تعكس الجولة الخارجية الجديدة التي يقوم بها اليوم الثلاثاء الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي دولة الإمارات العربية المتحدةوالهندوالبحرين اهتمام مصر بالانفتاح علي العالم شرقه وغربه وتعميق علاقات مصر مع اشقائها العرب ضمن استراتيجية إعادة مصر إلي دورها الريادي المحوري العربي والإقليمي والإسلامي والدولي. فالجولة في شقها العربي-الإماراتوالبحرين تؤكد حرص مصر علي دعم العلاقات الثنائية مع أشقائها العرب وتوطيد التعاون معها علي عدة مستويات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية إضافة إلي بعدها الرئيسي وهو مكافحة الإرهاب والحفاظ علي الأمن القومي العربي. وهذا يؤكده الرئيس السيسي في جميع جولاته أن أمن مصر من أمن الخليج والأمن القومي العربي خط أحمر وهذا مهم في ظل الاضطرابات الحادة التي تشهدها المنطقة خاصة في سوريا والعراق واليمن وهي من الملفات الساخنة في رحلة الرئيس العربية والآسيوية- الهند. ويري المراقبون أن الملف السوري واليمني والعراقي والليبي إضافة إلي الملف الفلسطيني- القضية المركزية العربية الأولي- الذي يحظي باهتمام خاص لدي القيادة المصرية ويتصدر الشق السياسي في مباحثات الرئيس السيسي مع قادة الدول الثلاث التي تشملها الجولة التي تأتي أيضا بعد أقل من 48 ساعة من تسلم الرئيس السيسي لرسالتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سلمهما وزير الخارجية عادل جبير خلال استقباله له الأحد الماضي مع الوزير سامح شكري.. والتي اطلع خلالها علي نتائج مباحثات الرباعية الدولية حول سوريا في فيينا والتي ضمت وزراء خارجية روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية. وتركز مباحثات الرئيس اليوم مع كبار المسئولين في دولة الإمارات العربية المتحدة حول التحديات الإقليمية التي تشهدها المنطقة وأمن الخليج والبحر الأحمر والإجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي في ظل انتشار واتساع الإرهاب والأفكار المتطرفة والفكر الضال. ويسعي الرئيس السيسي خلال قمته مع القيادة الإماراتية علي تعزيز التعاون الثنائي القائم بين البلدين في ظل بناء شراكات استراتيجية مستدامة مع دولة الإمارات التي تؤكد تقارير الخبراء أنها تعد واحدة من أكبر الدول العربية الداعمة لمصر في كافة المجالات وعلي كافة الأصعدة. وضمن ملفات عربية مشتركة تستعرض قمة الرئيس السيسي مع أخيه الملك حمد بن عيسي التعاون الثنائي بين البلدين والتأكيد علي وقوف مصر ودعمها الدائم للبحرين في كافة الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والتأكيد علي حرص مصر قيادة وشعبا علي أمن واستقرار البحرين ورفض التدخل في شئونها الداخلية. وأكد دبلوماسيون أن زيارة السيسي للبحرين تأكيد مهم علي أن مصر تقوم بدورها الإقليمي والعربي في الحفاظ علي استقرار المنطقة في ظل الأوضاع الحالية بالمنطقة والخاصة بأمن الخليج والعمل علي استقرار دوله. وتعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إضافة إلي أهمية المنتدي الهندي الأمريكي فإن المشاركة المصرية تقدير للعلاقات التاريخية بين بلدين شاركا في صياغة التاريخ منذ فجره واستطاع نهرو وعبدالناصر وتيتو ان يدسنا مؤتمر عدم الانحياز صوت العالم الثالث أمام الغرب والدولتين أعضاء في مجموعة ال77 وال15 ومجموعة ال"2" في منظمة التجارة العالمية وجمع الدولتين كفاح واحد ضد الاستعمار القديم وتعود علاقات البلدين ثورة 19 لكن مع ثورة 52 تبلورت علاقات دولتين تبحثان عن مكان لشعبيهما وصل عالم جديد في منتصف القرن الماضي وشاءت صداقة عبدالناصر ونهرو لتصنع منها علاقة تاريخية تجسدت في مواقف الهند مع مصر في عدوان 56 وفي نكسة 67 وفي حرب 73 والهند دولة لها تجربة مهمة في المجالات المختلفة ولدينا تعاون في مجال الغاز والبترول وفي المجالات المختلفة إضافة إلي أن للهند دور مهم في مشاريع تنمية قناة السويس والاستثمارات الهندية في مصر. من المقرر أن تشهد القمة المصرية الهندية بين الرئيس السيسي والرئيس برناب مكرجي تدشينا جديدا لعلاقة تاريخية بين البلدين وستتمخض عنها وضع آلية لانطلاقة جديدة في المشروعات المختلفة لاسيما وأن الهند تعد من الاقتصاديات الكبري في العالم.