حمل علي عاتقه مسئولية المسرح بجانب العديد من المسرحيين الجادين الذين يرون أن( أبو الفنون) في حاجة إلي أبنائه للنهوض به.. صاحب العديد من التجارب المسرحية التي امتعت جمهور المسرح.. ويري أن المسرح الخاص قدم العديد من التجارب المهمة وتمني لو أن لدينا مسرحا خاصا يعتمد علي جمهور السياحة كما هو الحال في المسرح الإنجليزي, يترأس مهرجان المسرح القومي هذا العام حيث يري ضرورة قوية لإقامته هذا العام تحديدا ورغم الظروف الراهنة التي تمر بها مصر.. حول بعض التجارب المسرحية ومهرجان المسرح القومي وبعض القضايا المسرحية كان هذا الحوار مع سمير العصفوري المخرج المسرحي. * لماذا الإصرار علي مهرجان المسرح القومي رغم الغاء مهرجانات أخري مثل التجريبي والسينما؟ ** إلغيت المهرجانات الأخري بسبب التكلفة الاقتصادية العالية لأنها تستضيف وفودا من الخارج أما مهرجان المسرح القومي فكان من الضروري جدا إقامته خاصة في هذه الظروف التي تمر بها مصر لأنه فرصة جيدة لإزالة أثار الماضي, والتمسك هذه المرة بالمهرجان كان مهما لأنه مثل الشريان الذي لو قطع احتمال ألا يعود مرة أخري أو يتوه وسط الزحام كما أن تجاهل أعمال المسرحيين هذا العام له أثر سلبي عليهم, كما انه مهرجان وطني ونحن في لحظة تاريخية حقيقية وضروري جدا إقامته. * كيف تري تجارب بعض الشباب المسرحية مؤخرا؟ ** سعيد بالتجارب الجديدة التي واكبت الثورة, هناك بعض العروض نزل اصحابها للشارع في القاهرة وغيرها من فرق دولة أو فرق مستقلة ومن محترفين وغيرهم.. وهذا جيد لأن الشباب لدينا من الفنانين أصبحوا يقلدون أحدث الموضات نسوا تماما هويتهم ومسرحهم رغم أنهم يعرفون جيدا الكتاب العالميين ولا يعرفون من هو نعمان عاشور ولا أحمد شوقي ولا يوسف إدريس( نريد العودة لأحضان الحركة المسرحية في لحظة ثورية كهذه بمزيد من الإنتاج العربي والمصري لنحافظ علي أنفسنا فالمسرح جزء من ارضه الطبيعية ولا يجوز أن يصبح مسرحا مستوردا. * وهل من الممكن أن يعود المسرح السياسي الآن..؟ ** النجاح لن يكون إلا من خلال الدولة المتمثلة في وزير الثقافة حيث كان المسرح في الستينيات يملأ الدنيا وقد كان للمسرح قيمته وكانت تخشاه الدولة, أحلم بعودة المسرح الجاد المحترم ولا اعني بالجاد الصرامة أو ثقل الدم ولكن الجاد الذي يناقش قضايا مجتمعه كل القضايا مفتوحة وكل الملفات مفتوحة لابد وأن يلعب المسرح دورا كبيرا وهذا يحدث الآن. * الدورة الخامسة عقدت بغير افتتاح فما شكل الدورة السادسة..؟ ** هذه الدور سوف تعقد بافتتاح وسيفتتح الدورة فرقة الأوبرا الأروكستر السيمفوني وعرض جيد للدكتور عبدالمنعم كامل وهذا الاختيار لأن فن الأوبرا فن مسرحي وفن قومي وأي فن قومي يدل دلالة قاطعة علي مصريتنا وعروبتنا من الضروري أن نلحق به وهذا هو المتغير الأساسي في هذه الدورة.. أنا لا أنظر للمهرجان علي أنه مجرد مسابقة فهناك العديد من المسابقات.. هذه تظاهرة وطنية كبيرة يتقابل فيها المسرحيون بلقاء مشترك. * هل لعب المسرح دورا محرضا للقيام بهذه الثورة..؟ ** نعم والدليل أقوم حاليا بعمل عرض مسرحي للفنون الشعبية يقول إن الثورة كانت كامنة ومتحركة في احشاء الوطن بداية من ثورة1919 وحتي اليوم, القصة تحاكي مشاعر الوطن المصري ناحية القهر والاستعمار ورداءة الدروس الذي قبلناها تحت ضغط الحاكم الظالم فالثورة تظل فعلا كامنا داخل نفوس المصريين, قد يظن الأخرون أن مصر تهدأ ولكن الحقيقة أن الثورة دائما تتفجر بعد طول صبر * برأيك ما هي الأسباب الذي دفعت وباعدت بين المسرح وجمهوره..؟ ** عندما أعطي المسرح ظهره لمشاكل الناس ابتعد عنه الجمهور ففي كثير من العروض تحول المسرح لعبيط القرية واستخدم معايير وحكايات منتهية كما وصفه المسرحي الكبير بيتر بروك بالمسرح الميت ويقصد المسرح الذي يتحدث عن عالم آخر غير الذي نعيشه... * كيف نعيد للمسرح جمهوره؟ ** يعود الجمهور للمسرح إذا اهتم المسرحيون باختيار الموضوع وعلاقته بالناس ويجسده فنان صاحب خبرة يثق فيه المتفرج كما فعلوا في الملك لير بطولة الفنان يحيي الفخراني.. * وما الدور الذي يجب ان تقوم به الدولة متمثلة في وزارة الثقافة للنهوض بالمسرح من كبوته..؟ ** وزارة الثقافة ليست مسئولة.. هذه مسئولية المسرحيين.. هم يضعون خططهم الفكرية والفلسفية ومطالبهم الفنية وليست الفئوية ويراعي عند الاختيار الرغبة في التواصل مع الجمهور بحسن اختيار الأعمال الفنية. * كيف يتناول المسرح وثرة25 يناير برأيك؟ ** الثورة إبداع.. فلم تكن هناك خطة محددة ومرسومة قبل الخروج لها ولكنها انطلقت وتطورت وصنعت حركاتها وكل لحظة بها كانت ابداعا لا يجب ان يأتي من يحدثني عن موقعة الجمل و28 يناير لأن هناك تغيرا حقيقيا حدث بالفعل وعليهم النظر للأفق الأعلي وللحلم والمشاريع الذي يجب أن تواكب الثورة وأظن ان هناك عددا كبيرا من الشباب نجح في هذا وخرج للجمهور وسط الملايين وعبروا عما بداخلهم لأن مسرحا بلا جمهور لا قيمة له والجمهور سيظل قليلا ولكن إذا حدث ما يثير شهيته سيقبل علي المسرح. * وماذا عن مسرح القطاع الخاص وهل ستقوم له قائمة بعد25 يناير..؟ ** هذا حلم.. لم يعد هناك مسرح للقطاع الخاص ليس هناك غير محاولة للأستاذ جلال الشرقاوي يقوم بها للحفاظ علي كرامة رجل المسرح الذي حارب من أجله وقد انتهي تماما بعد انسحاب صبحي وعادل إمام. * ولماذا اتهم المسرحيون مسرح القطاع الخاص كله بالمسف رغم ان المسرح الإنجليزي يعيش علي هذا النوع من المسرح....؟ ** مسرح القطاع الخاص يقوم علي رأس مال كبير والمسرح الإنجليزي يعيش علي جمهور السياحة وتصل ثمن تذكرته لثلاثة آلاف جنيه مصري فهو يقدم متعة غالية التكاليف ويربح ايضا, وليس كل ما قدمه مسرحنا الخاص كان مسفا.. فلم يكن فؤاد المهندس مسفا ولم يكن محمد صبحي وعادل إمام مسفين أتمني لو أن لدينا مسرحا سياحيا يقدم ما قدمه هؤلاء من أعمال جادة ومبدعة ويحذو حذو المسرح الإنجليزي. * بعض المسرحيين يلقون سبب تراجع المسرح علي عاتق الرقابة ما رأيك؟ ** لا توجد رقابة حتي قبل25 يناير... هذه شماعة يعلقون عليها خيبتهم فمعظم الأعمال التي تقدم لا تستحق حتي مقص الرقيب هي بالأساس أعمال لا ترتقي للمستوي المطلوب ولا تحتاج لرقيب أري الرقابة مثلا في إلغاء مسرحية الحسين لأنها رأت أن تجسيد الحسين لا يجوز كذلك أراها في كتابات يوسف إدريس والكتاب الكبار.