«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيناريو من «الديب فريزر» ... «الكبار» فيلم شبابي عجوز!
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 16 - 07 - 2010

· البطل التقليدي لا يمكن أن يكون هو بداية التعاقد بين "عمرو سعد" والسينما كنجم شباك قادم.
· قبل نحو 10 سنوات غاب جيل كامل من النجوم والمخرجين والكتاب.. كان «بشير الديك» أحد هؤلاء الغائبين.. لكنه عاد بسيناريو يصلح للتصوير قبل 20 عاماً
سألوا مرة "عبد الوهاب" عن الفارق بين "زكريا أحمد" و"محمد القصبجي" أجابهم أن "القصبجي" و"زكريا" مبدعان ولكن "القصبجي" كان أيضاً مجدداً.. انتهت كلمات "عبد الوهاب".. ولكن يبقي مبدأ أن تكون مجدداً وعصرياً وفي الفن ينبغي لكي تتواصل مع الناس أن تستمر عصرياً!!
اللغة السينمائية تتجدد فهي مثل كل شيء في الحياة ييخضع لقانون التطور.. لا أتحدث عن التقنيات مثل الدولبي والأبعاد الثلاثية والكمبيوتر جرافيك وغيرها من مستحدثات العصر ولكن أسلوب السرد السينمائي أيضاً يتطور إنه يشكل مفردات التواصل بين المخرج والمتفرج ولهذا في بداية السينما مثلاً عندما كان يذهب البطل للسفر كان ينبغي أن يراه الجمهور في الطائرة وقبلها وهو في المطار بعد ذلك صار المتفرج يكتفي فقط بلقطة له في الدولة الأخري ليكمل هو باقي التفاصيل.
ولهذا عندما نشاهد فيلماً سينمائياً قديماً نجد أنفسنا لا شعورياً نعود سنوات إلي زمن إنتاج الفيلم وهكذا قد نغفر تتابع بين اللقطات نري فيه معلومة درامية تتكرر أكثر من مرة أو لقطات تفصيلية تستطيع الاستغناء عنها أو نتابع أداء ممثل يفتقد الطبيعية أو حبكة درامية مستهلكة.. ولكن لا يمكن أن نغفر ذلك لفيلم جديد أو لمخرج جديد نشاهد أول أعماله الدرامية.. السينما مثل كل الفنون ينبغي أن تخضع لرؤية عصرية.. حتي لو كانت تتناول زمنا قديماً.. كل ما ذكرته سابقاً افتقدته وأنا أشاهد فيلم "الكبار"!!
استطاع أن يلحق بأفلام الصيف في السينما المصرية فيلم "الكبار" للمخرج الشاب "محمد العدل" في أول تجربة له.
الفيلم للكاتب المخضرم "بشير الديك" ولقاء الكاتب الكبير مع مخرج جديد أراه أحد أهم أسباب استمرار صناعة السينما إنه التلاقي بين الأجيال هكذا مثلما مثلاً نشاهد الكاتب الكبير "وحيد حامد" يتعاون مع الجيل الجديد من المخرجين مثل "محمد ياسين"، "مروان حامد"، "محمد علي".. أيضاً المخرج الكبير "محمد خان" يقدم أكثر من سيناريو للكاتبة الشابة "وسام سليمان".. أغلب أفلام "يوسف شاهين" كان يشارك في كتابتها عدد من الكتاب الجدد الشرط الوحيد للنجاح في هذا التلاقي هو أن يخضع لفكر هذا الزمن أن نري إيقاعاً ورؤية عصرية درامية وبصرية.
الكاتب "بشير الديك" له عدد من الأفلام التي دخلت تاريخ السينما المصرية والعربية أذكر منها "سواق الأتوبيس"، "الحريف"، "طائر علي الطريق"، "ليلة ساخنة"، "ضد الحكومة"، "النمر الأسود"، "أيام الغضب".. كان "بشير" أحد الأضلاع الهامة والمؤثرة فيما كان يعرف بسينما الواقعية السحرية في مصر وكان من رموزها مع "بشير كل من "عاطف الطيب"، "خيري بشارة"، "محمد خان"، "داود عبد السيد".. "بشير" لم يكتف فقط بالكتابة ولكنه أيضاً أخرج خلال رحلته فيلمين وهما "الطوفان" و "سكة سفر".
إلا أنه قبل نحو 10 سنوات غاب جيل كامل من النجوم والمخرجين والكتاب كان "بشير" أحد هؤلاء الغائبين واتجه مثل الآخرين للتليفزيون عندما وجدوا أنه يمنحهم حق اللجوء الفني ثم عاد للسينما وطوال السنوات الأخيرة صار لا يخلو شهر رمضان من مسلسل يكتبه "بشير" الذي كون دويتو مع المخرج السينمائي "نادر جلال" الذي اتجه هو أيضاً للتليفزيون بعد أن كان الاثنان بينهما ثنائي وقدما عدداً من الأفلام التجارية لنادية الجندي.. لا شك أن سيناريو فيلم "الكبار" تجد فيه هذا الإحساس بأنه فيلم عجوز كتركيبة درامية وبناء شخصيات وكأنه فيلم يخرج من الديب فريزر بعد أن تم تجميده سنوات وضع في دور العرض قبل أن يتم إعادة تسخينه.. صحيح أن أبطال الفيلم "عمرو سعد"، "زينة"، "خالد الصاوي"، "محمود عبد المغني" هم نجوم هذه الأيام إلا أن الفيلم ومنذ اللحظات الأولي التي يطل علينا فيها بطل الفيلم "عمرو سعد" نراه وكأنه فيلم قديم كان حبيس درج المكتب بعد أن ظل سنوات غير قادر علي التنفس!
يؤدي "عمرو" دور وكيل نيابة يشعر بالذنب لأنه أدان بريئاً تعرض لحبل المشنقة حاول إنقاذه وجاء بالفعل بقرار من النائب العام لإيقاف تنفيذ حكم الإعدام بعد أن توفرت لديه أدلة للبراءة ولكن "عشماوي" كان قد سبقه ويتحول مشهد الإعدام إلي كابوس لا يغادره في أحلامه أو يقظته.. بالطبع هذا المشهد شاهدته من قبل في عشرات من الأفلام المحلية والعالمية ولكن لا بأس لو كان لدي كاتب الفيلم "بشير الديك" ومخرجه "محمد العدل" إحساس طازج يريدان توصيله للناس ولكن شيء من هذا لم يحدث.. وكيل النيابة الذي استقال من سلك القضاء ليصبح محامياً بعد أن ظل إحساس الذنب يطارده وبدأ في تتبع قصة طفل تقتله عربة مسرعة يقودها أحد الأثرياء يترافع المحامي إلا أنه يكتشف تغيير كل الأدلة التي تدين هذا الثري عندما تراجع الجميع عن موقفهم حتي أهل الطفل لم يستطيعوا الصمود ويتم تكييف القضية لصالح الأثرياء وحتي أسرة الطفل نشعر بأنهم خضعوا للتهديد.. المحامي ينشد العدالة ولا يزال إحساسه بالذنب يؤرقه فهو تسبب في قتل بريء صحيح أنه يساعد أسرة الضحية الذي تم شنقه وهما "زينة" وأمها "صفاء الطوخي" في الحصول علي شقة ولكن "زينة" تنحرف لكي تستطيع أن توفر لنفسها ولأمها الكفيفة الحدود الدنيا من الحياة ولهذا فإنه قبل نهاية الأحداث وعلي طريقة كل الأفلام المصرية القديمة يطلب منها الزواج.. بداية دخول الأحداث لمنطقة ساخنة هي تلك التي نري فيها مجموعة ما يسمي بالعائلة إنهم أصحاب المصالح الذين يملكون البلد وما عليها نري شخصية الأب الروحي المسيطر "خالد الصاوي" الذي أضاف بعض لمحات للشخصية مثل حالة الطفولة التي تنتابه في علاقاته بمن يعملون معه وأيضاً علاقته بالأشياء الصغيرة التي يسعده اللعب بها مثل زمارة قديمة أو سلوك طفولي لا يغادره.. "عمرو سعد" هو المحامي الذي يساندهم في لعبهم وليس لديه حل آخر بعد أن فشل وأصيب بالإحباط ولكن من يقترب ويدخل إلي هذه الدائرة لا يحق له الخروج منها وهكذا يصبح دوره أن يرشو القاضي للحصول علي حكم براءة ويقبل بالفعل القاضي الذي أدي دوره "سامي العدل" الرشوة ثم يطلق الرصاص علي نفسه.. وتأتي النهاية تقليدية جداً بطلقة رصاص من "عمرو سعد" ينهي بها حياة "خالد الصاوي" وينهي بها أيضاً الفيلم بهذا الحل الفردي الذي كان هو الطابع المميز لأغلب أفلام الثمانينيات من القرن الماضي.. بين المشنقة في البداية وطلقة النهاية تتضاءل الروح السينمائية.
كان المخرج "محمد العدل" والذي شاهدت عدداً من أفلامه القصيرة قادراً علي أن يقدم حالة خاصة في فيلمه ولو أنه أمسك بقصة العائلة فقط ونسج عليها فيلمه لكان لهذه الرؤية وقع وترديد لما يجري علي أرض الواقع، حيث يشعر الناس بأن أصحاب السلطة وعدد، من رجال السياسة يمسكون بمقاليد البلد.. وصارو وكأنهم من أفراد تلك العائلة، لكن المخرج الجديد استسلم تماماً لإرادة كاتب السيناريو الكبير ولم يملك تلك الرؤية التي ترنو للنبض العصري ظلت لدي المخرج الجديد "محمد العدل" عين تقليدية قديمة في الرؤية ولم يلتقط دائرة العائلة التي كان من الممكن أن تصبح بالنسبة له نقطة انطلاق لفيلم سينمائي طموح.. "عمرو سعد" شاهدته في أدوار صغيرة من قبل حتي جاءته القفزة الأخيرة مع المخرج "خالد يوسف" في فيلمي "حين ميسرة" ثم "دكان شحاته".. البطولة في الفيلمين للمخرج "خالد يوسف" صحيح أن أداء "عمرو" كان ملفتاً ولكن الجمهور جاء للمخرج صانع الفيلم الذي امتلك قدراً من الجاذبية وليس لأسماء النجوم وهي من المرات التي صارت قليلة في السينما المصرية عندما نري فيلماً يحمل جاذبيته الخاصة ويقطع الناس التذكرة للفيلم وليس للنجم.
هذه المرة "عمرو سعد" هو البطل المطلق واسمه يسبق أيضاً عنوان الفيلم وبجواره صديق البطل الذي أدي دوره "محمود عبد المغني" بكل ما تحمله هذه الكلمة من ملامح تقليدية فهو لا يفعل شيئا سوي أنه يسعي لإرضاء البطل.. وأيضاً بطلة فقيرة "زينة" وأمها ضريرة تعمل فتاة ليل لكي تكسب رزقها.. البطل التقليدي لا يمكن أن يكون هو بداية التعاقد بين "عمرو سعد" والسينما كنجم شباك قادم.. ربما الوحيد الذي أفلت من كل تلك التقليدية وأشعرني بأنه يحاول أن يضيف تفاصيل من عنده هو "خالد الصاوي" فلقد حرص علي أن يمنح شخصيته ملمحاً خاصاً عصرياً بينما استسلم "عمرو سعد" للحالة العجوز التي ارتبطت بالفيلم والشخصية.. المخرج "محمد العدل" في فيلمه الروائي الأول لم يستطع أن يمنح الشاشة أي ملمح عصري.. "الكبار" فيلم يخلو من روح سينما هذه الأيام، صحيح إنه جاد ولكن من قال أن الجدية وحدها تكفي لصناعة فيلم سينمائي ممتع؟!
***************
في انتظار برامج فضائح النجوم الرمضانية!
· هل نعتب علي الفنان عندما لا يقول الحقيقة وعندما يعلنها يزداد عتابنا عليه أم أننا نرفض مبدأ بيع الحقيقة
هل هو مورد رزق جديد للفنانين أم أنه وسيلة للتعبير عن الرأي أم لعله فرصة ذهبية لتصفية الحسابات.. أعتقد أنه كل ذلك!! قليل هم الفنانون الذين يعبرون عن آرائهم وما يجيش في أعماقهم والأغلبية إما يبحثون عن مزيد من الأموال أو مزيد من الفضائح. حالة من الاستنفار تعتري الوسط الفني في انتظار ما يسفر عنه تصوير عدد من البرامج الفنية التي يجري تصويرها حالياً سواء في القاهرة أو بيروت أو دبي وتضع أمامها هدفاً واحد وهو ألا تدخل في آراء النجوم أي حسابات أخري لا زمالة ولا عرف اجتماعي ولا ردود فعل للصحافة أو للجمهور. والكل يعلم أن الفنان يأتي لتلك البرنامج من أجل حفنة آلاف من دولارات وهذا المبلغ يتقاضاه مقابل أن يجرؤ علي فتح النيران ضد زملائه وكلما فتح النار أكثر نجح البرنامج أكثر وفي نفس الوقت وجد الفنان نفسه مطلوباً في قنوات أخري وبمبالغ ربما أكبر!! إنه نوع من "البيزنيس" التجاري مهما غلفه البعض بشعارات مثل قول الحقيقة أو أنه لا يخشي أن يخفي شيئاً عن جمهوره، وأنه قد آن الأوان لكي يعرف الناس كل ما هو مسكوت عنه.. مصدر دخل العديد من الفنانين حالياً هو تلك البرامج وبعضهم يحصل في الحلقة الواحدة علي 100 ألف دولار مقابل ساعتي تسجيل ناهيك عن الإقامة ببيروت أو دبي ومقاعد في طائرة درجة أولي ومن الممكن أن يستغل الفنان إقامته لمدة 24 ساعة لتسجيل برنامج آخر ليتضاعف الرقم من 100 إلي 200 ألف دولار في صفقة واحدة!! اتجه صوب تلك النوعيات من البرامج نجوم مثل فيفي عبده، إلهام شاهين، فاروق الفيشاوي، بوسي، دينا.. صباح، وردة، هيفاء وهبي، نانسي عجرم، رولا سعد، باسكال مشعلاني، شيرين "آه يا ليل"، إيناس الدغيدي، روبي، ملحم بركات وغيرهم والكل يردد أنه لن يذكر سوي الحقيقة العارية!! هل نعتب علي الفنان عندما لا يقول الحقيقة وعندما يعلنها يزداد عتابنا عليه أم أننا نرفض مبدأ بيع الحقيقة.. بالطبع لا أحد فوق التقييم والانتقاد "أم كلثوم" اتهمت تصريحاً وتلميحاً بأن أغنياتها سبب هزيمة 67 وعلي صفحات الجرائد قال وقتها الموسيقار محمود الشريف: "إن أغنياتها ساهمت في انتشار المخدرات في مصر" وذلك في تعقيبه علي الهزيمة قبل نحو 43 عاماً.. حدث ذلك في عز سطوة "أم كلثوم" ولكنه أعلن ما يراه حقيقة بدون انتظار عائد مادي!! والموسيقار "محمد عبد الوهاب" رغم ما عرف عنه من تحفظ قال في تصريح له خلال الستينيات: "إن سيد درويش كان يلحن تحت تأثير المخدرات وأنه راح ضحية الإدمان"!! وأقام محمد البحر ابن سيد درويش ووالد "إيمان البحر درويش" دعوي قضائية ضد عبد الوهاب الذي سارع بعد ذلك بالاعتذار حتي لا تطوله أحكام القضاء!! وجمال سلامة قال في الثمانينيات من القرن الماضي: "إن الريس متقال لديه ثقافية موسيقية أكثر من الموسيقار محمد عبد الوهاب" ولم يتراجع جمال سلامة عن هذا الرأي حتي الآن.. كل هؤلاء قالوا الحقيقة ولم يستثمروها مثلما يحدث الآن!! ولكن ليس كل الفنانين منفلتون في أحاديثهم البعض لديه ترمومتر يقيس به ما يمكن أن يقوله وما لا ينبغي أن يقوله مثل يحيي الفخراني، نور الشريف، مني زكي، أحمد حلمي من سوريا مثلاً أيمن زيدان، بسام كوسا، دريد لحام، جمال سليمان ومن لبنان ماجدة الرومي أحاديثهم مهما بلغت سخونتها فهي تقف دائماً علي حدود عدم التجريح والرؤية الموضوعية!! ومن نجمات الفضائيات الفنانات اللائي تحجبن مؤخراً مثل سهير البابلي، سهير رمزي، حنان ترك وبينما تبدو سهير البابلي عنيفة في ردودها وانتقاداتها ضد من يوجه لها أي انتقاد وكثيراً ما تتجاوز في ردود أفعالها.. فإن سهير رمزي تحتفظ بقدر أكبر من المرونة في تقبل من ينتقدها.. أما حنان ترك فلقد توقفت عند منطقة أن الحجاب الإيراني هو سر تفوق الفن السينمائي هناك فلماذا ننتقد الحجاب في الأفلام المصرية!! أما آخر موضة في دنيا الفضائيات في رمضان القادم فإنه سيصبح المطرب الشعبي "أبو الليف" الذي حقق نجاحاً شعبياً في مصر وانتقل للعالم العربي بعد أن أصبح شعبان وسعد موضة قديمة. أما أكثر الفنانين ابتعاداً عن الفضائيات فإنهم فاتن حمامة التي ترفض مهما كانت الإغراءات المادية.. هند رستم وافقت قبل بضعة أشهر علي حوار مع "محمود سعد" في برنامج "مصر النهاردة" وأظنه حديث واحد غير قابل للتكرار.. وكذلك ماجدة الصباحي.. وفيروز التي لا ترحب دائماً بالأحاديث حتي ولو كانت صحفية. من حق الفضائيات أن تبحث عن الفضائح ما دامت البرامج تنتعش والإعلانات تصبح أكثر كثافة.. ولا ألوم المذيع الذي ينقب ويعثر علي الفضائح ويواجه بها الفنان.. ولكن ألوم الفنان الذي يوافق علي هذه الصفقة!!
إلا أن المشاهد من المؤكد أنه في لحظة ما عندما يصل إلي مرحلة التشبع سوف يغلق التلفزيون أمام تلك البرامج التي تعيش علي فضائع الفنانين واتهاماتهم المتجاوزة ليس فقط كل الخطوط الحمراء بل كل ألوان الطيف!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.