تعددت وقفاتهم الاحتجاجية. أمام مجلس الوزراء والجهات المعنية. وكذلك النقابات المهنية. يطالبون بحقهم في التعيين بالوظائف الحكومية: الفنية والإدارية. كما رفعوا ثمار الكوسة للدلالة علي رفضهم للوساطة و المحسوبية. نظم الحاصلون علي درجتي الماجستير والدكتوراة دفعة 2015 وما قبلها وقفة يوم الأربعاء الماضي أمام نقابتي الصحفيين والمحامين لتحقيق مطلبهم في التعيين بالحكومة أسوة بزملائهم دفعات 2002 .2014 وقبل ذلك نظموا وقفات أمام مجلس الوزراء والوزارات المعنية للمطالبة بحقهم وحملة الماجستير والدكتوراة هم صفوة الأمم وجواهرها الثمينة. بهم نتقدم إلي الأمام وفي غيابهم نتقهقر إلي الخلف نفوا زهرة شبابهم في البحث والدرس ترددوا علي المكتبات. وكانت لهم مع العلم والعمل صولات وجولات ليسوا من رواد الملاهي أو حتي المقاهي لكنهم قضوا أيامهم ولياليهم بين الكتب والمذكرات والقواميس والموسوعات. ولا يعلم حجم معاناتهم أو حرمانهم في رحلة إعداد رسائلهم إلا الله جدوا ولم يجدوا. وزرعوا ولم يحصدوا. أذكر أن شاباً منهم كان يتردد علينا في صفحة مع الناس بجريدة الجمهورية يطلب المساعدة في الحصول علي وظيفة أي وظيفة في "مدرسة إعدادية أو ابتدائية" رغم أنه حاصل علي الدكتوراة بمرتبة الشرف. وكان يكسب رزقه في العمل باليومية في الأراضي الزراعية ولا أدري سبب ارتباط ثمرة الكوسة بالوساطة والمحسوبية. تقول بعض الروايات القديمة إن تجار الخضر والفاكهة كانوا يصطفون في صفوف طويلة عند دخول الأسواق وكان يستثني منهم تجار الكوسة لسرعة تلفها. فيقول باقي التجار في حسرة "كوسة" حتي صارت مثلاً وهناك رواية أخري تقول إن أبواب القاهرة القديمة كانت تغلق في المساء ولا يسمح لتجار الخضر والفاكهة بالدخول إلا في الصباح باسثثناء تجار القرع أو الكوسة لنفس الحجة أي سرعة تلف سلعتهم وربما كان لأحد تجار الكوسة قريب أو صديق من المسئولين ييسر له دخول السوق والأقرب إلي العقل ويعرفه من عاش في القرية أن نبات القرع أو الكوسة يتجه إلي الخارج أو كما يقول المثل: "مثل القرع يمد لبرة" ومن شاهد شجيرات القرع وإخوته يعرف طريقة نموه. بل إنه يعبر القنوات أحياناً إلي أرض الجيران. فيجني ثمره من لم يزرعه أو يرويه. ومن هنا جاءت العلاقة بين الكوسة والمحسوبية. وفي الدول المتقدمة يشغل الناس المواقع المختلفة بملكاتهم ومواهبهم ومؤهلاتهم لا بالكوسة والطرق الملتوية ومعرفة الكبار. ويردد الكثير منا قول الشاعر: يا بلدنا يا عجيبة فيكي حاجة محيراني نزرع القمح في سنين تطلع الكوسة في ثواني وفي رواية يطلع القرع في ثواني ويقول المصريون أيضاً: القرع لما استوي قال للخيار يا لوبيا للدلالة علي الفخر أو التعالي. والقرع أو اليقطين أو الدباء أو الكوسة ثمرة طيبة من مضادات الأكسدة تفيد السليم والمريض علي حد سواء. وفي الذكر الحليم "وأنبتنا عليه شجرة من يقطين" "الصافات 146" نعمة من الله عز وجل علي عبده ونبيه يونس بن متي. بعد أن قذفه الحوت إلي الأرض يسترد عافيته بثمرها ويستظل بأوراقها العريضة التي لا يقربها الذباب. وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يحبها ويتتبعها ومضي الصحابي الجليل رضي الله علي سنته وأثره والقرع أو الكوسة في المنام عالم أو شفاء لمريض والله أعلم. وأول شهادة دكتوراة في العالم منحتها جامعة السوربون الفرنسية التي تأسست سنة 1235 بالعاصمة باريس وأول دكتوراة في مصر منحتها الجامعة الأهلية للدكتور طه حسين 1914 وكانت عن أبي العلاء المعري بعد تأسيسها بست سنوات. أرجو ألا ينسينا هذا الكلام عن المطلب الأساسي لحملة الماجستير والدكتوراة وحقهم في التعيين وأيضاً سائر الخريجين.