يدور الجدل في بلدنا مصر. منذ عقود الاستقلال في أعقاب ثورة 23 يوليو. عن متوالية من المؤامرات الخارجية تستهدف مصر بعد أن تخلصت من ربق الاستعمار والتبعية للقوي الأجنبية. لتبقي ثقافة وأيديولوجيا المؤامرة الشغل الشاغل لنا المصريين. أقول نعم هناك مؤامرة خارجية علينا. وهناك أيضا مؤامرة داخلية أيضا علينا. ممن لم يؤدوا الأمانة علي أكمل وجه. ولم يشعروا بوهج الوطنية بين أضلعهم. ولكن ما يعنيني هنا بعد أن قام المصريون بثورتين شعبيتين تم تسمية كل منهما بالطبع "مؤامرة" - حسب مزاجية كل طرف - متناسين أننا منجم لا ينضب ولا يجف من الأخطاء القابعة في ذاتنا وفي قدراتنا. الآن نري لاعبين قدامي وجددا. محترفبن وهواة. لا يميزون بين مغامرات البناء ومغامرات الهدم. لا يجيدون اللعب بأوراق التنمية. وفقه الواقع. وتغليب المصلحة العامة علي الذاتية. والأنية علي المستقبلية الجامعة لكل المصريين. بما يمثل تحديا أو تهديدا لمسيرة الاستقرار. وبالتبعية العبور الحقيقي لشاطئ التنمية في مصر. وهو الأمر الذي يقرب هؤلاء اللاعبون سواء عن غفلة أو عمد من خانة المؤامرات. اللاعبون القدامي هم جماعة الإخوان المسلمين بما تظهره وتدفعه علي الحراك والمشهد المصري من شراسة بالغة خالية من أي ذرة وطنية أو التفكير في العواقب رافعين شعار "هدم المعبد علي الجميع" بمعني شعبي متداول "فيها لأخفيها". أما اللاعبون الجدد هم ما يطلقون علي أنفسهم للأسف مسمي القوي الثورية. التي أجادت منظومة الهدم وليس البناء. وهي ذات الفئة التي تصدرت المشهد السياسي في ثورة المصريين الأولي. ثم سحب البساط من تحت أقدامهم. مع مجئ الإخوان وفشل مخططاتهم للفوز بحصة من الكعكة الثورية. لينطلقوا يعيثون في أرجاء الوطن فسادا تحت دعاوي براقة مقترنة بأفعالهم الهدامة لمقومات واستقرار الوطن. ليتحالفوا لاحقا وبتناقض شديد مع شعاراتهم. مع جماعة الإخوان ضد النظام الذي ارتضاه غالبية الشعب المصري في 30 يونيو سبيلا للاستقرار والتنمية. علي صعيد المكاشفة الذاتية علي صعيد المصريين أقول نعم أعزائي القراء. أصدقكم القول إننا مستهدفون خارجيا ولكننا تجرعنا من ثقافة المؤامرة حتي الثمالة التي تذهب معنا جهودنا التنموية أدراج الرياح. تتذكرون اللبان الذي كان يؤدي إلي الهياج الجنسي. وتتذكرون الأحزمة التي كانت تصيب الرجال بالعقم. إننا مهما انسلخ عنا. وتآمر علينا من بين جلدتنا سواء الإخوان أو الثوريون. يجب علينا أن نعترف بأننا غارقون في أخطائنا وهي التي قادت لما نحن فيه من سوء تخطيط. وغياب العدالة الاجتماعية. والكرامة وفرص العيش الكريم. منذ أن حصدنا استقلالنا في العام .1953 تبقي رسالتي لإخواني أبناء جلدتي وأبناء وطني إخوان وثوريين - كما يصفون أنفسهم - أنكم مهما شرقتم أو غربتم أنتم مصريون اختلفتم مع حكومتكم وشعبكم أنتم أيضا مصريون. لكم في الأرض وفي الوطن لكم مثل ما لنا. نعم كانت هناك أخطاء فادحة خلال عصر مبارك. وهي التي قادتنا إلي ما نحن فيه الآن حيث إن ذلك النظام كان يتعامل مع مصر ببالونة يضخ فيها هواء مسموما يوما بعد يوم عاما بعد عام حتي انفجرت البالونة وطفح الكيل. ولم تقتصر تلك السياسات الخاطئة علي نظم مبارك. بل علي كافة الأنظمة السابقة.