المسرح هو المفجر الأول للثورة ضد الظلام هو صاحب الرؤية الحقيقية لبث النور في أرجاء الدنيا وهو الذي خرج بالأرض من ظلاميتها إلي الضياء والثورة علي الظلام ضد الجهل والتخلف والاستبداد وقد عاش المسرح منذ النشأة الأولي المنبثقة عن الزمن الفرعوني مرورا بالميلاد الحقيقي من عند الاغريق القدماء وخروجه إلي الدنيا ليملأ ربوع العالم من النور فالعصر الروماني ثم هزيمته في العصور الوسطي الظلامية إلي أن انتصر عليه بداية من عصر النهضة حتي اليوم.. يلعب المسرح كل الوظائف من الحرب علي الظلام ورسالته التنويرية ومحاربة الجهل وكبت الحريات وقمع الشعوب ومجابهة الفجر وهو باعث الروح ومناهضة الفساد وهو محرك الثورات في العالم.. الحديث هنا عن المسرح الحقيقي لذلك كان هناك حروب خفية بين الدول والحكومات ضد المسرح وبخاصة المسرح السياسي وهذا كان يحدث في مصر طوال الثلاثين عاما المنصرمة من حكم المخلوع الذي جرف الثقافة وعلي رأسها المسرح فقد كان ينفق ببذخ علي المسرحيات الهزيلة الخالية من المضمون وكان يختار نظامه لقيادات مسرحية تحارب سرا وعلانية العروض الجادة ذات الرؤية والمعالجات السياسية اللهم بعض التجارب الفردية ممن اسميهم المحاربين المسرحيين وكم اغتالت الدولة الكثير من المسرحيين الجادين فمنهم من استسلم للموت ومنهم من هرب الي الكتابة للتليفزيون وربما السؤال لماذا هذا الطرح؟ لانه بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه ظهر وهبط من القيادات تؤكد هذا الظن وهو حقيقة حيث يتم السؤال "المسرحية فيها سياسة" ومثل هذه القيادات هي من "مخلفات" نظام مبارك لكن الاخطر ما خلفته يناير ويونيه من بقايا "المعزول مرسي" واصبحت مصر بين مطرقة المخلوع ورجاله يعملون علانية وسندان المعزول وهم يعملون في السر حيث يبثون سمومهم بشكل مباشر فقد اصابتني حفيدتي بصدمة وهي في مدرسة خاصة لغات حيث قالت لي "الميس بتقولهم الموسيقي حرام والأغاني حرام والمسرح حرام والفن حرام" وفي الحقيقة لا ادري ماذا افعل وهذه مدرسة لغات خاصة وهذا الكلام يقتل الابداع ويغتال المواهب فقد كنا ونحن في المدرسة الابتدائية ندرس الموسيقي والرسم ونرقص ونغني ونقدم في نهاية العام مسرحية درامية غنائية استعراضية. والسؤال هل يحدث هذا الآن؟.. بالتأكيد معظم المدارس لم تفعل هذا وأسأل أين التفتيش علي المدارس وهل هذه المدارس تقدم أنشطة فنية وثقافية؟.. أين المسرح المدرسي؟.. وهل دوره "تفتيشي" عن الأنشطة أم يقدم عروضاً فقط ان وجدت للنهوض بالمسرح ينبغي ان ينهض المسرح المدرسي وان يستمر النشاط الفني طوال العام وان تكون هناك حفلة في نهاية العام الدراسي تضم الموسيقي والغناء والرقص والرسم والمسرح فمن اين تولد المواهب ومن أين نجد المفكر المصري؟!!.. مازالت الدولة نائمة فالحرب علي الارهاب والتخلف والجهل والقضاء علي الظلام يبدأ من هنا.. من المدرسة لخلق جيل يحب مصر ويعشق الفنون والثقافة والعلم وأحث الدولة فلا خوف علي الأنظمة السياسية من الفنون والمسرح والثقافة والعلم هي تستفز المشاعر وتحرض العقل علي الجدل الايجابي الذي يبني ولايهدم.. والقضية تنحصر في اختيار القيادات المسرحية والبداية من المسرح المدرسي والتأكد من وجود أنشطة مسرحية بالمدارس!!