"الحضارة نور" ومفردات الحضارة الفنون والثقافة والعلوم لذلك أدرك المصري القديم أهمية الحضارة وصدرها إلي العالم لتتحول الدنيا من الظلام إلي النور وبزغ فجر هذه الحضارة من مصر الفرعونية إلي اليونان الاغريقية فالرومان مرورا بعصور النهضة والعصور الحديثة ووسط هذه الأزمنة جاءت فترات مظلمة كما في العصور الوسطي عندما حاربت الكنيسة ورجال الدين كافة ألوان الفنون والعلوم والمسرح وحوربت الكنيسة حتي انتشر النور من جديد.. اليوم وبعد ثورة 25 يناير الخالدة وإبادة الظلم والظلام. عاد البعض لمحاربة الفنون بكافتها بما فيها المسرح أبو الفنون وامتدت الحروب لتصل وبكل "وقاحة" لصناع الإبداع والمبدعين ورغم ان الحرب تأتي ممن يدعون الدعوة وهم الذين يرتكبون "الفاحشة" في الشوارع لذلك يدعون إلي إعادة فرض الظلام وبالقوة والمحاولات المستمرة لقتل الإبداع ومحاربة المسرح ولا ندري ما الأسباب؟.. العلاقة الدينية والايمانية علاقة خاصة بين العبد وربه بين الخالق والمخلوق ومن قال ان الفن أو المسرح حرام. "حرمة عليهم عيشتهم" هذا عمد مع سبق الاصرار والترصد لمحاربة الفن والفنانين. وهذه حقيقة دامغة وبالأدلة وبنظرة للمسرح علي سبيل المثال التعمد الواضح بالاستعانة بمحدودي الخبرة والموهبة سواء في الفن أو الإدارة وأري ان الكافة من الإداريين بلا موهبة من السلم الأسفل إلي السلم الأعلي والنتيجة إنتاج بلا معني وبلا قيمة لا فكرية ولا جمالية والدليل الآخر خفض الميزانيات المقررة للمسرح خفضا ملحوظا لا يأتي بنتائج ابداعية تؤهل المجتمع للتقدم والارتقاء بالذوق العام وإعلاء قيمة الفكر المناهض للظلام فالتعمد في ترك المواقع المسرحية الإنتاجية بلا ميزانيات والدفع بشخصيات إدارية ضعيفة يؤدي بالمسرح للغرق في الظلام ولا يؤدي رسالته التنويرية التي تقود المجتمع إلي التقدم وتكون النتيجة الظلام الدامس.. هذه الرؤية مطروحة علي جميع قطاعات وهيئات وبيوت وزارة الثقافة وانظروا معي طبيعة الإنتاج في الثقافة الجماهيرية والمسرح والفنون الشعبية وغيرها ومدي الحالة الظلامية في هذه المواقع خاصة وان الفنون بكافة وبخاصة المسرح هو خط الدفاع الأول والأخير للدفاع عن الوطن من كل ما هو وافد علي مصر في الداخل ومن الخارج . إذا كان المسرح يحارب فعلي المسرحيين ان يعلنوا عن غضبهم تجاه هذه الحرب التي أصبحت معلنة ولا يجب ان نضحي بقيمة مصر كدولة كبري في المنطقة وفي العالم حتي يعي الجميع قيمة هذا الوطن الكبير ذات المائة مليون نسمة وصاحب حضارة التنوير من سبعة آلاف عام ويزيد وصاحبة أول حكومة علي وجه الأرض - لك الله يا مصر - ويكفيك شر الأوغاد والأغبياء؟!!