دأبت الصحافة بين الحين والآخر علي أن تستعين بالنجوم للكتابة علي صفحاتها وهي تجربة براقة ولا شك للطرفين للنجم وللقارئ خاصة في البداية.. الناس تتطلع لكي تري هذا النجم وهو يغير النشاط ليكتب عموداً صحفياً مثلما نري عدداً كبيراً من النجوم وهم يمارسون مهنة المذيع.. النجوم نادراً ما يواصلون الكتابة الصحفية بينما محاولاتهم لم تتوقف في التليفزيون والسبب بالطبع يعود إلي الفارق بين ما تدفعه لهم الصحافة وما ترصده شركات التليفزيون.. البون شاسع بل إن أغلب دور الصحف تستعين بالنجوم مجاناً وهم في العادة أمام تدني الأجور الصحفية لا يطالبون بشيء!! من خلال متابعتي علي مدي 30 عاماً للنجوم عندما يمسكون بالقلم أو يكتبون بالكمبيوتر أستطيع أن أتوقف من الجيل الماضي مع «نور الشريف» كان «نور» يكتب في أكثر من صحيفة بفهم وإدراك.. «ليلي علوي» استعانوا بها أيضاً في بعض المجلات أغلب الظن أنهم كانوا يستكتبونها فهي لا تكتب.. «رغدة» كان من المفروض أن تصبح زميلة مهنة علي صفحات «دار الهلال» لكنها هاجرت بعيداً واكتفت بالشعر.. «إسعاد يونس» مارست الكتابة الدرامية، وكانت تكتب عموداً ممتعاً في «الشروق» انتقلت به إلي «المصري اليوم».. «أشرف عبد الباقي» أحد الاكتشافات في دنيا الكتابة وأتصور أن العمود الذي كان يكتبه علي صفحات «الدستور» باسم «الزمان بتاعنا» - ولا أدري لماذا تناقص حالياً وجوده - إلا أنني في كل الأحوال كنت أجد فيه صدقاً تنضح به كلماته التي يرصد من خلالها زمناً جميلاً.. النجوم الذين يكتبون بحرفة ومذاق خاص «عمرو سعد» قرأت له أكثر من مرة وأيقنت أنه يحمل في جيناته موهبة كاتب ينتظر الفرصة.. ويبقي الحديث عن «أحمد حلمي» زميلنا في «الدستور» الأسبوعي أتذكر أن زميلتي «دعاء سلطان» هي التي فاجأتني قبل أن ينشر بابه الأسبوعي «28 حرفاً» قدمت لي عدداً من مقالاته كان ينشرها علي النت فأرادت أن تنقله من الصحافة الإلكترونية إلي الورقية قرأت مرة واحدة ثلاثة مقالات فوجئت بأن «حلمي» يتمتع بموهبة في الكتابة أغلب الظن أنه لا يضع أي قواعد في الكتابة ولا يخطط لكنه يطلق لقلمه العنان ورغم ذلك تأتي المقالة متماسكة لها بناء وقدمان ورأس وخلفها تكمن الفكرة.. أستمتع بمقالات «حلمي» التي أراها وجهاً آخر للممثل «أحمد حلمي» التلقائي جداً وفي الوقت نفسه المنضبط أيضاً جداً ويبقي كتَّاب السيناريو الذين مارسوا الكتابة مثل «محفوظ عبدالرحمن»، «أسامة أنور عكاشة»، «وحيد حامد»، «لينين الرملي»، «علي سالم»، «تامر حبيب»، الكتابة الصحفية وجه آخر لحرفتهم الدرامية مع اختلاف درجة الإجادة.. أما المفاجأة فهي الشاعر «أيمن بهجت قمر» كاتباً علي صفحات الزميلة «عين» وبقدر ما هو شاعر نشيط جداً، فهو كاتب صحفي كسول جداً وله كل الحق لأن الصحافة لا تؤكل عيشاً!!