في الوقت الذي تسعي فيه القيادة السياسية والمجتمع جميعا الي وتعمير الصحاري الشاسعة وتحويلها الي جنة خضراء نجد هناك شيئا غير مفهوم ويسير في الاتجاه المعاكس فعندما يصمت وزير الزراعة واستصلاح الاراضي علي قرار وزير الري بعدم حفر اي آبار استعواضية للآبار التي تجف وعدم صرف مواد بترولية أو قطع غيار أو مهمات ميكانيكية أو كهربائية أو صيانة هذه الآبار فهذا معناه واحد فقط هو بوار الآلاف من الاراضي الزراعية وهجرتها وإعطاء اصحاب الملايين فقط وكبار المستثمرين حرية العمل والزراعة بما لديهم من أموال ولا مكان للفلاح البسيط.. كنت انتظر من وزير الزراعة والذي من المفترض أن يكون المدافع الأول عن الفلاح وهو المنوط الاول بالزراعة واستصلاح الاراضي سرعة التدخل لدي وزير الري ووقف هذا القرار أو حتي اعادة النظر فيه ولكن للاسف ترك الفلاحين يلقون مصيرهم وكأنه لا يهمه هجرة الاراضي الزراعية أو تبويرها.. وهذا الموقف كشف الكثير من حكومة المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء ومدي ما وصل اليه الوزراء من أياد مرتعشة غير قادرة علي التدخل في أي مشكلة ولا حتي التدقيق والسرعة في اتخاذ القرار.. واعود الي الآبار الجوفية فقد اثبتت الدراسات انه يمكن ان يتم حفر نهر من المياه الجوفية بمنطقة الوادي الجديد والصحراء الغربية بدون خوف من نضوب المياه الجوفية وان كان هذا يتطلب موافقة دولة السودان وتشاد لان هناك اتفاقية موقعة في هذا الشأن واعتقد أن هذا ليس فيه صعوبة بل علي العكس لو تم شق نهر في هذه المناطق ستتحول المساحات الشاسعة من الصحاري الي جنة خضراء وسيتوافد عليها كافة المستثمرين الي جانب امكانية انشاء تجمعات سكانية تستوعب طاقات الشباب وتساهم في حل أزمات التكدس المروري.. كنت أتمني أن يلتقي وزير الزراعة ووزير الري ويتناقشا قبل اصدار مثل هذه القرارات وان يقوما بالتفكير سويا من اجل الاهتمام والنهوض بالفلاحين وزيادة المساحات الخضراء وتقديم كافة التسهيلات لكل البسطاء من اجل ان يستطيعوا العيش بكرامة في وطنهم ويقوموا بجعل مصر خضراء وزراعة المحاصيل الاستراتيجية والتي تجعلنا نتقدم بين الأمم ولا نحتاج لاحد.