أسعد لحظات الكاتب حينما يتلقي تلفونا أو فاكسا من قارئ أو صديق أو زميل.. يشعر الكاتب أن كلماته وآراءه وأفكاره ليست "دخانا في الهواء"... وإذا كان متبنيا فكرة ما أو قرارا ما أو اتجاها ما تكون سعادته اكبر... حتي لو كان المتصل - قارئا أو كاتبا - معارضا وغير موافق بالمرة علي رأي الكاتب. سألوني طوال أمس : لماذا تصر علي الكتابة وانت ممنوع من الحركة؟!! قلت : الحمد لله انني لست ممنوعا من الكتابة.. اتحمل الألم... ولا أتحمل الحرمان من القلم.. اكتب يوميا بإذن الله تعالي مريضا كنت أو مسافرا أو أي عذر إلا إذا كان عذرا قهريا كالاصابة في اليد اليمني مثلا كما حدث من قبل أو ممنوعا رسميا من الكتابة كما حدث لي ايضا من قبل وان كنت قد تحايلت علي ذلك بأن اكتب احيانا وليس كل يوم والتوقيع ع.ف : فقط. كان المرحوم عبدالوهاب مطاوع نائب رئيس تحرير الأهرام يسميني "النابلسي" منذ الفيلم الذي ادي فيه عبدالسلام النابلسي دور مصور صحفي وكان يصور من تحت السيارة وفوق الشجرة!!!! وكان المرحوم علي امين له رأي في ذلك.... كان يري أن من حق القارئ إذا لم يجد بابا صحفيا ثابتا كل يوم له أن يرفع قضية علي الجريدة التي باعت له بضاعة ناقصة وعلي أمين هو الذي انتصر في معركة إلغاء اجازة الصحف يوم شم النسيم.. في بداية انشاء نقابة الصحفيين في الاربعينيات قررت النقابة أن تحتجب كل الصحف والمجلات يوم شم النسيم.. أولا يوم شم النسيم عيد كل المصريين بدون تفرقة... ثم هو يوم يجمع الأسرة في جو جميل... ثم يوم شم النسيم اجازة الأخبار فيه قليلة فلن تجد الصحف مانشيتات تستحق الحرمان من اجازة جماعية لكل الزملاء!!! ولكن علي امين اعلن القول المأثور : الناس تأكل العيش البايت ولكن لا تقرأ سوي الخبر الطازة!! والغيت اجازة شم النسيم خصوصا أن عدد المحررين أصبح كبيرا وممكن تبادل الإجازات بين الزملاء. * * * وثار زمان سؤال مهم. من المستفيد اكثر من العمود اليومي الصحيفة أم الكاتب؟؟؟ رأيي الشخصي... مهما كانت شهرة الكاتب وحب الناس له... فالكاتب هو المستفيد الأول والأخير.... الكاتب مهم جدا أن يكون علي صلة بالناس والرأي العام صلة دائمة متصلة يومية.. ثم الكاتب يهمه جدا أن يقول رأيه بالمدح أو القدح في نفس اليوم... اكبر واشهر كاتب يتمني أن يكون له وجود يومي في جريدة منتشرة ومستعد أن يكتب بأجر أو بلا أجر. * * * من شدة حرص كبار الكتاب علي الظهور يوميا... كان مصطفي امين وانيس منصور ومحمود عبدالمنعم مراد يكتبون بعض الأعمدة قبل السفر ويتركونها في الجريدة من باب الخوف من أن البلد المضيف قد لا يجدوا فيها وسيلة سريعة لارسال ما يكتبون في نفس اليوم... وعلي فكرة... شركة مصر للطيران تلعب دورا مهما في هذا الشأن... قائد الطائرة يأخذ الأعمدة المكتوبة وفي المطار يتصل لحظة وصوله بالصحف!!!! * * * زمان.... كان كتاب الأعمدة هم أشهر الصحفيين... ولكن الآن.... بقاء الحال من المحال... كل سنة وأنتم طيبون!!!!!