مؤتمر التكتلات الأفريقية الثلاث "الكوميسا. والسادك. وتجمع شرق أفريقيا" الذي عقد في شرم الشيخ. يعد بداية حقيقية لعودة مصر الي السوق الأفريقي الذي افتقده علي مدار عقود طويلة.. وهذا التوجه يمثل حلقة جديدة من سلسلة النجاحات التي يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي للدبلوماسية المصرية وللاقتصاد القومي. ان السوق الأفريقية تمثل طوق النجاة للصادرات المصرية في المرحلة القادمة. بعد ان تراجعت قيمة هذه الصادرات في أسواق أوروبا. وبعد ان فقد المنتج المصري تواجده في العديد من الأسواق الخارجية بعد ثورة يناير. ويعد التوقيت الحالي هو التوقيت الأنسب للمستثمرين ولرجال الأعمال المصريين للتوجه بالصادرات المصرية نحو السوق الافريقي. بعد ان نجح الرئيس السيسي في تهيئة المناخ السياسي والدبلوماسي واستعادة وتوطيد العلاقات المصرية المتميزة مع دول القارة السمراء. إن منطقة التجارة الحرة التي تم الاتفاق علي اطلاقها بين الدول ال 26 الأعضاء في التجمعات الثلاثة. ستسمح بإزالة العوائق الجمركية بين هذه الدول. وبتدفق السلع والمنتجات فيما بينها. وستساعد علي اقامة مشروعات صناعية وتجارية مشتركة. وستفتح بابا واسعا لزيادة التعاون والتبادل التجاري بين هذه الدول وباقي دول افريقيا بشكل خاص. ومع دول العالم الخارجي بشكل عام.. خاصة اذا علمنا ان عدد سكان الدول الأعضاء في هذا التجمع الجديد يزيد عن 625 مليون نسمة. وان مجموع الناتج القومي لها يتجاوز 2.1 تريليون دولار. وانها تستحوذ علي نحو 58% من النشاط الاقتصادي للقارة الافريقية.. وهو ما يعني ان التعاون بين هذه الدول يمكن أن يؤدي الي انتعاشة كبيرة لاقتصادها وتحسين مستوي معيشة مواطنيها. لكن نجاح هذه المنطقة يحتاج الي ارادة حقيقية من قادة هذه الدول ومسئوليها. لحل جميع المشكلات التي كانت تحول في الماضي بين زيادة التبادل التجاري الافريقي. وعلي رأسها مشكلة القوائم السلبية التي تمثل حجر عثرة أمام أي اتفاق للتبادل التجاري. وكانت سببا في اعاقة العديد من اتفاقيات التجارة الحرة مثل ما حدث بين مصر والسودان. مطلوب ايضا تهيئة البنية الأساسية لنجاح عملية التبادل التجاري. مثل خطوط النقل البحري والطيران المباشر وانشاء طرق برية للربط بين حدود تلك الدول. ودخول البنوك كشريك أساسي لتسهيل تمويل الصفقات. وانشاء شركات لضمان مخاطر الصادرات والتأمين عليها. ان أمام الدول الافريقية فرصة ذهبية لتحقيق حلم التنمية والتقدم. لكن هذا الحلم لن يتحقق اذا لم نكن جادين وقادرين علي طي صفحة الماضي وحل المشاكل التي تراكمت لعشرات السنين.