يبدو أننا علي أعتاب ثورة ثقافية حقيقية في حالة لو تم تحقيق حلمنا في التغلب علي حالة الاحتكار الثقافي التي تنفرد بها العاصمة دون غيرها من المحافظات الأخري سواء في الصعيد أو الوجه البحري. وليس من اللائق أن تظل كافة محافظاتنا علي مدي أكثر من قرن محرومة من وجود أوبرا بداخلها بحيث ينعم أبناء الإقليم بكافة الفنون التي يتمتع بها أبناء القاهرة منذ أن وضع الخديوي إسماعيل باشا لبنات دار الأوبرا المصرية بالعاصمة!! أعتقد أن تحقيق حلم كاتبنا الصحفي المعروف حلمي النمنم وزير الثقافة الحالي في التوسع بإنشاء أكثر من دار أوبرا بدءا من الأقصر ووصولا للإسكندرية مسألة في غاية الأهمية خاصة في حربنا ضد الإرهاب. ولن تتحقق الثورة علي الوضع الظالم ثقافيا إلا بتضافر جهود وزارة الثقافة مع وزارتي التربية والتعليم العالي وبالتالي نحن بحاجة للتنسيق الفعال بين الوزارات الثلاث حيث لمست مؤخرا تجاوبا إيجابيا داخل الجامعات المصرية واستغلال قاعات الاحتفالات في إقامة العديد من الفعاليات الفنية ومنها حفلات عمر خيرت ومحمد منير وفي الطريق مدحت صالح والتي يتم توفيرها لطلابنا ببلاش مقابل أسعار تذاكر تصل لمئات الجنيهات في الحفلات الخاصة!! وسعدت بقوافل التنوير التي يقودها وزير الثقافة بالجامعات الإقليمية مما يشكل رؤية استراتيجية لمواجهة الأفكار الظلامية والبؤر الإرهابية.. لكننا بحاجة ماسة وحقيقية لتفعيل دور بيوت الشباب وبالتالي لابد من التوجه للتنسيق مع وزارة التنمية المحلية واعتبارها شريكاً أساسياً مع وزارة الثقافة في المرحلة القادمة. نحن بحاجة لدعم حقيقي من وزير الثقافة لشبابنا وبالتالي ليس أمامنا سوي أن نمنحهم الأولوية في النشر نظرا لأنني متفائل بالجيل الجديد الذي يكتب ويقدم نفسه وبالتالي لابد من تشجيعهم علي النشر في مختلف قطاعات وزارة الثقافة وبحيث يمثلوننا في مختلف الفنون لأن مصر لن تقوي إلا بشبابها وخبرات كبارها أعتقد أن أمام القوة الناعمة فرصة ذهبية بفضل دعم القيادة الوطنية لها لأن تثبت ذاتها بالداخل قبل الخارج.