض مشاكل البسطاء وهمومهم واستجابة المسئولين وحلها, وطالب الإعلامي معتز الدمرداش بتوخي الحذر ومراعاة المصداقية فيما يخص نسب المشاهدة وضرورة الاستعانة بدراسات وأبحاث واستطلاعات للرأي تحدد ذلك وتولد حقائق بعيدا عن الكلام المرسل, وأضاف أن البرامج تهتم بالفعل بمشاكل وهموم مجتمعها وربما يكون ذلك أحد الأسباب في الحرص علي مشاهدتها.