تعلمنا من وقائع التاريخ وحقائق الجغرافيا أن الدفاع عن مصر يبدأ من الشام ومن سوريا تحديدا.. وما تقوله سطور التاريخ يؤكد ذلك ان الغزوات الكبري التي أتت علينا كانت عبر الشرق.. ولم يكن من ثوابت سياستنا المصرية منذ مينا الي اليوم ان الحفاظ علي الامن القومي المصري يبدأ من سوريا من فراغ. ويشهد التاريخ ان تحالف مصر وسوريا صنع الكثير من الانجازات في التاريخ القديم والحديث.. ومن هنا الحفاظ علي الدولة السورية الارض والسيادة ضرورة مهمة في ظل تطور احداث المنطقة الخطيرة.. صحيح ان الاغلبية غارقة في الازمة اليمنية التي ستطول لكن علينا ألا نغفل ما يحدث في سوريا. .. إن تحالف مصر وسوريا كان اول الخيوط لتطويق الخطر الصهيوني علي المنطقة وثبت هذا جليا في حرب 73 - أكتوبر - رمضان - والتحالف المصري السوري يظل دائما نموذجا يذكره التاريخ وفي حرب 1973 تجسد بمساندة الدول العربية بعد ان رسم خريطة الحرب السادات - والاسد "الاب".. ولايخفي علي أحد ان مصر وسوريا عندما انضمت اليهما السعودية في التسعينات بعد حرب تحرير الكويت وكونا تحالفا استراتيجيا في قمة بالاسكندرية شكل تحركا فاعلا اثار الغرب وعمل علي الا يتم كما يريد ابناء الامة العربية.. ومن هنا يجب ان يتحرك العرب واقول العرب جميعا للحفاظ علي سوريا كي لا يحدث فيها كما حدث في العراق وليبيا فهذا لايساعد الا امريكا واسرائيل.. لايجوز ان يقف قادة عرب يضعون اسس حل الوضع السوري دون قراءة حقيقية للواقع علي الارض.. واظن ان اخراج الرئيس بشار الاسد من معادلة الحل وهم ومستحيل.. ولمن لا يعرف غياب الدولة السورية مؤشر خطير علي المنطقة بأسرها وصعب التنبؤ بما سيحدث وسط ممارسات اردوغان التي لاتخدم الا حليفه اسرائيل وامريكا.. واعتقد ان اسرائيل المستفيد من الوضع الحالي في سوريا. وما يدمي القلب علي سوريا الحبيبة ان ما يحدث يتم من خلال جماعات ارهابية صناعة امريكية غربية وحاضنة اوربية امثال داعش والنصرة وغيرها حيث استقطبت العديد من الجماعات المتطرفة.. وما يزيد الامر سوءا هو توجه الداعشيين الي التراث الانساني في تدمر التاريخية تلك المدينة السورية التي صنعت تاريخا وخلفت للحضارة الانسانية تراثا سجلته الاممالمتحدة "اليونسكو" بانه الاهم في المنطقة ففي تدمر رمز حضارة قديمة وملتقي أكبر امبراطوريتين الفارسية والرومانية علي نهر الفرات والبحر المتوسط. وعلي ارضها قامت اقدم المالك واهمها "ذنوبيا" مما يعكس علي ارضها تاريخاً عريقاً.. للاسف القادة في المنطقة غرقوا في مستنقع اليمن الذي سيطول ولذا يري خبراء الجيوسياسية ان سقوط الدولة السورية يعني دخول المنطقة والاقليم في مأزق خطير وسيتأثر الامن القومي العربي لعقود طويلة. .. إن اقدام داعش التي صنعت ببصمات الغرب ومعها جبهات النصرة وغيرها ممن تم استقدامهم الي سوريا من اكثر من 30 جنسية يجعلنا امام امتحان تاريخي فهذه الجبهات للاسف تمول عربيا وتسلح غربيا وتفكك في الشرق الاوسط. الجميع يعرف ان تفكيك الدولة السورية هو الخراب الحقيقي للمنطقة العربية.. وللاسف المعارضة السورية في الخارج تحمل اجندات خاصة بعضها نفطية والاخري امريكية وتركية واوروبية.. الامر يحتاج الي ضمير عربي يقظ وبسرعة قبل فوات الاوان اليوم. الجماعات الارهابية تسعي لتدمير سوريا لفك لغز الامن القومي العربي واول من سيتأثر هو مصر نؤكد ان الحفاظ علي سوريا امنا قوميا عربيا مع الابقاء عليها دولة متماسكة بجيشها ومؤسساتها حماية للامة بدلا من ان نراها كالعراق وليبيا واليمن.. فاتورة ثقيلة يدفعها العرب بترك سوريا للارهابيين وجماعاتهم ولصالح اسرائيل.. افيقوا ياعرب..