المسرح والسياسة وجهان لعملة واحدة وهو الذي شكل وجدان وعقول الأمم وصانع نهضتها وهو المناهض الأول لكل أشكال الظلم والظلام. والمسرح هو صاحب الصوت الأول في مواجهة طغيان واستبداد الحكام والملوك والسلاطين والأباطرة وكافة حكام الأرض من الأغبياء.. المسرح منذ أن ولد في أحضان المعابد الفرعونية وهو يناهض رجال الدين. ثم عند الاغريق القدماء كان المسرح سياسيا وتدور أحداثه في أروقة القصور والملوك وكان لا يناقش إلا حياة هؤلاء. إلي أن خرج إلي الدنيا وأصبح يعالج وقائع وأحداث الناس البسطاء وأحدث أمرين هامين الأول: "التنوير" والثاني: "مشعل الثورات في العالم" هو الذي أحدث الثورة الكبري علي الكنيسة. فالمسرح هو محرر كل الأوطان المحتلة وكان هو محرك الحركات الشعبية ومن خلال "القراقوز" الناقد للحكام والملوك زمن المماليك وما بعد محمد علي إلي أن قامت ثورة يوليو المجيدة وخلصت مصر من الحكم الملكي الظالم وكان مسرح الستينيات من القرن الماضي متنوعا في أشكاله ومعالجاته وكان المسرح السياسي أحد أعمدته التي غيرت وجه الحياة في مصر وظهر زخم من الكتاب والمخرجين أمثال توفيق الحكيم وألفريد فرج وشوقي عبدالحكيم ونجيب سرور وسعد أردش وكرم مطاوع وغيرهم وهم كثر.. ومع بداية السبعينيات بدأ المسرح يكتب شهادة وفاته إلي أن مات بالسكتة الدماغية وهجرة الكتاب ومع "التجريبي الملعون" أصيب بالسكتتين الدماغية والقلبية فيما عدا بعض التجارب الفردية لبعض الكتاب والمخرجين وبعض شباب المسرح من الواعدين وبرز مسرح الكباريه السياسي وعدد من الأعمال الراسخة التي مهدت لثورة 25 يناير ولكن السؤال ماذا قدمت الثورة للمسرح المصري.. وماذا قدم المسرح للثورة؟.. الاجابة مخيبة للآمال فهناك حرب ضد المسرح وكافة الفنون وبصورة معلنة سواء في السياسات الإدارية أو المخصصات المالية وخفض الميزانيات وتعيين إدارات عقيمة أهدرت ما بناه المسرحيون طوال تاريخه.. المسرح منذ النشأة الأولي له في مصر وهو في حالة "عراك مع الحكم" وازدادت الأزمة مع نظام المخلوع وزاد تعنت وصلف الرقابة تجاه النصوص المسرحية وكم عانيت أنا شخصيا منها.. رغم كل هذا ولكي يفهم الجميع وعليهم أن يعلموا جيداً "أن المسرح الحقيقي سياسي" والسياسة الحقيقية يمارسها المسرحيون. ظل: مسرح بلا سياسة وسياسة بلا مسرح يساوي وطنا مظلما وحكما مستبدا!! نور: لا خوف من المسرح فالتمرد الدرامي يضع انسانا متوازنا عقليا ووجدانيا!! رؤية: "رجل المسرح" رجل سياسة من الطراز النادر فاتركوه يعمل لخير هذه البلاد!!